إنه يوم مجيد أن تحقق النصر المبين على داعش وأصبحت الحدود الشرقية اللبنانية السورية آمنة وخالية من أي وجود إرهابي.
هذا اليوم يجب أن يسجل بأحرف من نور في تاريخ لبنان والمنطقة وهو عيد تحرير إضافي ستفخر به الأجيال القادمة، وما ينغص الفرحة هو اكتشاف أن جنودنا الأبطال أعدموا من قبل الجماعات التكفيرية ونحن إذ نتوجه لعوائلهم بالعزاء ندعوهم للافتخار بهذه الشهادة خاصة أن كل جندي يدخل إلى الجيش الوطني يوطن نفسه على الشهادة.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نهنئ اللبنانيين بالإنجاز الوطني الكبير ولكي لا تمر المسألة من دون أخذ العبرة ندعو إلى ما يلي:
أولاً: ندعو إلى محاسبة كل المسؤولين عن تسهيل عملية خطف الجنود ومن ساهم في ذلك، وخاصة من صدرت بحقه مذكرات قضائية وما زال حراً طليقاً في عرسال، إذ يجب جلبه أمام القضاء والتحقيق معه ومحاسبته إن كان مداناً خاصة مع وجود وثائق بالصوت والصورة تؤكد تورطه.
ثانياً: ندعو القوى السياسية التي حمت التكفيريين ووقفت إلى جانبهم وذهبت لعرسال للدفاع عنهم للاعتذار من الشعب اللبناني وأهالي الشهداء على موقفهم المتواطئ في ذلك الوقت، ما أدى إلى حماية النصرة وداعش لفترة طويلة من الزمن وحتى الآن، لا أن يبخسوا بإنجازات المقاومة والجيش كما يفعلوا الآن.
ثالثاً: ندعو من كان في موقع المسؤولية ومنع الجيش اللبناني من القيام بواجبه باسترجاع العسكريين وكان ممكناً في ذلك الوقت وبسهولة والذين بدلاً من توفير الغطاء السياسي طلبوا من الجيش أن ينسحبوا إلى الخلف فأساءوا إلى كرامة الجيش التي هي من كرامة الوطن، إلى الاعتراف بمسؤوليتهم أمام الشعب اللبناني طالما لا يوجد جهات تحاسب المسؤولين في لبنان.
رابعاً: نعتبر أن الإنجاز المحقق باستسلام الدواعش ونقلهم إلى مكان آخر هو إجراء حكيم وفر على المقاومة والجيش مزيداً من الشهداء والجرحى وأدى إلى كشف مصير الجنود والمخطوفين واسترجاع جثامين لشهداء المقاومة وأسير لديهم، والأصوات النشاز التي دعت إلى الاستمرار في المعركة هي نفس الأصوات التي وقفت بوجه الجيش والمقاومة في البداية لمنعهما من تحرير عرسال والجرود من الوجود الإرهابي.
المجد للوطن والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، وإلى مزيد من الانتصارات حتى القضاء التام على التكفيريين في سوريا والعراق لإعلان النصر النهائي لمحور المقاومة والتفرغ لتحرير فلسطين.