تحاكي أحياء البلدة القديمة بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى حد كبير نمط الحياة داخل العاصمة السورية, حيث تمتاز بطابعها المعماري الدمشقي ـ والمتوارث من عدة حضارات قديمة ـ تعاقبت على المدينة , وتركت بصماتها التراثية على معالمها.
ويشير مؤرخون إلى أن نابلس كانت في القرن السادس عشر ميلادي محطة تجارية رئيسية، تقصدها القوافل المتجهة من الشام صوب البحر الأحمر.
ويُطلق الأهالي على مدينتهم عدة أوصاف منها، : "جبل النار"، "دمشق الصغرى"، وعاصمة فلسطين الاقتصادية.
وبدوره لفت مدير الأوقاف في البلدة القديمة مظهر الخياط، إلى أن هناك علاقة وثيقة تربط أهالي نابلس بالشام العتيقة، إذ أن اللهجة الشامية حاضرة بينهم، فضلاً عن أنهم تبادلوا الزواج فيما بينهم، ناهيك عن العادات والتقاليد ، وحتى شكل البنايات.
وفي حديث لمراسل "العهد" الإخباري، قال "الخياط"، :" إبان الفتوحات الإسلامية، كان الفلسطينيون، وبخاصة أهالي نابلس الأكثر قرباً من إخوانهم السوريين في معاركهم لنيل حريتهم واستقلالهم ".
وأضاف، "حرص النابلسيون على بناء المساجد، وهي أصبحت اليوم من أهم معالم هذه المدينة التاريخية, كما هو الحال مع الجامع الكبير الصلاحي ، وجامع الخضراء، و النصر و الساطون".
ويتميز البناء المعماري في البلدة القديمة باتساع المرافق ، وانفتاح بعضها على بعض ، إلى جانب إطلالة كافة المكونات على فضاء واحد في شكل فني وجمالي, ما يعطى شعوراً لدى الأهالي بالألفة ، والتقارب".
وتتشكل نابلس من ثلاث قصبات رئيسية ، تمتد من شرقها إلى غربها ، وهي محاطة بسور من المباني القديمة ، ولها (16) بوابة.
وهي تشتهر بطابعها الفريد في شتى المجالات والمناسبات؛ ففي شهر رمضان المبارك تتحول المدينة إلى عالم آخر، حيث تبدأ الشعائر الدينية ، وصلوات التراويح , فيما تتزين الشوارع بفوانيس الشهر الفضيل، وتشرع المحلات والمطاعم بصناعة المأكولات ، والحلويات الرمضانية المميزة.
إبراهيم الشنتير -صاحب محل للحلويات في سوق البلدة القديمة-، من جهته قال:" إنه يعمل في هذا المكان الذي ورثه عن أجداده منذ 33 عاماً ، ويعمل على صناعة الحلويات التراثية مثل : أصابع زينب ، والعوّامة، والزلابيا ، من أجل بيعها لزوار البلدة".
وغير بعيد عنه، تحدثنا إلى جاره "منير أحمد"-بينما كان يقف بجانب دكانه، مستذكراً مشهد رمضان ، والأجواء الجميلة الخاصة به خلال السنوات السابقة.
وبحسب "أحمد" ؛ فإن الأوضاع هذا العام صعبة من الناحية الاقتصادية؛ الأمر الذي انعكس على حركة الأسواق، وأدى لتراجع المبيعات مقارنة بالأعوام الماضية.
وألقى تردي الوضع المعيشي بظلاله على بعض العادات الاجتماعية داخل المدينة ، لا سيما فيما يتعلق بموضوع الولائم ، كما هو غالبية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المصدر: موقع العهد الإخباري