12/12/2007
عقد مسيحيو قوى 14 شباط اجتماعاً موسعاً في البيت المركزي لحزب الكتائب اللبنانية، بدعوة من الرئيس الاعلى للحزب الرئيس أمين الجميل، وخصص للبحث في آخر التطورات ولاسيما ما يتصل بجريمة اغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج والظروف المحيطة بالاستحقاق الرئاسي.
وأصدر المجتمعون بيانا تلاه الرئيس الجميل، هذا نصه: "عقد عدد من النواب والشخصيات المسيحية من مختلف الانتماءات السياسية لقاء في بيت الكتائب المركزي لتداول الأزمة الخطيرة التي تعانيها البلاد بسبب الفراغ الناجم عن عدم إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية التي تشكل المركز الاول للمسيحيين في الشراكة الوطنية، وأصدروا البيان الآتي:
أولا: فجع اللبنانيون ، صباح اليوم وفي الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد جبران تويني، بجريمة نكراء جديدة هي إغتيال مدير العمليات في قيادة الجيش العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج الذي أمضى حياته حتى الشهادة في خدمة لبنان والمؤسسة العسكرية.
وليس من قبيل الصدف اطلاقا ان تقع هذه الجريمة غداة ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية وما جبه به هذا الترشيح من محاولات تعطيل وتعجيز شارك فيها اطراف عدة داخليون وخارجيون.
ان المجتمعين، اذ هالتهم الجريمة النكراء التي طاولت الجيش اللبناني، يتقدمون من قائد الجيش ومن جميع ضباط وافراد المؤسسة العسكرية ومن عائلات الشهداء بأخلص واحر التعازي، ويجددون دعمهم للجيش الوطني ودوره الرائد في حماية الاستقلال والسيادة والسلم الأهلي.
ثانيا: يؤكد المجتمعون ان هذه الجريمة لن ترهب الشعب اللبناني ولن تثنيه عن مواصلة نضاله من اجل استكمال تحقيق اهداف انتفاضة الاستقلال واعادة تفعيل المؤسسات الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي لن نسمح باستمرار الفراغ فيها.
ولقد بات واضحا لدى الشعب اللبناني ان ما يحصل من عرقلة للاستحقاق الرئاسي يتجاوز هذا الاستحقاق الى مشروع مبرمج لضرب كل مقومات الكيان اللبناني وكل مؤسسات الدولة يهدف تحويل لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية وتغليب منطق الدويلات على الدولة ما يشكل خطرا وجوديا يرفضه المسيحيون ويأبون استمراره .
ثالثا: يؤكد المجتمعون تمسكهم بتأييد العماد ميشال سليمان مرشحا توافقيا لرئاسة الجمهورية ويطالبون افرقاء المعارضة بالكف عن افتعال العراقيل واسقاط تحفظاتهم المفتعلة عن العملية الانتخابية. كما يطالبون رئيس مجلس النواب بالتوقف عن الدعوات الشكلية الى المجلس للانعقاد لانتخاب رئيس وعن الحوارات العقيمة والى المبادرة فورا الى عقد جلسة خاصة لاقرار تدابير دستورية كفيلة انتخاب العماد سليمان.
رابعا: يطالب المجتمعون مجلس الوزراء بالاجتماع فورا واقرار ضم هذه الجريمة الى ملف التحقيق الدولي واتخاذ التدابير التي تحول دون وقوع البلاد في الفراغ في حال تأخر المجلس النيابي عن اقرار الآلية الدستورية المطلوبة .
ان المجتمعين، وبعدما تكشفت الاهداف الحقيقية الكامنة وراء مواصلة مسلسل الاغتيالات ووضع الشروط التعجيزية المطروحة في وجه الاستحقاق الرئاسي، والتي تشكل انقلابا صارخا على الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني وخطرا داهما على الوجود المسيحي الفاعل والحر في لبنان ومحاولة لابدال المناصفة المسيحية الاسلامية بمثالثة مذهبية، يحملون كل من يساهم في هذا الانقلاب او يؤمن الغطاء له مسؤولية تاريخية، ويدعون الشعب اللبناني الى مزيد من الوعي والصمود لمواجهة الاخطار والتمسك بأهداف انتفاضة الاستقلال".
حوار
بعد تلاوة البيان، أعلن الرئيس الجميل عن تشكيل لجنة متابعة ستتولى إجراء الإتصالات مع الداخل والخارج لشرح الظروف التي أسفرت الى عقد اللقاء وأهدافه.
سئل: لماذا تم إغتيال العميد الركن فرنسوا الحاج وهو معروف بأنه مقرب من النائب العماد ميشال عون؟ قال: "لماذا اغتيل بيار وأنطوان وجبران وسمير والرئيس الحريري؟ ولماذا محاولة إغتيال مروان والياس المر ومي شدياق؟. من الواضح، أن المستهدف هو الوطن والإستقرار، وتطال اليد المجرمة الوجوه والقيادات الواعدة، والمستهدف هو أمل اللبنانيين ومستقبلهم".
وجدد الرئيس الجميل الدعوة الى "إجراء الإنتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن لإعادة بناء المؤسسات على أنواعها".
سئل: هل يعني هذا الإغتيال دعوة الى عدم التقارب بين قائد الجيش العماد ميشال سليمان والأكثرية في لبنان؟ أجاب: "قائد الجيش هو قائد الجيش، مهمته واضحة وصريحة. وسبق للقيادة أن أصدرت بيانا دعت فيه الى عدم زج اسم قائد الجيش في الإنتخابات. السياسيون هم من رشحوا العماد سليمان، وبالتالي لا علاقة له بكل هذا المخاض، الا أنه قبل هذه المهمة ومواجهة هذا التحدي. لذلك، ندعو الى إجراء الإنتخاب في أسرع وقت مخافة أن يعرض الفراغ المؤسسة العسكرية إلى خضات هي في غنى عنها".
سئل: هل ستسرع جريمة اليوم أو تبطىء عملية الإنتخاب؟ أجاب: "حبذا لو يتعظ كل القادة المعنيين بهذه الشهادة فتتخذ العبر وتشكل حافزا لكل الأطراف لإنتخاب الرئيس الجديد في أسرع وقت. وهذا ما نتمناه، وسيكون لي شخصيا مجموعة من الإتصالات من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة وإنتخاب العماد سليمان في أسرع وقت".
سئل: هل خيار النصف زائد واحدا ما زال قائما؟ أجاب: "الحلول خارج الآلية التقليدية الدستورية حلول قسرية، وليست ما نتمناه، وأخشى ما أخشاه إذا طال الأمر سنواجه مجموعة من الخيارات التي لا يريدها أحد، إنها خيارات ستفرض على لبنان، ولا سمح الله أن تكون خيارات العودة الى مراحل مؤلمة من تاريخ لبنان الحديث".
سئل: العماد عون حمل الحكومة مسؤولية الإغتيال الذي حصل؟ أجاب: "يعتبر العماد عون وحلفاؤه الحكومة، من جهة، غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية، من جهة أخرى، يحملها المسؤولية ويشارك وحلفاؤه في الإنتخابات الفرعية ويقبل بنتيجتها في ظل هذه الحكومة. يكفي الإستخفاف في عقول الناس واللعب على المتناقدات. بالنسبة إلينا الحكومة دستورية وشرعية، طالما أنها كانت حتى نهاية ولاية الرئيس إميل لحود حائزة على الشرعية، ولا مرسوم غير مرسوم تشكيلها قد صدر".
وقال: "الحكومة شرعية ودستورية حتى الآن لأسباب كثيرة. أنا أقف هنا عند إثنين منها، أولهما أن من واجب الحكومة الدستوري أن تملأ هذا الفراغ، ولا إمكانية لها التهرب من المسؤولية. وإذا استقال رئيسها وبعض الوزراء لتعطيلها سيكون ذلك نوع من الخيانة العظمة. وثانيهما إذا أراد رئيسها الإستقالة فلمن سيقدمها طالما أن لا وجود لرئيس الجمهورية".
سئل: صدر عن رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والنائب وليد جنبلاط مواقف فيها الكثير من الغزل والدعوة الى التوافق من جديد؟ اجاب: "من هذا المنبر بالذات، وبعد لقاء القيادات المسيحية بالذات، ومن أجوائنا التي عشناها، حبذا لو نلتقي جميعنا حول شهادة العميد فرنسوا الحاج، ونأخذ القرار التاريخي فنضع حساسياتنا جانبا، ونتفق على إنتخاب من التقت حوله كل القيادات. فالخلاف اليوم ليس حول شخص العماد سليمان، إنما حول الآلية وبعض التفاصيل".
سئل: هل هذا الأمر سيشكل محور حركتك المقبلة التي تحدثت عنها، ولو إضطررت الى زيارة الجميع؟ أجاب: "لا أتوقف أمام أي تضحية أو جهد أو مبادرة. موقعي واضح أتبنى جملة وتفصيلا كل مبادىء إنتفاضة الإستقلال وحركة 14 أذار وأهدافهما وثوابتهما، إنها حركة منفتحة على الجميع، والعماد عون كان معنا وكان جزء لا يتجزء منها. يدنا ممدودة وقلبنا مفتوح وسأقوم ببعض الإتصالات، فاليوم بالذات كان هناك إتصال كتائبي مع العماد عون، ومستقبلا سيكون لنا إتصال مع آخرين، لربما يلهمنا الله ونرحم الشعب. فليس لدى الناس كهرباء ولا مازوت ولا خبز ولا أقساط مدرسية".
سئل: كيف ستنجزون ذلك وسوريا تقول إن حلفاءها أقوى من قبل؟ أجاب: "نعطي الفرص للتوافق، ومبادرتنا بتبني ترشيح العماد سليمان هي نوع من تحديد الخيارات الوطنية وإلتزامنا وفق أولويات. نحن مستعدون لخطوات أخرى، وإذا لم تثمر كلها في الوقت المناسب سيكون لنا إجراء يحفظ الجمهورية".
وعما إذا كانت هناك مهل محددة، قال:" لن نربط أنفسنا بأي مهل محددة، ولنعطي الوقت للوقت، وتوجهنا ما زال نحو التوافق".
وردا على سؤال يتصل بعدم توجيه الإتهام الى سوريا، قال: "لم نوجه الإتهام المباشر جزافا، نتمنى أن يأخذ التحقيق مجراه في أسرع وقت، ونأمل في أن يكون لدى القضاء الإمكانية لكشف الحقائق، وفي أن تساهم لجنة التحقيق الدولية في ذلك عندما تضع يدها على الجريمة".
وختم الرئيس الجميل بالقول: "الإتصالات ستثمر مع الداخل والخارج بما هنالك من تداخل بين البعدين الداخلي والخارجي، فعواصم كثيرة تتدخل وتتواسط، وتحاول التأثير في العوامل الداخلية. ومن الواجب أن نتجاوب معها".