وقال الرئيس لحود: "لقد عرفت العميد الركن الشهيد فرنسوا الحاج، ضابطا مميزا آمن بلبنان وبسيادته واستقلاله وكرامته، وانخرط في المؤسسة العسكرية لترجمة هذا الايمان، وتقلب في مناصب عدة، وتسلم مهمات دقيقة وحساسة واثبت فيها كفاءة وجدارة ومناقبية وهي صفات جعلته موضع تقدير قيادة الجيش ورفاقه الضباط الذين يخسرون باستشهاده رفيق سلاح كان دائما في الصفوف الامامية، يقدم الدليل تلو الدليل على وفائه للقسم الذي ردده يوم تخرج من المدرسة الحربية، الى ان بلغت به التضحية حتى الاستشهاد في سبيل وطنه".
واضاف الرئيس لحود: "ان هذه الجريمة النكراء التي هزت لبنان وهو يحيي اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد النائب والصحافي الشهيد جبران تويني، تؤكد مرة جديدة ان وطننا لا يزال هدفا للمتآمرين على امنه واستقراره ووحدة بنيه، وهو ما ادركناه من خلال تسلسل الاحداث التي عصفت به منذ سنوات ولا تزال، فكانت دعوتنا الى تسليم الجيش مهمات حفظ الامن في البلاد والالتفاف حول هذه المؤسسة الوطنية لافشال كل المحاولات التي ترمي الى زرع الرعب والخوف في نفوس اللبنانيين لاضعافهم وفرض المخططات المشبوهة عليهم".
وتابع: "ولعل الذين سارعوا الى رفض دعوتنا والتقليل من خطورة تحذيراتنا، يدركون اليوم كم كانوا على خطأ وكم ادت مواقفهم المتسرعة واللامسؤولة الى جعل الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات، وصولا الى حد استهداتف المؤسسة العسكرية التي تبقى الملاذ الاول والاخير للبنانيين، والتي اثبتت من خلال المهمات التي قامت بها لا سيما في مواجهة الارهاب قبل اشهر في مخيم نهر البارد، انها خشبة الخلاص الوحيدة المتبقية اذا كنا نريد فعلا انقاذ هذا الوطن وحماية ابنائه".
وختم الرئيس لحود: "اني في هذه اللحظات الأليمة التي يمر بها لبنان والمؤسسة العسكرية، أجدد دعوتي المخلصة الى جميع القيادات اللبنانية الى وقفة ضمير تفرضها مصلحة لبنان العليا، لحماية هذا البلد ومنع المتآمرين عليه من تحقيق أهدافهم الدنيئة، وذلك لن يكون الا من خلال إسقاط كل التحفظات وإزالة كل العراقيل من أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أقصى سرعة، لان كل يوم يمر ولبنان بلا رئيس، يرفع منسوب الخطر الذي لن يتراجع الا بعودة الحياة الى المؤسسات الدستورية في إطار الشراكة الوطنية القائمة على الديموقراطية التوافقية التي كانت وستبقى علة وجود هذا الوطن وديمومة نظامه".
واجرى الرئيس لحود اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد ميشال سليمان وقدم له تعازيه الحارة بالعميد الشهيد فرنسوا الحاج، معتبرا ان "استشهاده خسارة كبرى للبنان واللبنانيين وللمؤسسة العسكرية التي تقدم الشهيد تلو الاخر على مذبح الوطن".
كذلك قدم الرئيس لحود تعازيه الى عائلة الضابط الشهيد وابناء بلدته رميش الجنوبية وجميع العسكريين ورفاق العميد الشهيد".