احتل فوز الأسير المحرر يحيى السنوار برئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية ـ "حماس" في قطاع غزة عناوين الأخبار، وبخاصة لدى وسائل الإعلام الصهيونية ، و مردُ ذلك إلى عوامل كثيرة ، أبرزها : الشخصية القوية التي يتمتع بها، ورؤيته القائمة على ضرورة استنزاف "إسرائيل"، فضلاً عن الخبرات الأمنية الواسعة ، والمهارات العسكرية إلى الحد الذي جعل صحيفة "يديعوت أحرونوت" تُطلق عليه لقب "وزير دفاع" حماس.
وتعود أصول "السنوار" المولود عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، إلى مدينة المجدل المحتلة إبان نكبة العام ثمانية وأربعين.
وهو أمضى ما يزيد على (24) سنة خلف قضبان العدو ، بعد اعتقاله في العام 1985 بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بـ"حماس" والذي عُرف حينها باسم "مجد".
أفرج عن "السنوار" عام 2011 بموجب صفقة لتبادل الأسرى بين المقاومة، و"إسرائيل" مقابل الإفراج عن الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" ، وقد شملت كذلك الإفراج عن (1027) أسيراً بينهم العشرات من أصحاب المحكوميات العالية.
ويتميز مسؤول "حماس" الجديد في غزة ـ الحاصل على بكالوريوس لغة عربية ـ بقلة إطلالاته الإعلامية، ويُعرف عنه شدة حرصه الأمني، وسعيه وراء مراكمة الإنجازات في مواجهة الاحتلال ، واعتداءاته.
ويحظى "السنوار" الذي كان حلقة الوصل بين الذراعين السياسية والعسكرية لـ"حماس" بعلاقة ممتازة مع القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وكلاهما على قوائم الاغتيال الصهيونية منذ سنوات.
وسبق أن تناولت الصحافة "الإسرائيلية" الكثير من المواضيع حول شخص "السنوار"، لا سيما بعد تكليفه عام 2015 بملف الجنود الأسرى لدى الحركة ، ممن وقعوا بأيدي القسام خلال عدوان "الجرف الصلب".
ومن أبرز التحليلات التي جاءت عبر وسائل الإعلام الناطقة بالعبرية حول الانتخابات الأخيرة للحركة، كتب "يوني بن مناحيم" في موقع "نيوز 1" مقالاً حمل عنوان حماس تقترب أكثر من إيران.
وفي سياق حديثه، قال "بن مناحيم"، :" إن فوز السنوار في انتخابات قيادة حماس على مستوى غزة هو بالتأكيد فوز لإيران (..) لقد انُتخب خليل الحية ليكون نائبه ، ومحمود الزهار، الموالي لإيران، أيضاً اُنتخب ليكون ضمن القيادة الجديدة في القطاع".
وينظر مراقبون صهاينة لـ "السنوار" على أنه المبادر للاستراتيجية الجديدة الخاصة بكتائب القسام، من خلال سعيه لبناء قوة هجومية كبيرة ضد "إسرائيل" عن طريق الأنفاق، وتطوير منظومة الصواريخ، وإقامة وحدة كوماندوز بحرية، بالإضافة إلى إقامة وحدة تكنولوجية لإنتاج طائرات بدون طيار ، ومختصين في مجال "السايبر".
وتحمل الدوائر الأمنية في "تل أبيب" السنوار المسؤولية عن إعادة بناء جميع القدرات العسكرية لـ"حماس" التي تضررت خلال حرب العام 2014، مشيرة إلى أنه على مدار حوالي عامين ونصف ترأس شخصياً هذه المهمة التي انتهت بإعادة الذراع العسكرية للحركة إلى نفس الكفاءة العملية التي كانت عليها.