أعتبر ولي امر المسلمين سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي "أننا لا نفرح ولا نحزن بما تمخضت عنه الانتخابات الأمريكية من نتائج وأن ما حصل هناك لا يعنينا من بعيد أو قريب ولسنا قلقين"، وأضاف: " مستعدون لمواجهة كل الإحتمالات".
وفي حديث له في استقبال الآلاف من اهالي مدينة أصفهان في ذكرى تشييع جثمان شهداء عمليّات محرّم في حسينيّة الإمام الخمينيّ(رض)، تطرق قائد الثورة الاسلامية الى عدة قضايا ومواضيع وأشاد ببطولات الشهداء وتضحياتهم التي قدموها في سبيل الاسلام واصفا محافظة اصفهان بمحافظة "الإستشهاد والإقدام" و "المقاومة والصمود" و "العلم والثقافة" و "الدين والولاء" وأخيرا محافظة "العمل والإبداع".
وحول الإنتخابات الأمريكية الأخيرة التي كثر الحديث عنها هنا وهناك وتزاحمت التكهنات حولها وحول ما يمكن أن يقدمه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قال الإمام الخامنئي: " إن النتائج التي تحققت في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة لا تعني الإيرانيين على الاطلاق وأن ايران لن تحكم على هذه الانتخابات ولا تقييمها، مؤكدا ان ايران لم تنل سوى الخصومة والعداء من كلا الحزبين الكبيرين (الديمقراطيين والجمهوريين) في أمريكا".
وأضاف قائد الثورة الاسلامية قائلا: "بلدنا اليوم ولا سيما النخبة الاجتماعية والمسؤولين في الحكومة بحاجة ماسة إلى التحلي بالبصيرة السياسية والانتباه إلى مؤامرات الأعداء، وينبغي لنا الحفاظ على الروح الثورية والسير وفق أهدافها السامية، كما لا بد لنا من المبادرة والعمل على أساس مبادئ الاقتصاد المقاوم ومواصلة مسيرتنا المتسارعة في التطور العلمي والسعي الحثيث للاتحاد والانسجام وطنياً والحفاظ على رصانة نفوسنا".
وأكد سماحته على أن "الطريق الوحيد لحل مشاكل البلد وتعويض ما فاتنا لبلوغ مرتبة العزة والرفاه والتطور المادي والمعنوي والأخلاقي والثقافي يكمن في الالتزام بأصول الثورة الإسلامية، لذا لا بد من ترسيخ البنية الداخلية لمجتمعنا ولا سيما على الصعيد الاقتصادي ولا بد من اتخاذ إجراءات جادة في هذا المضمار".
كما تطرق الإمام الخامنئي الى المشاكل المحتدمة التي يعاني منها المجتمع الأمريكي والتي تجلت بوضوح مؤخراً إبان الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، وأضاف: "الرجل الذي انتخب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية قال في حملته الانتخابية لو أن تلك الأموال التي أنفقناها في حروبنا في السنوات الماضية سخرناها لحلحلة المشاكل الداخلية في أمريكا لتمكنا من إعادة بناء بلدنا! وأنا بدوري أوجه سؤالاً للذين يطبلون لأمريكا بعد أن انبهروا بها وأقول: هل تعرفون معنى هذا الكلام الذي صرح به الرئيس الأمريكي الجديد؟!".
وفي السياق ذاته أضاف قائلاً: "الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الماضية أنفقت أموال الشعب الأمريكي في الحروب القذرة التي لم تكن نتيجتها سوى الفتك بأرواح عشرات الآلاف من الأبرياء المدنيين وتدمير البنى التحتية في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن".
وتطرق الإمام الخامنئي إلى مسيرات أربعين الإمام الحسين(ع) المليونية معتبراً إياها ثروة قيمة، فقال: "هذه الحركة العظيمة والمليونية بين النجف وكربلاء، وكل ذلك الشوق والنشاط سيبقى دائماً كالموج الهادر في نفوس شعبنا وشبابنا حتى وإن كان محفوفاً بالخطر، لذا لا بد لنا من الحفاظ على هذه الروح المعنوية السامية لكونها وازع للحفاظ على كيان بلدنا".
وفي ختام خطابة قال قائد الثورة: "إن مستقبل بلدنا سوف يكون قطعاً أفضل مما عليه الحال اليوم، وبفضل الله تعالى وببركة تعاليمنا الإسلامية وثورتنا المباركة، فإن شعبنا الإيراني سوف يتغلب على كل مشاكله وسوف يحقق تطوراً كبيراً".