اعتبر نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم "العدوان الذي نراه الآن على سوريا لا يختص بسوريا فقط، وقد آن الأوان للناس ولمن يقول لنا لماذا تقاتلون في سوريا أن يفهموا بأن العدوان على سوريا ليس عدوانا عليها فحسب، وإنما هو عدوان على سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وإيران والمنطقة، فهم يضربون سوريا لأنها قلب محور المقاومة، ولأنها صلة الوصل بين إيران وفلسطين ولبنان، ولأنها شكلت دعما حقيقيا لقتالنا وجهادنا في لبنان وانتصاراتنا في أيار سنة 2000، وفي تموز سنة 2006، وعليه فإن القتال ضد سوريا من قبل الأعداء هو قتال ضدنا جميعا، ولا يجوز ولا يصح أن نقف متفرجين".
كلام الشيخ قاسم جاء في احتفال أقامه حزب الله تكريما للشهيدين المجاهدين محمد علي هزيمة وحسين عدنان شقير في حسينية بلدة ميس الجبل، حضره إاضة إلى الشيخ قاسم عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، وعدد من القيادات الحزبية، علماء دين، فاعليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة".
وتابع سماحته: "
واعتبر نائب الامين العام لحزب الله أن "
ورأى الشيخ قاسم أن
وأضاف سماحته: "لقد هال محور الغرب نمو قدرة الإسلام العظيم من إيران إلى حزب الله إلى محور المقاومة بشكل عام، وحاولوا أن يشوهوا صورة الإسلام من خلال استخدام أدوات التكفيريين حتى يقولوا هذا هو النموذج، وعلى الجميع أن يعلم أنه لو لم نواجه التكفيريين، لكانوا هم الصورة التي تعطى عن الإسلام، وكان الغرب سيقول هؤلاء نموذجهم نموذج سيىء وسلبي، مما يؤثر على مستقبل المسلمين في منطقتنا، ولكن مع بروز تيار المقاومة ومحورها، وإعطاء النماذج المشرقة في المعركة وفي طريقة التعامل، تغيرت الصورة تماما، وأصبح التكفيريون عبئا على الغرب بدل أن يكونوا عبئا علينا، واليوم فإن الصورة التي يعطيها حزب الله ومحور المقاومة، هي صورة من يريد العزة والكرامة والاستقلال ومستقبل الأجيال، وهي صورة مشرقة وعظيمة عن الإسلام الذي ننتمي إليه، وبالتالي نحن نقاتل في سوريا لحريتنا وكرامتنا واستقلالنا، ولا نقاتل كرمى لعيون أحد، بل من أجل القضية والموضوع المهم، وقد حققنا إلى الآن ثلاث نتائج مهمة وهي: أولا، تم كسر مشروع الشرق الأوسط الجديد من بوابة سوريا، الذي كان يراد له أن يتشكل بعد ثلاثة أشهر من بداية المعارك، ولكن هذا المشروع ضاع في هذه التضحيات وفي هذه المعركة. ثانيا، صمدت الدولة السورية وحلفاؤها وأصبح لها الغلبة والسيطرة على أراضيها، ما جعل محور المقاومة يتكئ على إنجاز مهم. وثالثا، انفضحت داعش والنصرة ومن وراءهما من السعودية وأميركا وإسرائيل وغيرهم، بأنهم جماعة يريدون تدمير الحياة البشرية، وليس لهم لا كرامة ولا مكانة ولا يريدون خيرا لهؤلاء الناس".
وفي ما يخص الشأن اللبناني قال الشيخ قاسم: "لطالما سمعنا من أطراف عديدة أنهم يتحدثون عن الوطنية وأنهم وطنيون، فمن المفيد أن نتعرف على الوطنية حتى نحسم هذا الجدل، ونعرف من هو الوطني، وبالتالي فإن
وأردف سماحته: "إننا اليوم مع انتخاب الرئيس أمام مرحلة جديدة وأمام شخصية قادرة على طمأنة الجميع بالعمل لمصلحة لبنان، ونأمل أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت، وأن يكون الحرص على التأليف للمصلحة العامة، لا لمصلحة أخذ المكاسب الخاصة التي يمكن أن تعيق التأليف، وحزب الله يريد حكومة وحدة وطنية تجمع الجميع وتشرك المكونات الفاعلة في هذا البلد، ويعتبر أن مرحلة ما بعد انتخابات الرئيس تختلف عن مرحلة ما قبله، ونريد لهذه المرحلة أن تطوي كل صفحة الماضي بآمالها وآلامها لمرحلة جديدة ننطلق فيها للبناء لا للمزايدة. إن مناورات ومواقف ما قبل الرئاسة أصبحت صفحة من الماضي، واليوم نحن أمام مرحلة جديدة إسمها العمل لبناء الوطن، وبالتالي ندعو إلى أن يتحلى المسؤولون بالشجاعة والتضحية لإقرار قانون انتخابي عادل مبني على النسبية، وأما المشكلة في قانون النسبية، فهي أن البعض يعترضون عليه خشية من أن ينقص العدد عندهم فيخسرون بعض النواب، وبالتالي فإذا كانوا يريدون الإنصاف والعدالة، فليكن عدد النواب لديهم حسب ما يريد الشعب، وإذا أحسنوا في الأداء، ففي الدورة التالية، إن شاء الله، يصبح عددهم أكثر فأكثر، ولكن أن يتمسكوا بعدد لمجرد أنه يظهر بأنهم أقوياء، نقول لهم بأن العبرة في الداخل والكل يعرف الكل، فإن كان لديهم نواب بالعشرات ولكن مضمونهم ضعيف، فسينكشف هذا بشكل واضح أمام الناس، فخير لهم أن يكون عدد نوابكم منسجم مع مضمونهم، وبالتالي يستطيعون أن يساعدوا في البناء الصحيح لهذا البلد".