عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:
تمر الذكرى التاسعة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم والأمة الإسلامية والعربية ما زالت تعاني من احتلال الصهاينة لأرض فلسطين ويتعرض الشعب الفلسطيني لأقسى أنواع الاضطهاد والقتل والتشريد وسط صمت دولي متواطئ ومشبوه، وتآمر من بعض حكومات العالم العربي التي بات وجودها على عروشها مرهون ببقاء هذا الكيان وزوالهم مرهون بزواله.
إن المآسي والمصائب التي حلت بالعالم الإسلامي وعلى رأسها احتلال فلسطين تقف وراءها بريطانيا الدولة الاستعمارية التي أنتجت لنا في بلادنا كل أنواع الفتن وما زالت فهي من تقف وراء نشأة الكيان الصهيوني، وهي من تقف وراء الدعوة الوهابية، وهي من تقف وراء جماعات الغلو والتطرف وما سماه سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنائي بالإسلام البريطاني من أمثال ياسر الحبيب وأشباهه، ولذلك فإن هذه الجريمة العظمى لا يكفي معها الاعتذار إن لم يقرن بإصلاح كل الأوضاع الفاسدة المترتبة عليها.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وانطلاقاً من هذه المقدمة يهمنا أن نؤكد على ما يلي:
أولاً: إن الدولة البريطانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن المآسي التي عانى منها العرب والمسلمين جراء الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين والمسؤولية التاريخية المترتبة على القوى الفاعلة في هذه الدولة هي بأن تعمل لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه ولا يكفي الاعتذار أو ما شابه.
ثانياً: نعتبر أن الحروب التي تخاض اليوم في سوريا والعراق واليمن هي بسبب الكيان الصهيوني من أجل حمايته وتأجيل زواله الحتمي خاصة بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين، فعملت أجهزة الاستكبار العالمي والصهاينة على افتعال هذه الحروب والمطلوب هو إعادة تصويب البوصلة نحو العدو الحقيقي الذي هو الكيان الصهيوني.
ثالثاً: هنأ التجمع الشعب اللبناني على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وأعتبر أن تكليف الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة يمكن أن يشكل فرصة إذا ما اتجه إلى حكومة وحدة وطنية تشترك فيها جميع الأطراف السياسية ويكون الهدف من ورائها إخراج البلد من الأزمة التي يعاني منها منذ مدة طويلة، والخروج ببيان وزاري من أولى أولوياته التأكيد على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
رابعاً: دعا التجمع إلى الإسراع في إقرار قانون انتخابي نيابي عصري يؤمن التمثيل الصحيح لفئات الشعب المختلفة والذي تقول كل الدراسات العلمية أن اعتماد النسبية مع لبنان دائرة واحدة هو الطريق الأمثل لصحة التمثيل، ويحذر التجمع في هذا الإطار من أية محاولة للعودة إلى قانون الستين أو ما يشابهه لأن ذلك سيمدد من الأزمة بل لعله يساهم في تفاقمها.