تنويهاً بالعملية البطولية لشهيد الأقصى مصباح أبو صبيح أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
في غمرة الظلام الدامس الذي تعيشه الأمة ووسط الضياع الناتج عن الاقتتال فيما بين أبنائها وصرف الطاقات في تدمير عناصر القوة لديها ينبري شباب فلسطين الأبطال ليقولوا لا بأصواتهم فقط بل بدمائهم أن القضية المركزية للأمة هي في فلسطين، وأن الجهاد هو من أجل تحريرها، وأن كل رصاصة تصرف في غير هذا الطريق إنما تصب شاءت أو أبت في خدمة العدو الصهيوني، وأن لا عدو لأمتنا سوى العدو الصهيوني وإن خلافاتنا إنما تحل بالحوار لا بالقتال.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نتوجه لأهل الشهيد بأسمى آيات الافتخار والاعتزاز نعلن ما يلي:
أولاً: إن العملية البطولية تعبر عن الحق المشروع للفلسطينيين بالجهاد من أجل استرجاع كامل حقوقهم في أرضهم ورفع الاحتلال عنهم وإنهاء الممارسات الظالمة للعدو الصهيوني.
ثانياً: إن قيام العدو باعتقال ابنة الشهيد مصباح أبو صبيح هو عمل إجرامي منافٍ للحقوق الطبيعية للإنسان، وهنا نتساءل أين هي منظمات حقوق الإنسان من الممارسات الإرهابية للصهاينة؟؟!!
ثالثاً: إن استعمال سياسة تدمير البيوت العائدة لأهل الشهداء كممارسة انتقامية تنافي منطق العدل، وهنا نحن لا نعترض على أصل تدمير البيت فقط، فالوطن كله محتل ولكن الحجة دامغة على من يدعي مدافعته عن حقوق الإنسان وحرية التعبير وحماية العاملين للاستقلال وتحرير بلادهم من الاحتلال، وهم في واقع الأمر لا يجرؤون على مواجهة الصهاينة والولايات المتحدة الأميركية.
رابعاً: ندعو الفصائل الفلسطينية كافة إلى أن تنهج منهج الشهيد في تصعيد المقاومة وترك الاختلافات السياسية جانباً، فالوقت ليس لتحصيل المكاسب السياسية بقدر ما هو للانتباه لاستغلال العدو الصهيوني الانشغال العربي في سياسة التدمير الذاتي لتمكين وترسيخ دعائم كيانهم الصهيوني المزعوم.
خامساً: كل التحية للشعب الفلسطيني الصامد وخاصة المقدسيين منهم الذين اثبتوا فشل مقولة قادة الصهاينة من أن الكبار يموتون والأبناء ينسون، فقضية فلسطين حية في نفوس أهلها بلا فرق بين أراض ال 48 والضفة والقطاع، فكل شعب فلسطين لن يهدأ حتى تحرير آخر شبر منها، وهذا وعد الله الذي نحن على يقين به.