المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ نعيم قاسم: نحن اليوم نواجه عدوانًا دوليًا بصور مختلفة

اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن " المقاومة اليوم تتألق أكثر فأكثر وتبرز أكثر فأكثر وتؤثر في المنطقة أكثر فأكثر، وأما التضحيات التي تقدمها فهي تضحيات طريق النصر التي لا بدَّ منها"ـ
وأضاف: " سنبقى حاضرين لخير لبنان واستقراره وفق منظومة المحافظة على قوة لبنان، نحن نؤمن بالثنائية التي يجب أن تبقى قائمة ثنائية قوة لبنان وبناء دولته، فلا دولة من دون قوة مقاومة"، كلام سماحته جاء في كلمة له في حفل تخريج طلاب المرحلة الثانوية في ثانوية المصطفى(ص) النبطية (*).
وهنا وأبرز ما جاء فيها:

"نحن اليوم نواجه عدوانًا دوليًّا بصور مختلفة، تلاحظون أن العالم وضعنا أمامه وبدأ يهجم علينا من كل حدبٍ وصوب سواء كانوا بعنوان الدول الكبرى أو الدول الإقليمية أو الأنظمة المستبدة أو إسرائيل أو الجماعات التكفيرية، لم يوفروا صورة من صور العدوان إلاَّ وارتكبوها ضدنا وضد مسيرتنا الإلهية المستقيمة، سواء كان الأمر من خلال الاحتلال المباشر الذي مارسته أمريكا في المنطقة لتؤثر على مسار خطتنا بشكل عام، أو من خلال الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول أن يسيطر على بلداننا وعلى كل المنطقة، أو من خلال التكفيريين الذين عاثوا في الأرض فسادًا، أو من خلال محاولات إيجاد الفوضى في منطقتنا والترويج للفتن السنية الشيعية والقومية والاعتداءات المتنوعة وتخريب الاقتصاد ومحاولة الضغط علينا من أجل تقييد حركتنا، كلها عناوين لهجمة دولية على هذا الاتجاه الذي تمثله المقاومة الإسلامية. ولكن رغم كل هذه الصورة نجحنا وسننتصر، نحن نحقق صمودًا ونجاحات أمام هذه التحديات الكبرى، ونرى أن النتائج الأولوية التي حصدناها سواء بتحرير لبنان من العدو الإسرائيلي أو بمواجهة العدوان الإسرائيلي الشرس، أو بمواجهة التكفيريين من بوابة سوريا، أو بمنع المنتفعين في لبنان أن يجروا لبنان إلى خيارات لا يريدها، أو أشياء أخرى كثيرة، كلها نجاحات بحمد الله تعالى حقَّقنا من خلالها صمودًا عظيمة.



المقاومة اليوم تتألق أكثر فأكثر وتبرز أكثر فأكثر وتؤثر في المنطقة أكثر فأكثر، وأما التضحيات التي تقدمها فهي تضحيات طريق النصر التي لا بدَّ منها، وخيرٌ لنا أن نقدم تضحيات تؤدي إلى نصرٍ وعزة من أن ندفع هذه الأثمان أو أكثر منها عندما نستسلم ونكون أذلة للآخرين  "هيهات منا الذلة".

لقد أنجزت المقاومة الإسلامية مقاومة حزب الله إنجازين كبيرين عظيمين:

الأول: حطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأذلت إسرائيل بالتحرير والمواجهة بحيث أصبح الأمر بارزًا أمام العالم، والجميع اليوم يعتبر أن إمكانية هزيمة إسرائيل هزيمة بعد أخرى إمكانية أصبحت متوفرة، وهذا الجيش الإسرائيلي ليس سوى نمرٍ من ورق.

أما الإنجاز الثاني: فقد أوقفت مقاومة حزب الله إندفاعة التكفيريين من أن يحتلوا المزيد من الأرض وأن يسيطروا على المزيد من المقدرات، بل منعت هؤلاء من أن يقيموا إماراتهم المتنقلة في الشمال والبقاع، مما أدَّى إلى تراجعات كبيرة في قدرة التكفيريين، وانكشفوا أمام العالم فاضطر الكثيرون ممن تبنوهم أن يعلنوا عداءهم لهم وهذا أيضًا يُسجِّل كإنجاز للمقاومة.

اليوم إسرائيل حائرة: فإذا أرادت أن تضرب من أجل أن تواجه وتسقط المقاومة فالخسارة ماثلة أمامها وتجربة 2006 واضحة تمامًا، وإسرائيل تؤمن وتعتقد أن ما جهَّزه حزب الله هو أكبر بكثير مما كان في سنة 2006 وأن إسرائيل لا يمكن أن تحقق إنجازًا في مواجهة حزب الله. وإذا تركت ولم تفعل شيئًا فقدرة حزب الله تنمو وتجاربه وتزداد، وإمكاناته تكبر، وبالتالي يمكن أن تتعقد المسألة  أكثر فأكثر في مواجهة إسرائيل. لذلك اضطرت أن تعلن في مؤتمر هرتسيليا أن إمكانية الحرب بهذه المرحلة غير متوفرة وربما لعشر سنوات لأنه لا توجد إرادة عند الطرفين في مسألة الحرب، وهذا نوع من التبرير لعدم خوض الحرب الإسرائيلية التي تعتبرها ضرورة للتخلص من حزب الله، لكن القدرة غير متاحة.

إذًا إسرائيل مردوعة، وهي إن تحدثت بعنترية في بعض الأحيان فمن أجل بعض المعنويات لشعبها، ولتغطي عجزها عن المبادرة، في النهاية نحن أصحاب الحق، وصاحب الحق يبدأ بالقوة وبعد ذلك يضيف بعض الإمكانات ليقوى أكثر، أما صاحب الباطل فيبدأ ضعيفًا ويحتاج إلى قوة كبيرة ليسد هذا الضعف.

الحمد الله الذي جعلنا في موقع الشرف والتضحية والتحرير والكرامة، أما جماعة التكفيريين فأنتم ترون كيف يتلقون الضربات المتتالية وقد انكشف مشروعهم الخبيث أمام العالم. اليوم صورة التكفيريين صورة مذمومة عند القريب والبعيد، وأما صورة المقاومة والحمد لله هي صورة مشرقة، وهذا إنجاز كبير .

أما في لبنان فالشغور الرئاسي سببه انتظار قوى محلية للتعليمات الخارجية وخاصة القرار السعودي، السعودية اليوم تضع لبنان في براد الانتظار ولا توافق على حلول لمصلحة لبنان، وهي تأمر جماعتها كي يرددوا كالببغاء من ورائها، نحن حدَّدنا كحزب الله والحلفاء طريق الحل، وإذا وافقوا على السير في طريقة الحل يحصل انتخاب الرئيس غدًا وتبدأ المؤسسات الدستورية بالعمل، لكنهم يتخبطون، وينتقد بعضهم بعضا، ويتمزقون فرقًا وجماعات هم جبهة مفككة، وهذا ينعكس على عدم القدرة بالنهوض بلبنان، ما يعكس ضعفًا في قدرتهم على اتخاذ القرار .

نحن سنتابع بالرؤية نفسها، سنبقى حاضرين لخير لبنان واستقراره وفق منظومة المحافظة على قوة لبنان، نحن نؤمن بالثنائية التي يجب أن تبقى قائمة ثنائية قوة لبنان وبناء دولته، فلا دولة من دون قوة مقاومة، ولا إمكانية لأن نتنازل عن أي شبرٍ من أرضنا أو إمكانياتنا لأننا نؤمن بأن مستقبل أولادنا إنما يُبنى بهذا التلازم الذي تحققه ثلاثية: الجيش والشعب والمقاومة".
(*) في 26/6/2016م
28-حزيران-2016

تعليقات الزوار

استبيان