"معاريف": حزب الله يردعنا
محمود الزيات
وفق جدول الحروب الاسرائيلية ... فان الحرب الجديدة ستقع خلال العام الحالي. او العام 2017 ، هو توقع ارتكز فيه صاحبه الى مسيرة الكيان الاسرائيلي القائم على الحروب، اكانت الحكومة «يسارية» او يمينية متطرفة، وهي حرب ستعيد الوضع الذي كان قائما قبلها ، فيما بدأت الاصوات تعلو للمراهنة على ان يبادر الاسرائيليون الى الحرب على لبنان ، انطلاقا من عدم السماح لـ «حزب الله» بمواصلة تعاظمه.
مع ظهور التركيبة الجديدة لحكومة العدو الاسرائيلي، بانضمام ما يسمى بـ «فريق المتطرف» الصهيوني الى حكومة نتنياهو، بدأت التوقعات باندلاع حرب جديدة يخوضها الكيان، آخر هذه التوقعات جاءت من المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس» الصهيونية كوبي نيف، الذي جزم وقوع حرب اسرائيلية هذا العام، بغض النظر عن وجود اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان في وزارة الحرب، بدلا من موشي يعالون، لكسب غطاء سياسي اكبر من قبل «ألكنيست».
واذ يحاول الكاتب طمأنة المستوطنين الاسرائيليين والتقليل من مخاوفهم من تطرف ليبرمان وإمكانية جر اسرائيل الى حروب غير محسوبة، يخاطبهم بالقول «لا تقلقوا، ستقع حرب، إذا لم تكن في هذا الصيف ففي الربيع القادم»، معتبرًا أن سبب ذلك ليس بالضرورة لأن أفيغدور ليبرمان سيكون وزيرًا للحرب، بل بالاستناد الى جدول الحروب التي وقعت في السنوات العشر الماضية، والذي يشير الى معدل حرب كل عامين أو ثلاثة أعوام، وقال .. ليس مهمًا من يكون رئيس الحكومة أو وزيرا للحرب وإلى أي حزب ينتميان، مرتكزا بتوقعه الى إحصاءات الحروب الأخيرة التي خاضها كيانه مع لبنان وغزة في فلسطين المحتلة، فأشار الى أن ايهود اولمرت ( حزب كاديما) كان رئيسًا للحكومة في حرب لبنان الثانية في العام 2006 والتي قتل فيها 165 صهيونيًا، فيما كان عامير بيرتس (حزب العمل) وزيرًا للحرب. وفي العام 2008 وقعت معركة «الرصاص المسكوب»، وكان رئيس الحكومة آنذاك ايهود اولمرت (حزب كاديما)، أما وزير الحرب فكان ايهود باراك (حزب العمل)، وقُتل فيها 13 صهيونيًا. وفي العام 2012 وقعت «عمود السحاب»، وكان رئيس الحكومة آنذاك بنيامين نتنياهو (حزب الليكود)، ووزير الحرب آنذاك إيهود باراك (حزب الاستقلال)، وكان فيها ستة قتلى اسرائيليون ... وفي العام 2014 «الجرف الصلب»، كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (حزب الليكود)، ووزير الحرب موشيه يعلون. وقد قُتل فيها 72 اسرائيليا.
ورأى أن الواقع لم يتغيّر بعد أي حرب من هذه الحروب، بل على العكس، ففي 2016 أو 2017 ستقع حرب، وهذا الأمر ليس له أي صلة بليبرمان، وان هذه الحرب ستبدأ، كالعادة، كما في الحروب السابقة، بسبب شخص يقوم باختطاف او قتل جنود اسرائيليين، وكرد على العملية سيجتمع المجلس الوزاري المصغّر عدة مرات من أجل ظهور أعضائه وكأنهم عقلانيون وجديون، وفي نهاية المطاف سيقررون إدخال الجيش في مهمة، أي إدخالنا الى الحرب، وسيعلنون كالعادة، أنه في هذه المرة «سنقضي على الارهاب والتهديد والخطر بمرة واحدة والى الأبد. وخلص الى القول : ان كل شيء سيحدث، كالعادة، بالضبط حسبما هو مكتوب، وان الغضب الموجود اليوم بسبب إقالة يعالون وتعيين ليبرمان سيزول عندما تبدأ الحرب»، وهناك شيء واحد واضح وهو أنه في نهاية المطاف سيتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، بعد خرقه مرتين أو ثلاث مرات من قبلنا وقبلهم. وكل واحد من ناحيته سيعلن انتصاره. وبعدها يعود الوضع الى سابق عهده مدة عامين أو ثلاثة، وهكذا دواليك... وليس مهما من سيكون في حينه رئيس الحكومة أو وزيرا للحرب.
ـ «معاريف» : »حزب الله» يردعنا ـ
وتزامنًا مع الذكرى السادسة عشرة لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، نشرت صحيفة «معاريف» الصهيونية مقالًا عن الحدث، وفيه أن قادة الجيش الاسرائيلي والسياسيين يزعمون منذ انتهاء حرب لبنان الثانية ( تموز العام 2006 )، أن الهدوء النسبي على الحدود مع لبنان هو دليل على أن اسرائيل نجحت في ردع «حزب الله» ، لكنها تسأل «هل هذا هو الوضع حقًا؟ هل نحن من نردع؟
وأضافت الصحيفة: «حزب الله يمتلك اليوم ما يزيد عن 100 ألف صاروخ موجّه نحو إسرائيل، من ضمنها قذائف ذكية قادرة على إصابة الأهداف بدقة في تل أبيب والنقب.، وفي العقد الأخير أصبح في كلّ بيت في الجنوب اللبناني «غرفة صواريخ» منها سيطلق الحزب ذخيرته على إسرائيل يوم الاستدعاء.. في حال هاجمنا هذه المباني بضربة وقائية، سيديننا الغرب، انطلاقًا من هذه الخشية لا نحرّك ساكنًا، وبذلك نُمكّن «حزب الله» من تطوير ومضاعفة قدراته ضدنا.
ـ هل تبادر اسرائيل الى المعركة لـ «اضعاف» قوة «حزب الله» ـ
وتتحدث الصحيفة عن ان قوات «حزب الله» المتمركزة عند الحدود تعمل في الليل والنهار على امتداد الحدود وتقوم بالرصد والتحضيرات وحفر الأنفاق ما يسبّب الأرق للمستوطنين والجنود.. في هذا الحالة، اذا عملنا ضد مواقع حزب الله الحدودية، سيديننا الغرب بمعنى آخر، بالتعاون مع الغرب، حزب الله يردعُنا، وبينما يرسخ «حزب الله» قوة قد يفتح بها مستقبلا جبهة ثانية، خلال الأربعين سنة الأخيرة، منذ أن بنت منظمة التحرير الفلسطينية «دولة داخل دولة» في الجنوب اللبناني، جبت إسرائيل ثمنًا باهظًا من النظام السياسي الشرعي، على كلّ نشاط خرج من أراضيها «السيادية»، لكن ما العمل عندما لا تكون هناك سيادة أو الأسوأ من ذلك، عندما تكون السيادة مثال الحكومة اللبنانية، التي تعمل منذ العام 2006 كحامي حزب الله، موجودة فقط من أجل مناكفة إسرائيل في المنتديات الدولية، بهدف إقناع الدول الغربية بالضغط على تل أبيب لتجديد حصانة التنظيمات التي تُحكم سيطرتها على الأرض وتهاجمنا منها؟.
وترى «معاريف» أن الهدف الاسرائيلي ينبغي أن يكون قلب موازين الرعب، لكن للأسف الشديد فرص نجاحنا في تحقيق ذلك دون استخدام القوة ضئيلة، لذلك أولى مهام ليبرمان في وزارة الحرب ليس أن يُثبت أنّه رجل سلام، بل إن مهمته الأولى هي إيجاد السبل لتقليص وإضعاف قوة «حزب الله».. لا يكفي إطلاق التهديدات بأنّنا سندمّر لبنان في حال قام «حزب الله» بهجوم، في جميع الأحوال لا يتعاطون معنا بجدية. لتحقيق هذه الغاية لا يمكننا ترك زمام المبادرة بأيدي «حزب الله»، لذلك ينبغي على إسرائيل رسم المعركة المقبلة والمُبادرة إليها.
ـ اسرائيل وتعاظم «حزب الله»ـ
وتلفت الصحيفة الى أنه يمكن الخروج في نشاطات سرية كي نهيّئ الظروف ويمكن العمل عبر طرف ثالث، لكن في نهاية المطاف إسرائيل لن تتمكن من السماح لـ «حزب الله» بمواصلة تعاظمه. يصحّ هذا سبعة أضعاف إزاء حقيقة أنّ الولايات المتحدة الأميركية أعطت دفعا قويا لإيران في إطار الاتفاق النووي». وتخلص الى القول ان مقدمة أيّ استراتيجية ملائمة تقتضي الاعتراف بالواقع، طالما نحن مستمرون في الانشغال بأنفسنا، لن نتمكّن من تولي زمام المبادرة وإعادة بناء قوة ردع إسرائيل.. نحن لسنا القصة... لا في العالم الإسلامي ولا في العالم الغربي.
المصدر: صحيفة الديار