المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشيخ قاسم: الدولة والمقاومة صنوان يسيران معًا ولن نسلم الدولة للعابثين

تحدث نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تكريم المشاركين في المسابقة الثقافية التي أقامتها التعبئة التربوية في المنطقة الثانية في الجنوب، عن الحرب الناعمة والحروب التي تخاض على المقاومة في لبنان، معتبراً ان تحرير العام 2000 أسس لتحريرين الاول من الكيان الصهيوني والثاني من التكفيريين.
وفي كلمته تطرق نائب الامين العام للانتخابات البلدية، مؤكداً على القرار بعدم "تسليم الدولة لآخرين يعبثون فيها، بل نريد أن نكون شركاء في بناء هذا البلد كما كنا متصدين للمقاومة والتحرير".


وهنا أبرز ما جاء في كلمة سماحته:



الحرب الناعمة اليوم تتمثل في مجموعة من الأفكار والتوجيهات، مثلًا: إذا اتخذت الدول الكبرى قرارًا فلا يمكن للدول الصغرى إلا أن تنفذ هذا القرار، والبعض يسلم بهذا الأمر، ماذا يعني هذا المعنى؟ يعني أن الدول الكبرى التي تفكر بمصالحها والتي تأخذ خيراتنا وثرواتنا تحاول أن تهيمن علينا وتسلبنا ثقافتنا ومستقبلنا وأجيالنا باسم القرار الدولي والهيمنة الدولية، نحن نقول لهم: لا، ليس قرار الدول الكبرى قدرًا، بل نحن نستطيع أن نصنع مستقبلنا وسنختار ما نريد.

أيضًا من الحرب الناعمة: يقولون لنا يجب أن نعزز ثقافة الحياة، يعني هم يقصدون أن المجاهد في سبيل الله يدخل إلى ثقافة الموت، نقول لهم: لا، يوجد ثقافة حياة ذليلة، وثقافة حياة عزيزة، أنتم تدعوننا إلى ثقافة الحياة الذليلة عندما نستسلم ونقبل بالاحتلال ولا نقاتله، ونحن ندعو إلى ثقافة الحياة العزيزة عندما نواجه الاحتلال فنحرر الأرض ونرفع المكانة والكرامة، ونستطيع أن نفعل ما نشاء ونعزز سيادتنا. علينا أن نصحح المفاهيم حتى لا يأخذوننا إلى المحل الخاطئ.

ثانيًا: نحن في ذكرى التحرير، وتحرير سنة 2000 أسس لتحريرين، التحرير في الجنوب من إسرائيل، والتحرير في الشرق من التكفيريين، والمعركة في الحقيقة واحدة هي المعركة ضد إسرائيل، لأننا نعتبر أن التكفيريين أدوات للإسرائيليين، ونعتبر أن المشروع الغربي يخدم المشروع الإسرائيلي، وأن الدول العربية المستبدة هي تساهم بشكل مباشر في ضرب القضية الفلسطينية وتعزيز الوجود الإسرائيلي وتبحث عن تطبيع  العلاقة معها، لذلك المعركة واحدة ومحورها إسرائيل.

بعد تحرير سنة 2000 أعلنا بأننا دخلنا مرحلة جديدة هي مرحلة حماية لبنان، وحماية إنجاز التحرير، والبعض قال: ما دام تمَّ التحرير فلماذا لا تجمعون السلاح وتعطونه للجيش اللبناني وتنهون هذه المقاومة لأن الأرض تحررت ومزارع شبعا صغيرة ولا تحتاج إلى كل هذا الأمر ويمكن بالسياسة الدولية أن نحررها! قلنا لهم ونقول: سيبقى سلاحنا معنا لنحمي التحرير بعد أن حققناه، لأنه من يضمن أن لا تعود إسرائيل مرة ثانية فتحتل لبنان؟ ومن يضمن أن تخرج إسرائيل في يوم من الأيام من مزارع شبعا؟ ومن يضمن أن لا تبقى إسرائيل في فلسطين المحتلة وتؤسس هذه القاعدة الثابتة لها التي تتحكم من خلالها بكل المنطقة؟ في الحقيقة قضية فلسطين هي قضيتنا لأنها قضية كل العرب وكل المسلمين وكل المستقبل، وليست قضية أرض لآخرين أو لجيران، لأن إسرائيل عندما بدأت بالاحتلال لو كانت تريد فلسطين فقط لما احتلت جزءًا من مصر وجزءًا من الأردن وجزءًا من سوريا وجزءًا من لبنان، لماذا احتلت كل هذه الدول لولا أنها تريد احتلال البقع الأكبر ولكنها لم تستطع أن تهضمها، خاصة مع وجود المقاومة.

من هنا استمرارية المقاومة ضرورة بل واجب ونحن الذين نقول للذين لا يقاومون: أنتم تتحملون مسؤولية عدم المقاومة لحماية أجيالنا وحماية لبنان وحماية المستقبل، وليس لكم أن تقولوا: لماذا تبقون في ساحة المقاومة؟ البقاء أصل والهروب من هذه الساحة هو الذي يطرح علامات استفهام.



ثالثًا: جرت الانتخابات البلدية في الجنوب اللبناني بطريقة جيدة والحمد لله تعالى، ونحن خضنا الانتخابات البلدية كحزب الله في كل المحافظات بالتحالف الثنائي بين حزب الله وحركة أمل، وهذا التحالف كان مهمًا جدًا لأنه أدَّى إلى التنسيق بين هاتين القوتين الكبيرتين في الساحة، وجعلنا أيضًا قادرين على أن نكون غطاءً للعائلات وللقوى السياسية المختلفة وللنخب الموجودة في الساحة فنجري ائتلافات بلدية مع مجموعة من القوى والعائلات مما يُنفِّس الاحتقان ويمكِّن من أن يأتي مجلس بلدي منسجم قدر الإمكان بسبب هذا التوافق ما يساعد على الإنتاج في داخل البلديات. وإذ بنا نسمع بعض الاعتراضات أنه لا يصح أن تتحالف أمل وحزب الله لأنهم يأكلون البلديات، فاحترنا: إذا كنا متفرقين يقولون لنا توحدوا، وإن كنا متوحدين يقولون لنا: تفرقوا. هذا يعود إلى الزاوية التي ينظر منها البعض، البعض ينظر إلى أن هذا التحالف ينتج تفاهمًا يفوِّت عليه إمكانية أن يأخذ مركزًا أو منصبًا، وهذا هو السبب لانتقاد التحالف.

اليوم كل العالم يقول: علينا البحث عن كيفية التوُّحد، أوروبا 25 دولة توحدت في إطار الاتحاد الأوروبي، كل الناس يقولون: يا ليت العرب يتوحدون في إطار واحد، فنحن نبحث عن الوحدة ولا نبحث عن التفرقة. حتى في داخل لبنان دائمًا نقول: تعالوا نتفاهم ونتوحد ونتشارك، لذلك نحن مرتاحون لنتائج هذه الانتخابات، ونعتبر أن الانتخابات البلدية جزء متمم لمشروع المقاومة، لأن المقاومة تقوم على دعامتين: دعامة الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى لتحرير الأرض، والدعامة الثانية العمل لبناء الدولة والمشاركة في بنائها. من كان يتصور أننا سننصرف إلى المقاومة ونترك الدولة له، نقول له: لا، الدولة والمقاومة صنوان يسيران معًا، ولن نسلِّم هذه الدولة لآخرين يعبثون فيها، بل نريد أن نكون شركاء في بناء هذا البلد كما كنا متصدين للمقاومة والتحرير.
26-أيار-2016

تعليقات الزوار

استبيان