النائب الساحلي:أميركا تسعى الى تغيير خارطة المنطقة وضرب دول محور المقاومة والممانعة لسياستها غير العادلة
ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوَّار الساحلي كلمة في مؤتمر القضية المنعقد في العاصمة الايطالية روما وهنا أبرز ما ورد فيها:
" في خضم حرب تموز من العام 2006، هذه الحرب الكونية التي شُنت على المقاومة في لبنان بل على لبنان برمته من قبل دول عدة مستترة خلف اسرائيل وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك كوندوليزا رايس، أن كل الدمار والقتل والإجرام ليس سوى آلام مخاض الشرق الاوسط الجديد !!!
اميركا كانت تسعى في ذلك الوقت الى تغيير خارطة المنطقة وضرب دول محور المقاومة والممانعة لسياستها غير العادلة والداعمة بشكلٍ مطلق ودون أي رادع للكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين .
كان المراد من حرب تموز ضرب المقاومة في لبنان ثم الالتفاف على سوريا وصولاً الى العراق لمحاصرة ايران .
33 يوماً وفشلت المؤامرة ،
33 يوماً من التدمير والقتل والمجازر ،
33 يوماً من الحصار الجو ي والبحري ،
33 يوماً استطاع فيها لبنان بشعبه وجيشه وخاصة بمقاومته أن يصمد وينتصر
وتحقق النصر الالهي .
لكن المؤامرة لم تقف ، ولم ترتدع فكانت الحرب على غزة .
ولم تنجح الحروب المتتالية على الشعب الفلسطيني الا بحصد القتل والدمار والتشريد، لكنها لم تقو على المقاومة الفلسطينية وإرادة الشعب في سعيه وجهاده في سبيل تحرير الارض .
أيها الأعزاء ،
في العام 2010 ، بدأ ما سمي بالربيع العربي في تونس ثم ليبيا فمصر ثم سوريا .
اعتقد الناس في البداية ان الربيع هو ربيع بكل ما للكلمة من معنى .
ـ ربيع يسمح للشعوب بتقرير مصيرها .
ـ ربيع يزيل الاستبداد ويثبت الديمقراطية .
ـ ربيع تكون فيه الكلمة العليا للشعوب المقموعة عبر التاريخ
ـ ربيع يسمح بخلعِ ثوب التبعية لتستقل الدول بقرارها الوطني.
ـ ربيع تبين انه سُرق بواسطة الاستكبار العالمي بتخطيط ماكر في الغرف السوداء، لتفتيت المنطقة وادخالها في حروب ونزاعات ومحاولة ادخال الفتنة المذهبية حيث امكن، وإيجاد تطرف جديد هو الارهاب التكفيري الظلامي المجرم .
اليوم كل هذه الدول تغرق في المشاكل، وبعضها في حروب لا سيما ليبيا التي للأسف لا أحد يهتم بما يحصل فيها ولا هي موجودة أصلاً على الاجندة الدولية .
في البحرين، الدولة الوحيدة التي حصل فيها حراك مدني حضاري بعيد كل البعد عن المؤامرة، ماذا حصل؟ قمع هذا الحراك وما زال وسمحت بعض الدول لنفسها لاسيما السعودية بأن تدخل بشكل مباشر، وتحت عباءة مجلس التعاون الخليجي، وذلك لقمع الحريات وكم أفواه شعبٍ لا يطالب سوى بحقوقه الشرعية ويطالب بالديمقراطية الحقيقية والمشاركة في السلطة ليس اكثر.
أما في سوريا وما ادراك ما يحصل في سوريا ،
فقد اعتقد البعض او بالأحرى انخدع هذا البعض معتقداً ان ما حصل في سوريا في بداية العام 2011 هو حراك مدني شعبي للمطالبة بالحريات ولتغيير النظام سلمياً ما لبث ان تحول هذا المسمى "حراك" الى ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون تعيث في الارض فساداً ، ونشأت في سوريا العشرات بل المئات من المجموعات المسلحة تحت مسميات مختلفة، لكنها إجتمعت على تخريب البلد وتدميره .
ان سوريا كانت وما زالت وستبقى عنواناً للدولة العربية التقدمية المناوئة للاستكبار العالمي ودولة الممانعة والداعمة دوماً وابداً لحركات المقاومة لا سيما المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان .
وبعد ما سمي بالربيع (الشتاء) العربي ارادت قوى الاستكبار (اميركا طبعاً) إسقاط الدولة في سوريا كونها لم تستجب لرغباتها بل أوامرها (وهذا موثق تاريخياً وخاصة منذ 2003 مروراً بالــ 2006 و 2009)
استغلت اميركا وبعض دول الغرب ودول الخليج التقلبات في المنطقة وحاولوا ادخال الحراك الى سوريا وعندما فشلوا سلمياً لجؤوا إلى الاساليب الارهابية العسكرية فحصل ما حصل وتم استجلاب الآلاف من الارهابيين من انحاء العالم كافة الى سوريا تحت عنوان مزيف اسمه الجهاد ،أما الجهاد كما عرفه الاسلام الحقيقي فهو براء من كل هذه الافعال .
أيها السادة ؛
ان الاسلام هو دين التسامح والاخلاق فالله سبحانه وتعالى عندما اراد ان يمتدح نبيه محمد (ص) قال له " وإنك لعلى خلق عظيم " والرسول الاكرم (ص) قال عن نفسه " إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" ...
الاسلام ليس دين الذبح ولا القتل ولا الخطف ولا تفجير المساجد والكنائس ولا نبش القبور .
ان هذا الوحش الكاسر الذي أوجدته بعض اجهزة الاستخبارات لمقاتلة الاتحاد السوفياتي سابقاً أصبح وحشاً ارهابياً عالمياً يهدد الانسانية جمعاء تارةً تحت اسم داعش وطوراً تحت اسم النصرة وغيرها من المسميات كبوكو حرام والقاعدة وغيرها.
اليوم اصبحت سوريا مرتعاً لهذا الارهاب التكفيري العالمي، حيث شعرت باكراً قوى اقليمية ودولية بهذا الخطر لا سيما روسيا وإيران فبدأت تحارب هذا الوحش الكاسر .
ونحن بدورنا كمقاومة، واجبها الدفاع عن ارضها واهلها، نقاتل هذا الإرهاب التكفيري بعد ان وصل الى حدودنا في لبنان ودخل عبر ارهابييه وفجر وقتل والقى بمئات الصواريخ على الداخل اللبناني من المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا .
نحن دخلنا بحرب ضد هذا الارهاب بعد سنتين من إندلاع الحرب على سوريا (2013)
اليوم هذا الارهاب اصبح خطراً عالمياً يهدد في كل مكان ويضرب في كل مكان من دون اي رادع اخلاقي او انساني ورأينا ما حصل منذ اسابيع في ضاحية بيروت الجنوبية ثم في باريس وبعدها في تونس .
اليوم على العالم برمته ان يتحد لمحاربة داعش واخواتها في كل مكان لا سيما في سوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها .
ويجب الكف عن التفكير بسياسات المحاور والمكاسب بل التوحد لإيقاف المد الارهابي.
يجب ان يصبح هذا الإرهاب التكفيري العدو الأول للإنسانية في العالم لنصل الى يوم نجتث فيه هذا الارهاب، ويجب محاربته من جذوره بأن نبدأ بتغيير النفوس والادمغة التي اوصلت هذا الارهاب الى المنحى الذي وصل اليه
وأخيــــــــــراً :
السؤال الأخير والمحوري :
ـ من المستفيد من كل ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط ؟
ـ من المستفيد من ضرب الجيوش العربية لاسيما الجيش العراقي والجيش السوري واليوم استنزاف الجيش المصري ؟
ـ من الذي يراقب الغليان والتفتت وحمّام الدم والقتل والتدمير ؟
ـ من الذي يهمه ادخال الفتن الطائفية والمذهبية وابعاد المسيحيين عن ارضهم للإيحاء بأن هذه الشعوب لا يمكنها التعايش ؟
إن الصهاينة الذين اغتصبوا ارض فلسطين وقاموا بالحروب وقتلوا وهجروا واحتلوا الاراضي العربية، ينادون اليوم بالدولة الفئوية اليهودية التي تناقض مبدأ العيش المشترك والتعايش بين الاديان هم المستفيدون من كل ما يحصل .
لقد استطاع الكيان الاسرائيلي بطريقة مباشرة او غير مباشرة من أن يغير وجهة البوصلة الى مكان آخر .
لقد تحولت القضية المحورية الأساس لكل أحرار العالم الى قضية ثانوية، و حتى في الاعلام بالكاد نسمع ما يحصل في فلسطين من قمعِ وإرهابِ دولةٍ منظم والانتهاكات اليومية لكافة قوانين وشرائع حقوق الانسان .
لــــــــــــــــــــذلـــــــــــــــــــــــك،
يجب ان لا ننسى او نتناسى القضية الأم، قضية الانسانية ، قضية شعب برمته، قضية الظلم بإمتياز، قضية شعب مقاوم جبار وصامد يطالب بأدنى حقوقه أي الارض والعيش بكرامة، قضية فلسطين، فلسطين ارض الاديان السماوية فلسطين ارض كل الشرفاء والأحرار وعليه على مؤتمركم ان يخرج بعدة توصيات تتعلق بالإرهاب التكفيري وضرورة محاربته بكل الوسائل وان يذكر بالقضية المنسية عن قصد قضية فلسطين قضية الشعب الذي اغتصبت ارضه ومازالت،
الشعب الذي يقاوم اليوم باللحم الحي وبالسكين ضد كل انواع السلاح واحدثها
الشعب الذي ينتظر من مؤتمركم أن يدعمه وان يقف موقفاً جريئاً.