رأت حركة أنصار الله أنّ العدوان السعودي الظالم يلفظ أنفاسه ويحتضر أمام صمود الشعب اليمني، لذلك لجأ إلى أساليب أكثر قذارة قد تكون آخر رصاصة في جعبته فاتجه ليفرض حصاراً خانقاً على الشعب من خلال منع المشتقات النفطية والمواد الأساسية من الدخول إلى اليمن مستغلاً أحذيته في الداخل لتأليب الرأي العام لإثارة الفوضى وإرباك الجبهة الداخلية.
ورأت الحركة أن هذه "الورقة تحطمت أمام وعي وصمود شعبنا الذي يدرك أنه لم يعد لديه شيء يخسره سوى كرامته وعزته واستقلاله التي يأبى أن يفرط فيهما مهما وصل حجم المعاناة والعدوان والإجرام التي بذلت القوى الوطنية في سبيل رفعها عنه كل الجهود وقدمت كل التنازلات ولكن دون جدوى".
ورأى رئيس المجلس السياسي للحركة، صالح الصماد، في بيان له أن "العدوان اتجه لفتح جبهات جديدة في باب المندب الذي حرص شعبنا كل الحرص على تحييده عن الصراع طيلة الأشهر الماضية لحساسية ذلك ولكن حاول العدوان افتعال هذه الصراعات لتسويغ عدوانه واستجلاب من لم يستجلبهم من القوى الدولية لإكمال مخططاته الإجرامية ضد شعبنا".
حركة "أنصار الله"
وأشار الصمّاد أن "من يتأمل سير الأحداث في اليمن يجد أن العدوان قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وداس على كل الشعارات التي كان يتشدق بها العالم المتحضر من حماية حقوق الإنسان واحترام سيادة واستقلال الشعوب التي بدأ واضحاً أن المجتمع الدولي الذي تتزعمه قوى الاستكبار العالمي ممثلة في أمريكا وإسرائيل كانت تستخدم هذه الشعارات لتصفية حساباتها وتنفيذ مخططاتها التدميرية ضد الشعوب التي تمانع الانصياع لسياستها الإجرامية".
وأضاف الصمّاد "ستة أشهر من العدوان أزهقت أرواح عشرات آلاف من أبناء الشعب ودمرت كل شيء في اليمن وأسقطت كل الأقنعة التي كانت تختفي وراءها الكثير من الحقائق التي تكشفت بوضوح سواء لأنظمة إقليمية ودولية أو لقوى سياسية وشخصيات داخلية تحولت إلى أحذية يمتطيها العدوان لتحقيق أهدافه في اليمن".
ولفت البيان إلى أنه خلال "ستة أشهر من العدوان طرقنا فيها كل الأبواب لعل وعسى أن نصل إلى أي حلول يمكن أن توقف هذا العدوان الغاشم وترفع المعاناة عن شعبنا اليمني الذي يستحق الإعظام والإجلال قدمنا فيها التنازلات المجحفة التي كنا نتوقع أن يلومنا الكثير في تقديمها ولكن كنا مستعدين لتحمل ذلك اللوم من أجل شعبنا فأسقطنا بها كل الذرائع الواهية وكشفنا حجم المؤامرة العالمية التي تتجاوز كل الأهداف المعلنة للعدوان وتثبت لشعبنا أن خيار الصمود هو الخيار الذي سيدفعهم إلى الانحناء أمام عظمة الشعب اليمني وثباته وصبره الذي يقدم دروساً للعالم في الكرامة والعزة والثبات".
كما رأى البيان أن لذلك "من الأهمية بمكان أن يبقى شعبنا اليمني على أهبة الاستعداد والوعي والجهوزية لإكمال مشوار الصمود والتحدي والثبات فما من حل إلا أن يمضي شعبنا في تعزيز عوامل الصمود مهما كان حجم التضحيات التي هي أقل بكثير مما كان يراد لشعبنا في حال تمكن العدوان من تحقيق أهدافه وفرض سيطرته معتبراً بما حصل ويحصل في العراق وسوريا وأفغانستان وليبيا وغيرها من الدول التي امتدت إليها يد الشر والعدوان واستحكمت سيطرتهم عليها".
وأكّد الصمّاد للشعب اليمني العظيم "أن بوادر النصر والتمكين تلوح في الأفق وأن حجم الانتصار هو بحجم المعاناة والتآمر وأن نصراً سيحرزه شعبنا يخزي العدوان ويخزي العالم المتواطئ ويخزي أحذية العدوان في الداخل ويجعل العالم يركع وينحني أمام شعبنا".
وأضاف البيان أنه "وعدنا شعبنا في المراحل السابقة بخطوات أكثر إيلاماً لقرن الشيطان وحققها شعبنا ممثلاً بجيشه وأمنه ولجانه الشعبية من توغل وسيطرة في عمق الأراضي التي يسيطر عليها النظام السعودي وتحطمت تحت أقدام أبطالنا كل كبرياء العدوان وغطرسته فإننا نطمئن شعبنا أن القادم أعظم وأن خياراته لم يستنفد منها إلا القليل".
مضيفًا أن "هذا وعد لشعبنا أن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً قوياً وضربات مؤلمة لأم الفواحش والمنكرات تشرد بهم من خلفهم من الأمريكان والصهاينة فإن دمروا دمرنا وإن قتلوا وفتكوا بشعبنا فالقتل والفتك بهم سيكون أشد وإن حاولوا تدنيس شبراً من أراضينا الطاهرة بأقدام جنودهم وأحذيتهم من مرتزقة الداخل فسيطهر شعبنا بأبطاله أضعافها في عمق الأراضي التي دنسها نظام آل سعود".
وختم البيان بالقول أنّ "عاقبة الأمور لله وإليه تصير الأمور ولا تبديل لسنته ولا تحويل فهو من يحدد كيف تكون النهاية المخزية لمن ساروا في طريق الكفر والنفاق وتولوا أمريكا وإسرائيل. وكيف تكون العاقبة لمن ساروا في طريق الرسل والأنبياء وكانوا في مقدمة صفوف الفاتحين مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وساروا على نهجه".