في حدث قد يشكل فاتحة مرحلة جديدة في النزاع على الارض السورية، ويفتح أبواب الأزمة على مصراعيها، شن الطيران الروسي غارات جوية على مواقع المجموعات الارهابية على الأراضي السورية. وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران الحربي الروسي نفذ الأربعاء 20 غارة على 8 أهداف لتنظيم داعش في سوريا، بينها مخازن أسلحة ومراكز قيادة.
وفي وقت سابق الأربعاء أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف بدء عملية جوية في سوريا وذكر أن الطائرات الروسية شرعت في توجيه ضربات لمواقع تنظيم داعش.
وأضاف: بقرار من القائد العام الأعلى للجيش والقوات المسلحة الروسية بدأت طائراتنا الحربية التابعة للقوات الجوية الفضائية تنفيذ عملية جوية في سوريا تتمثل في إلحاق ضربات جوية موجهة تستهدف مواقع إرهابيي تنظيم داعش على أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأشار كوناشينكوف إلى أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أبلغ الشركاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بماهية الأهداف التي تعكف الطائرات الحربية الروسية على تدميرها في منطقة الشرق الأوسط.
سوخوي 30 روسية
وكشف كوناشينكوف عن أن وزير الدفاع الروسي أطلع نظراءه في بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي على أن الطائرات الروسية تستهدف المعدات العسكرية ونقاط الاتصال والعربات إضافة إلى مستودعات الذخيرة وخزانات الوقود التابعة للإرهابيين.
وقبيل بدء الضربات الروسية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "تنظيم "داعش" الإرهابي أعلن روسيا عدوا له منذ فترة طويلة،" وأضاف في اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية أن "آلاف المسلحين من مختلف الدول يقاتلون في صفوف الإهابيين،" مضيفاً : "إذا نجحوا في سوريا فإنهم سيعودون حتما إلى بلدانهم وسيأتون إلى روسيا ولن ننتظر ذلك."
واكد الرئيس الروسي ان "السبيل الوحيد للتصدي للإرهابيين في سوريا هو العمل بشكل استباقي،" كما اكد ان "دعم الرئيس السوري بشار الأسد الأسد سيكون جواً ولن تنفذ عمليات برية في سوريا، وان التدخل الروسي في سوريا مؤقت."
وردا على تساؤلات حول ماهية وجود القوات الجوية الروسية في سورية، أكدت رئاسة الجمهورية العربية السورية في بيان لها أن إرسال قوات جوية روسية إلى سورية تم بطلب من الدولة السورية عبر رسالة أرسلها الرئيس بشار الأسد للرئيس فلاديمير بوتين تتضمن دعوة لإرسال قوات جوية في إطار المبادرة الروسية لمكافحة الإرهاب.
هذا وقد تباينت ردود الفعل الدولية ازاء هذا الموضوع حيث كشف "مسؤول اميركي ان وزير الخارجية جون كيري ابلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف الاربعاء استياء واشنطن من الضربات الجوية الروسية في سوريا."
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان كيري قال للافروف ان التحرك الروسي "يتعارض مع جهود روسيا المعلنة لنزع فتيل النزاع ولا يصب في مصلحة هذه الجهود".
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي لصحافيين على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، كنا واضحين ووزير الخارجية (جون كيري) كان واضحا: هذه الخطوة الروسية لن تغير باي شكل مهمات الولايات المتحدة او التحالف ضد تنظيم "داعش" المهمات الجوية في شكل خاص.
بدوره اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان "موسكو تحاول إنشاء قنوات اتصال مع واشنطن والآخرين لضمان أقصى فاعلية في محاربة الجماعات الإرهابية."
وأضاف لافروف أمام مجلس الأمن الدولي ان روسيا "ستتقدم اليوم" في الامم المتحدة بمشروع قرار لمكافحة الارهاب، وأن مشروع القرار يرمي الى "قيام تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم داعش والبنى الاخرى الارهابية".
بدورها اعربت الكنيسة الارثوذكسية في روسيا الاربعاء عن دعمها "قرار موسكو شن غارات جوية في سوريا ضد تنظيم "داعش" ووصفت ذلك بانه "معركة مقدسة".
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن رئيس قسم الشؤون العامة في الكنيسة فسيفولود تشابلن ان "القتال ضد الارهاب هو معركة مقدسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الانشط في العالم التي تقاتلها".