وفي دردشة مع الصحافيين اعتبر جعجع "ان المفاوضات حول ملف الرئاسة اصبحت للأسف في ايران"، معتبرا "ان هناك بعض الأمور في التاريخ تأخذ طابعا مضحكا"، وقال: "ما نشهده اليوم واجهة مسيحية لجمهورية اسلامية الامر الذي يجب تحويله الى لجنة الحوار المسيحي - الاسلامي".
سئل: هل يعني ذلك ان المشكلة ليست في سوريا؟ أجاب: "كما تعرفون أنهم (السوريون) مشكلة وحل معا". اضاف: "فالإخوان السوريون يخلقون المشكلة ثم يعودون للمطالبة "بحقها" من اجل حلها، ومن ثم يأتي آخر للعرقلة فيطالبون مرة أخرى "بحقها" للمعالجة". ورأى أنه "من المفترض ان تكون العملية داخلية ولبنانية مئة في المئة، ولكنها جالت على العالم بأجمعه".
قيل له: العماد ميشال عون لديه مطالب مسيحية؟ أجاب: "جميعنا نملك هذه المطالب، ولكن في رأيي ان أهم مطلب مسيحي اليوم هو ان يكون هناك رئيس للجمهورية". اضاف: "ان الكثير من المطالب والوقائع الاخرى صحيحة ولكنها لا تعالج بإقفال الطريق أمام ملء الفراغ في سدة الرئاسة، وما يجب ان نقوم به الآن وبسرعة هو ملء هذا الفراغ".
سئل: أليس غريبا ان يكون ملف رئاسة الجمهورية الذي يعني المسيحيين تحديدا بعيدا عنهم وبالتالي لماذا النائب سعد الحريري لا يناقش العماد عون في هذه المسألة علما انه يناقشها مع اي كان فنراه يتحاور بها مع الرئيس بري وليس مع الجنرال؟ أجاب: "هناك تخوف من أن يكون العماد عون نوعا من الواجهة، من هنا يناقشون مع الفريق الأساسي". ولفت الى "ان الرئيس بري يمثل "أمل" وحزب الله ولو كان يفاوض عن نفسه فقط لكانت مشكلة الرئاسة حلت منذ زمن".
سئل: تقول ان المشكلة عند حزب الله فما هو مطلبه؟ اجاب جعجع: "للأسف، القصة كبيرة جدا فبدل ان نتوجه الى انتخابات رئاسية لبنانية أصبحت هذه الانتخابات تحتاج الى ان تدور حول العالم بأكمله، وبالتالي بات ينظر اليها من خلال توازنات اقليمية ودولية واذا كانت تناسب فريق أم آخر".
سئل: من يتحمل مسؤولية بأن الموارنة اليوم لم يتفقوا على رئيس للجمهورية ولو كانوا اتفقوا أكان العالم استطاع ان يفرض عليهم عكس ما يريدون؟ اجاب: "الامور ليست بهذه البساطة من جهة، ومن جهة أخرى انه في حال لم يتفقوا على رئيس لا يعني ان يعود الملف المطروح الى طهران او الشام او واشنطن او انابوليس او الى اي مكان آخر. ولكن المؤسف ان بعض الاطراف اللبنانية تترك العواصم الخارجية تلعب دورا بدل ان تحسم هي امرها ونحن بالنسبة إلينا كأكثرية فهل كان أحد ينتظر منا ان نقوم بأكثر مما قمنا به؟".
ولفت الى ان "ما يجب القيام به اليوم هو ذهاب النواب الى ساحة النجمة لينتخبوا رئيسا جديدا للجمهورية"، معلنا ان هناك "قرارا في الوقت الحاضر، وعن سابق تصور وتصميم، في تعطيل الانتخابات الرئاسية في لبنان، وهذا لا يجوز". وقال: "اذا كانت هناك قرارات خارجية في هذا الاتجاه فليس من المفروض ان يكون هناك أفرقاء داخليين يساعدونهم بصورة مباشرة او غير مباشرة".
ودافع جعجع عما قامت به الاكثرية في هذا السياق اذ جدد القول: "ما هو الذي يمكن ان نقوم به أكثر مما قمنا به والرأي العام شاهد على ذلك".
سئل: لماذا لا تناقشون الملفات الاخرى كتشكيل حكومة وغيرها؟ أجاب: "نبحث في الملفات الاخرى ومن ضمنها الحكومة وملفات اخرى في موعدها. ونحن الآن لسنا في صدد تشكيل حكومة بل ننتخب رئيسا للجمهورية".
وقال: "ان قوى 14 آذار اختارت العماد ميشال سليمان بعد ان نال المدح والاشادة من قبل كل الافرقاء اللبنانيين لا سيما القادة السياسيين منهم من خلال تصاريحهم العلنية، بالرغم من الوجع الذي ألم بنا على خلفية هذا الخيار. وهذا الوجع ليس عائدا الى اختيار العماد ميشال سليمان ولكن بسبب تعديل الدستور واستمرار التقليد السائد والمتعلق بتناوب العسكر على منصب الرئاسة".
اضاف: "بالرغم من هذا تخطينا كل ذلك وعضضنا على جرحنا باعتبار انها جروح سياسية لا نستطيع تخطيها بسهولة".
وردا على سؤال عما إذا كان الفراغ مستمرا، قال جعجع: "في الوقت الحاضر نعم في ظل التعطيل الحاصل في الانتخابات الرئاسية". وأضاف: "التاريخ والرأي العام هما اللذان سيحددان من يتحمل مسؤولية التعطيل".
وإذ قال عن لقاء عين التينة اليوم أنه "لن يوصل الى نتيجة" متمنيا ان يكون "مخطئا" في رأيه، لفت الى انه يرحب بالاتفاق "في حال اتفقوا".
قيل له: المسيحيون سيسألون عن غياب قياداتهم حين يحل الرئيس بري والنائب الحريري المشكلة التي تخصهم؟ أجاب: "وجهوا السؤال الى العماد عون".