استشهاد والدة علي الدوابشة ودعوات فلسطينية ليوم غضب
اكملت الأم ريهام الدوابشة الرحيل المؤلم لعائلتها، بعدما استشهد طفلها من فوره، ولحقه أبوه بعد أيام، لتكون هي وعائلتها ضحية الإجرام الإسرائيلي، بعدما أحرق المستوطنون الصهاينة منزلهم الشهر الماضي في قرية دوما، قضاء نابلس، ليصبح الطفل أحمد الدوابشة الناجي الوحيد في العائلة.
وقد مُهد للخبر تدريجيا، حيث استدعت إدارة مستشفى "شيبا" في تل هاشومير" فجر أمس عائلة ريهام، إلى المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية، تزامنا مع ما قالته وسائل الإعلام العبرية ان "حالتها خطرة جداً"، مشيرة إلى ان "إعلان وفاتها قد يكون في أي لحظة".
لكن المتحدث باسم العائلة سمير دوابشة نفى ذلك وقتها وعاد وأكد الخبر عند الفجر، وقال "إن صحة الأم ريهام تدهورت منذ عدة أيام بعد حصول تلوث خطير في جسمها، عقب قيام الأطباء بزراعة جلد لها، وقد دخلت منذ أمس تقريبا في حالة وفاة سريرية، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة منتصف الليلة الماضية ملتحقة برضيعها علي الذي استشهد في يوم جريمة المستوطنين نفسه، وبزوجها سعد دوابشة الذي ارتقى متأثراً بجراحه في (8-8) الماضي".
وفور الإعلان عن استشهاد ريهام، بدأت عائلتها الموجودة في المستشفى إجراءات خروجها تمهيداً لنقلها إلى مستشفى رفيديا بنابلس، ثم إلى جامعة النجاح للتشريح، وصولاً إلى تشييعها إلى مثواها الأخير في مقبرة بلدتها دوما جنوب مدينة نابلس.
وفي سياق متصل، أطلق نشطاء فلسطينيون دعوات لاعتبار يوم الجمعة المقبل، يوم غضب ونفير في جميع نقاط التماس مع الاحتلال، احتجاجاً على حرق عائلة دوابشة بأكملها.
كما أعلن جيش الاحتلال صباح اليوم رفع حالة التأهب في المدن والبلدات "الاسرائيلية" تحسباً لوقوع عمليات أو مواجهات احتجاجاً على استشهاد دوابشة، وفق ما افادت القناة العبرية السابعة.
من جهته، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام على روح الشهيدة دوابشة، وقد أكدت حكومة عباس ان استشهادها "يشكل دليلا إضافيا على مدى فجاعة جريمة حرق المستوطنين لهذه العائلة، ويثبت استهتار الحكومة الإسرائيلية بحياة الفلسطينيين بتساهلها مع المتطرفين الجناة وعدم محاسبتهم على جريمتهم البشعة، ويثبت تورطها في جريمة الحرب هذه بحق عائلة كاملة".
وشددت الحكومة على أن "عباس يتابع قضية عائلة الدوابشة في المحافل الدولية، لتحقيق العدالة لهم، ومعاقبة الجناة على جريمتهم البشعة، إلى جانب محاسبة الكيان الصهيوني ومستوطنيها على جرائمها بحق المواطنين الفلسطينيين العزل"، مؤكدة "مواصلتها كافة الجهود السياسية والدبلوماسية لحماية شعبنا وفق القوانين واللوائح الدولية، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وجددت الحكومة "مطالبتها المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن بالتدخل الفاعل والجدي لتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة في وجه جرائم الكراهية التي يرتكبها المتطرفون الإسرائيليون بحق المواطنين الفلسطينيين والتي تستهدف في غالبها الأطفال والنساء".
وكان مستوطنون صهاينة قد أضرموا النار يوم الجمعة 31 تموز/يوليو في منزل عائلة دوابشة بقرية دوما جنوب نابلس، ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة (18 شهراً) على الفور، فيما أصيب والداه وشقيقه أحمد (4 سنوات) بجروح خطيرة، حيث أعلن عن استشهاد الوالد سعد بعد أيام من إصابته، ليعلن اليوم عن استشهاد الوالدة ريهام.