"1- ان الاستحقاق الرئاسي الذي مر موعده لأول مرة من دون ان يكون للبنان رئيس منتخب، ينطوي على خلل كبير يجب الخروج منه لتوفير الطمأنينة للبنانيين الذين كفر بعضهم بوطنهم وذهبوا يبحثون عن وطن آخر، اذا كانت لديهم وسائل تمكنهم من ايجاد وطن بديل. ومن شأن هذا الامر ان ينسي اهل السياسة خلافاتهم لينكبوا على معالجة الشأن الوطني واعادة ثقة المواطنين به.
2- ان الاعتراضات التي يأتي بها هذا الفريق او ذاك وتربط الاستحقاق الرئاسي بشروط مسبقة ريثما تكون كل القضايا المتعلقة به او تعقبه قد تم الاتفاق عليها قد تعيق هذا الاستحقاق الى ما لا نهاية، وليست كل هذه الامور المثارة هي من صلاحيات رئيس الجمهورية وحده وفقا للدستور. ولا بد من النظر جديا في الهواجس الوطنية المطروحة بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعودة الحياة الطبيعية الى المؤسسات الدستورية الكفيلة بذلك.
3- ان ركود الاحوال، وضيق فسحة العيش، وانكفاء السياح عن ارتياد لبنان وتعطيل الحياة الاقتصادية في البلاد، كل هذا، بالاضافة الى ما يتراكم على الوطن الصغير من ديون، ليس من شأنه ان يعزز الامل بمستقبل زاهر، وهذا ما يوجب على اهل السياسة نسيان خلافاتهم او على الاقل وضعها جانبا للاهتمام بالاهم.
4- على جميع اللبنانيين، وبخاصة على اهل السياسة من بينهم، ان يفكروا بما حبا الله وطنهم من خيوره وفي رأسها هذا المناخ من الحرية الذي يندر وجوده في هذه المنطقة. لذلك بات من اوجب واجبات اللبنانيين المحافظة على هذا المناخ، ووضع خلافاتهم جانبا، وفك ما يربطهم بغيرهم من روابط تؤذي وطنهم، وتخرج عن العلاقات المألوفة التي تقوم بين الدول.
5- ان اقتراب عيد ميلاد يسوع المسيح بالجسد، وحلول السنة الجديدة، هما سانحتان تدعوان جميع المؤمنين الى رفع عقولهم وقلوبهم الى الله الذي ما فتىء يجود عليهم، على الرغم من جميع المصاعب، بنعمه وخيوره التي تستوجب منهم له الشكر والاقرار بالجميل. وهذه فرصة ينتهزها القادرون على التخفيف من مرارة الحرمان على المعوزين، ليبقى للعيد معناه الحقيقي ولحلول السنة الجديدة بهجتها بالنسبة الى ذوي الفاقة والحاجة. وقد أوجد الله خيور الارض والبحر لفائدة جميع الناس، وليس فقط لأقدرهم واكثرهم دهاء واطولهم باعا في جمعها والاستئثار بها. واذ نهنىء اللبنانيين بعيدي الميلاد والاضحى المباركين، نسأل الله ان يعيدهما عليهم باليمن والخير والسلام".