المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الرئيس الأسد: مواجهة "إسرائيل" تتم بمواجهة أدواتها


أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الإرهابيين هم الأداة الحقيقية في العدوان "الإسرائيلي" على سورية وما يقومون به أخطر مما تقوم به "إسرائيل" ولذلك إذا أردنا مواجهتها فعلينا أن نواجه أدواتها أولاً، وأشار إلى أنه لا توجد حتى الآن البيئة المناسبة أو العوامل الضرورية لنجاح المسار السياسي في الوصول إلى حل للأزمة وخاصة وجود قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي إلى الشعب السوري، لافتاً إلى أن الدول التي تدعم الإرهاب تفرض شخصيات تمثلها في أي حوار ولا تمثل الشعب السوري، وموضحاً أن جوهر الأزمة في سورية هو التدخل الخارجي وعندما يتوقف هذا التدخل بأشكاله كافة نستطيع القول ان الازمة في مراحلها الأخيرة .

وفي مقابلة مع قناة "المنار"، جدد الرئيس الاسد التأكيد على ان "أي تحالف أو عمل أو حوار يؤدي لوقف نزيف الدم السوري أولوية لنا وسنذهب باتجاهه دون تردد"، وشدد  على انه بتوحيد المعركة والبندقية مع العراق كما يحصل الآن بيننا وبين حزب الله في لبنان نصل إلى النتائج الأفضل بزمن أقصر وبثمن أقل.

وحول علاقته الشخصية بالامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، قال الرئيس الأسد: "العلاقة تتسم بالصدق .. بالشفافية .. لأنه هو شخص صادق بشكل مطلق .. شفاف بشكل كامل .. مبدئي إلى أقصى حدود المبدئية.. والى أقصى حدود الوفاء.. لمبادئه وللأشخاص الذين يعمل معهم .. لأصدقائه.. لكل من يلتزم معه بغض النظر عن موقع هذا الشخص أو تلك الجهة.. العلاقة علاقة دولة مقاومة مع شخص مقاوم حقيقي قدم ابنه شهيداً دفاعاً عن لبنان.. عن الوطن..".



وأكد الأسد أن الولايات المتحدة لا تريد للإرهاب أن ينتصر كما لا تريد له أن يضعف إلى درجة تسمح بتحقيق الاستقرار في المنطقة بل تريد أن تبقى الأمور تسير باتجاه الفوضى وإضعاف كل الدول، لافتاً إلى أن الأزمة أثبتت أن رجب أردوغان مجرد دمية لديها أحلام كثيرة وآخرها حلم المنطقة العازلة ولكنه لا يستطيع التحرك باتجاهه إلا بموافقة سيده الأمريكي، ومؤكداً ان "السعودية ما زالت تدعم الإرهابيين في سورية وهذه الحقيقة الكل يعرفها ولا يمكن لدول وقفت مع الإرهاب أن تحاربه".

وبيّن الرئيس الأسد أن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية بل بكل الطرق التي تزيد من مناعة هذا الوطن وتقويه وتبقيه صامداً في وجه الهجمات، موضحاً أن أمل الشعب السوري بالنصر هو الحافز لمواجهة الإرهابيين والمخطط الذي رسم لسورية.

وأشار الرئيس السوري إلى أن أي مبعوث دولي لو كان حيادياً تماماً لما وافقت عليه الدول الغربية ولذلك فان تصريحات المبعوثين المنحازة تأتي في سياق الدور المطلوب منهم وهذا أمر اعتدنا عليه، مجدداً التأكيد على أن أي مبادرة يجب ان تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها وأن يكون القرار فيها للشعب السوري وأن يكون بند مكافحة الإرهاب أولوية.

وبشأن وجود فرصة لدى دي ميستورا لوضع الأزمة في سورية على سكة الحل أم أنه دور يؤديه، قال الأسد: "عندما طرح موضوع المصالحة في حلب دعمناه بشكل مباشر لأن المبادرة جيدة، ولكن لم توضع الآليات ولم يسمح له بوضع آليات أو بطرح آليات.. لذلك لم نتمكن من دعمه لأن المبادرة انتهت ووئدت في مهدها.. فهذه الصورة متكررة مع كل هؤلاء الوسطاء".

وأضاف الرئيس السوري "الولايات المتحدة عبر تاريخها تراوغ بتصريحاتها .. هذه من سمات السياسة الأمريكية.. التخلي عن الحلفاء.. التخلي عن الأصدقاء.. الغدر، أما السياسة الروسية فلم تكن في يوم من الأيام بهذا الشكل لأنها لم تقل أساساً في يوم من الأيام بأنها تدعم الرئيس فلان والآن تخلت عنه".

ورداً على سؤال حول الجهود الروسية وهل نحن على أعتاب جنيف 3، قال الرئيس الأسد: "نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الأزمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا بالعلاقة ومبدئيون، لذلك عندما يلتقون بأطراف مختلفة لا يوجد لدينا قلق بأن هذه الأطراف ستشوش الصورة الحقيقية بالنسبة للروس"، وأضاف "نحن نشجع الروس على اللقاء بكل القوى ونرتاح عندما يلتقي مسؤول روسي بأي شخص بدون استثناء".

وبشأن وجود مبادرات تطرح أموراً على شاكلة إعادة كتابة الدستور أو إجراء انتخابات تحت إشراف دولي، قال الأسد: "طالما أنها قرار سوري ونتيجة حوار واتفاق وطني لا توجد فيها مشكلة، أما انتخابات بإشراف دولي فلا.. هذا تدخل بالسيادة السورية"، وسأل "من هي الجهة الدولية المخولة أن تعطينا شهادة حسن سلوك؟".

وحول الاتفاق النووي الإيراني، تابع الرئيس الاسد "أن تكون سورية ضحية بكل تأكيد لا"، وأضاف "الموقف الإيراني كان حاسماً حول هذه النقطة ورفض بالمطلق أن يكون هناك أي ملف يدمج أو يكون جزءاً من ملف المفاوضات النووية وطبعاً هذا القرار قرار صحيح وموضوعي وذكي".

وشدد الرئيس السوري على ان قوة إيران ستنعكس قوة لسورية وانتصار سورية سينعكس انتصاراً لإيران، وقال "نحن محور واحد هو محور المقاومة .. فهذه المبادئ الأساسية لا تتغير".

وفي جانب آخر، سأل الاسد "إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار فمن هي المجموعة التي ستلتزم بذلك؟"، وأضاف "لا نستطيع أن نقول بأن تلك القوى قادرة على أن تلزم تلك المجموعات بقرار معيّن لأن هذه المجموعات أيضاً جزء من عمليات سطو ونهب وأموال وفساد وفسوق"، وتابع "لذلك لن تتمكن أي مجموعة وأي دولة وأي جهة أن تلزم هذه الأطراف بأي تهدئة أو بأي وقف للأعمال القتالية ولو لفترة وجيزة".

وختم الرئيس السوري بشار الأسد المقابلة قائلاً "أوجه التحية لكل مقاوم في لبنان.. في البداية للبيئة المقاومة الموجودة على الساحة اللبنانية.. لكل عائلة.. لكل أبوين.. لكل زوجة.. لكل أبناء كانوا هم الحاضنة والأساس لإنتاج ولإنشاء أولئك المقاومين الأبطال"، وأضاف "أختم التحية بتحية السيد حسن نصر الله الذي كان الابن النجيب لهذه البيئة المقاومة وكان بنفس الوقت القائد الصلب والحقيقي لها".
26-آب-2015

تعليقات الزوار

استبيان