أكد الإمام السيد علي الخامنئي ان بعض التيارات الاسلامية بالمنطقة اخطأت في تحديد العدو من الصديق وتلقت الضربة جراء ذلك، موضحاً ان الشعب الايراني يدرك بأن أميركا والكيان الصهيوني هما العدو الحقيقي وليس بعض الدول التي انخدعت وأصبحت أداة بيدهما.
ولدى استقباله، السبت، القائمين على شؤون الحج، أكّد سماحته على أنه "ما لم يقدّر قومٌ ما نعمة الاتحاد حق قدرها فإن الله سيصيبهم بالخلاف والنزاع".
وتحدّث سماحته عن التجربة غير الموفقة لتولي بعض المجموعات الاسلامية السلطة في بعض الدول، وقال إن "هؤلاء وعلى النقيض من الشعب الايراني، لا يميزون من هو الصديق ومن هو العدو وتضرروا من جراء ذلك".
ورأى الإمام الخامنئي أن الاتحاد يُعد من تجارب الشعب الايراني القابلة للانتقال إلى الشعوب الأخرى في موسم الحج، قائلًا "إن الشعب الايراني ورغم كل الفوارق العقائدية والفكرية والسياسية والتباينات العرقية، فقد حافظ على وحدته الوطنية، ويقدّر هذه النعمة الالهية حقّ قدرها وأن هذه التجربة القيمة يجب أن تنتقل إلى باقي الشعوب الاسلامية".
وأضاف سماحته أن الصراعات الداخلية في بعض البلدان بذرائع دينية وسياسية وحتى حزبية، ناتجة عن الجحود بنعمة الوحدة وإن لم يقدّر شعب ما الاتحاد والتكاتف حق قدرهما فإن الله سيصيبهم ببلية الخلاف والنزاع وسفك الدماء.
وأكد الإمام الخامنئي على أن المتغطرسين الدوليين يتابعون بجد بث العنف والتشرذم باسم الاسلام، ويحاولون تشويه صورة الدين الاسلامي الحنيف، وإقحام الشعوب في صراعات ضد بعضها وحتى إيجاد النزاع بين أفراد الشعب الواحد، في خطوة لتقويض الأمة الاسلامية.
وأشار سماحته إلى أن انتقال التجارب الداعية إلى الوحدة من الشعب الإيراني إلى الشعوب الأخرى في أيام الحج يمكن أن يساهم في إحباط هذه المؤامرة، مضيفاً أن هناك من يعارض تناقل التجارب المفيدة للشعوب بين بعضها في موسم الحج، مؤكدًا على ضرورة إيجاد سبيل لذلك على أي حال.
واعتبر سماحته خلال اللقاء أن الحج يكفل "ديمومة الاسلام وهو مظهر وحدة وعظمة الأمة الاسلامية"، داعيًا إلى الاهتمام بالابعاد الاجتماعية والفردية لهذه الفريضة، معتبرًا نقل تجارب الشعب الايراني المنادية بالوحدة في مؤتمر الحج العظيم بأنه يسهم في إرساء التضامن والتعاضد والمزيد من اقتدار الأمة الاسلامية.
وأشار إلى الخصائص منقطعة النظير للحج مقارنة بسائر الفرائض الاسلامية، قائلاً إنّ "الحج يتمتع بالبعدين الفردي والاجتماعي، إذ إنّ مراعاة البعدين له أثر استثنائي في تحقيق السعادة الدنيوية والأخروية للحجاج والشعوب الاسلامية".
وفي حديثه عن البعد الاجتماعي للحج، لفت سماحته إلى التواجد المتزامن لجميع الشعوب بكل الفوارق العرقية والمذهبية والثقافية والظاهرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقال إنّ "الحج يمثل مظهرًا وفرصة حقيقية للوحدة الاسلامية".
ورأى الإمام الخامنئي أن تجلي عظمة الأمة الاسلامية وفرصة تبادل الخبرات والتجارب، تعد من النقاط المهمة الأخرى للبعد الاجتماعي للحج، وقال إن "تبيان وانعكاس التجارب المفيدة للشعوب الاسلامية يسهم في تعزيز هذه الأمة".
وفي هذا الصدد، أشار سماحته إلى التجارب المؤثرة والفاعلة للشعب الإيراني في تحديد العدو وعدم الوثوق بالعدو والتمييز بين الصديق والعدو، وقال "إن شعبنا (..) اعتبر أن الاستكبار العالمي والصهيونية هما العدو الحقيقي واللدود للشعب الايراني والأمة الاسلامية، ولذلك فإنه أطلق الشعارات ضد أمريكا والصهيونية في جميع الاجتماعات الوطنية والاسلامية العظيمة"، وأضاف "على مدى الأعوام الـ 36 الأخيرة، تابع الاستكبار عداءه لإيران على لسان وسلوك الدول الأخرى، لكن الشعب الإيراني كان منتبهًا دائمًا إلى أن هذه الدول هي مغرر بها وأداة طيعة وأن العدو الحقيقي هو أمريكا و"إسرائيل".