في تصعيد جديد يؤكد التنسيق المباشر بين جيش الإحتلال الصهيوني وإرهابيي المجموعات المسلحة في محاور وجبهات المناطق الحدودية بين سوريا والاراضي المحتلة، استهدفت طائرات العدو "الاسرائيلي" مساء الخميس قيادة اللواء 90 التابع للجيش السوري في القنيطرة بعدة صواريخ، كما قصف بقذيفة دبابة "ميركافا" مدينة البعث في القنيطرة، وذلك بعد سقوط خمس قذائف على الجولان السوري المحتل مصدرها المناطق السورية الحدودية.
وليلاً عاود طيران العدو الصهيوني شن غارة جديدة استهدف خلالها الفوج 137 التابع للواء 90 في منطقة خان الشيح شمال شرق القنيطرة والتابعة إداريا لغوطة دمشق، في حين تمكنت مضادات الجيش السوري من التصدي للطائرات المعادية.
وفي هذا الصدد، افادت مصادر موقع "العهد" ان قادة الجماعات المسلحة دعوا إلى الاستفادة من الغطاء الجوي "الإسرائيلي" للقيام بهجمات على مراكز عسكرية للجيش السوري في القنيطرة، خصوصاً مع استهداف الفوج "137 مدفعية" التابع للجيش السوري، وعلى مناطق أخرى في القنيطرة.
ويعتبر الفوج مؤثراً في صد الهجمات الأخيرة على درعا والقنيطرة، لذلك كان استهداف العدو "الإسرائيلي له"، في محاولة منه لرفع معنويات المسلحين ودعمهم، بهدف تحقيق مكاسب ميدانية في القنيطرة، ومحاولة حرف النظر عن خسائر هذه المجموعات.
وفي وقت قامت المجموعات بحشد مسلحيها، أعلنت قوات الجيش السوري واللجان الشعبية جهوزيتها الكاملة لمثل هذا الاحتمال، وسط تأكيدات ميدانية على أن هجمات العدو، لم تؤثر في جهوزية القوات المنتشرة في المنطقة.
وكانت أمس، قد سُمِعت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى، جراء سقوط صواريخ عدة من الجانب الآخر للحدود، حيث جرى الإعلان منذ البداية عن أن صاروخين تم اطلاقهما من الأراضي اللبنانية، ولكن سرعان ما تم تصحيح الخبر ليقال بأن الصواريخ التي سقطت كانت أربعة على الأقل وقد أطلقت من الأراضي السورية.
إلا أن الإرباك في الأداء "الإسرائيلي" بدا واضحاً، حيث أمرت سلطات العدو سكان المناطق الشمالية بالدخول إلى الغرف الآمنة والملاجئ تحسباً لأية تطورات، فيما جرى الإعلان عن ملاحظة سقوط صاروخين في إصبع الجليل وصاروخين في هضبة الجولان السورية المحتلة.
ولتلافي الانتقادات تم الإعلان عن أن جيش الاحتلال يدرس أمر الصواريخ، ليتأكد مما إذا كانت مقصودة أم أنها سقطت عن طريق الخطأ داخل الحدود المحتلّة في اشتباكات دائرة في الجانب السوري.
وفي وقت سابق، اعلن جيش الإحتلال جهوزيته لكل الاحتمالات في الجبهة الشمالية، كما أجرى مناورات تضمنت احتلال قرى في الجانب السوري، وقد أوحت تقارير إعلامية صهيونية بتصعيد وشيك محتمل وأن هذه المناورات تقع في دائرة التحسب إزاءها؛ وهذا ما يؤكد أن العدو خطط مسبقاً لشن غارات على الجانب السوري لتأمين الحماية لحلفائه من المجموعات الإرهابية، وتذرع أمس بسقوط صواريخ على الاراضي المحتلة لتنفيذ مخططاته.
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني رفيع المستوى، لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إن "من أطلق الصواريخ باتجاه موضعين من وسط هضبة الجولان أراد إيصال رسالة مفادها أننا قادرون على إطلاق الصواريخ من مناطق أعمق، ونحو موضعين في آن واحد"، واتهمت مصادر إسرائيلية "حركة الجهاد الإسلامي باطلاق الصواريخ بتشجيع إيراني".
وفي هذا السياق، سارعت "الجهاد الإسلامي" إلى نفي الاتهامات الإسرائيلية بشدة، ورأت انها تشكل محاولة غير بريئة للتعمية على قضية البطل محمد علان.
واشارت الحركة الى أن تواجد "سرايا القدس" (الجناح العسكري للجهاد) وعملياتها وسلاحها هو داخل فلسطين المحتلة، لافتة الى أن "العدو يعرف كيف واين سترد السرايا عندما تقرر"، محذرة الاحتلال من مغبة اتخاذ هذه الاتهامات ذريعة للمساس بالحركة وقيادتها.