جدّدت عصابات المستوطنين اليهود اليوم الخميس، اقتحامها للمسجد الاقصى المبارك، بمجموعات صغيرة ومتتالية، من باب المغاربة، ترافقها وتحرسها قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال.
وذكرت وكالة "وفا" أن المصلين والمرابطات تصدوا لجولات المستوطنين المشبوهة والاستفزازية في الأقصى بهتافات التكبير الاحتجاجية.
في الوقت نفسه، دعا الحراك الشبابي المقدسي-عبر مواقع التواصل الاجتماعي-للمشاركة في اعتصامٍ احتجاجي قبل ظهر اليوم أمام مبنى محكمة الاحتلال المركزية في شارع صلاح الدين وسط القدس المحتلة احتجاجاً على استئناف مخابرات الاحتلال على قرار محكمة الصلح بالإفراج عن كافة موظفي وحراس المسجد الاقصى الذين تم اعتقالهم أول أمس من المسجد المبارك بسبب اعتراضهم أحد المستوطنين لرفعه علم الاحتلال في المسجد المبارك.
في السياق، دعت جماعات يهودية لتنفيذ مسيرة ووقفات احتجاجية عند أبواب المسجد الأقصى يوم الأحد القادم، لرفع أعلام دولة الاحتلال أمامها، ومن ثم تنفيذ اقتحام جماعي للأقصى، وخلال الاقتحام ستتم محاولات ادخال العلم 'الاسرائيلي' إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، وذلك على خلفية إحباط حراس الأقصى والمُصلين محاولة يهودي فرنسي رفع علم دولة الاحتلال داخل المسجد الأقصى في الأول من أمس.
الى ذلك، أصدرت مجموعة "همة نيوز" الشبابية الإعلامية تقريراً شهرياً يرصد انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى لشهر تموز/يوليو 2015 من إبعاد واعتقالات واعتداءات من المستوطنين والشرطة.
ورصدت "27 اعتقالاً من المسجد الأقصى والأبواب؛ (15 رجلاً و10 نساء و قاصِرَين اثنين)، وقد أفرج عنهم جميعهم بعد تسليم معظمهم أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة".
وأكدت المجموعة أن الاحتلال أبعد خلال نفس المدة 27 مصليا؛ (19 رجلا، 6 نساء، قاصِرَين اثنين)، ومن بينهم 16 شاباً اعتقلتهم قوات الاحتلال عشية ما يسمّى "خراب الهيكل" وسلمتهم أمراً بالإبعاد عن الأقصى وذلك بعد دعوات مقدسية شبابية للتواجد في المسجد وصدّ اقتحامات المستوطنين.
وعن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك كشفت (همة نيوز) عن "أنّ 930 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بالإضافة إلى 30 عنصر مخابرات، على شكل مجموعات بشكل شبه يومي ووسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وشهد ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" أكثر الأيام اقتحاماً من حيث العدد الذي وصل إلى 323 في اليوم الواحد.
كما وثقت همّة نيوز "62 حالة اعتداء من شرطة الاحتلال داخل المسجد الأقصى وعلى الأبواب بحق المصلين عن طريق الضرب والشدّ والدّفع، وكان يوم الأحد الموافق (26-7) الذي شهد اقتحامات مكثفة من المستوطنين وقوات الاحتلال في ذكرى ما يسمى (خراب الهيكل)، هو اليوم الأكثر عنفاً من حيث الاعتداءات سيما في صفوف النّساء، حيث اعتدت قوات القمع على 15 سيدة في باب السلسلة، واعتدت القوات أيضاً، على صحفية مقدسية وأربع نساء وحارسة في الأقصى داخل الباحات عن طريق الضرب بشكلٍ يتعارض مع القانون الدّولي".
أما عن انتهاكات المستوطنين فقد وثقها مجموعة همة نيوز الإعلامية: "تعمّد المستوطنين استفزاز النساء داخل الأقصى وعلى الأبواب لدرجةٍ وصلت إلى حدّ التطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشتمه أمام الكاميرات ثلاث مرات في الأيام الأخيرة من الشهر، بالإضافة إلى محاولة تمتمة شعائر تلمودية داخل باحات المسجد".
وأضافت إنه "عشية ذكرى ما يسمى خراب الهيكل، اعتدى مستوطنون على طفل مقدسي أمام باب القطانين، بالإضافة إلى توثيق 9 حالات اعتداء في ذكرى الخراب أمام باب السلسلة أثناء مغادرتهم المسجد الأقصى عن طريق الشتم والقذف والقيام بحركات استفزازية".
أما عن الانتهاكات بحق حراس الأقصى وموظفي الإعمار، فقد وثقت مجموعة (همة نيوز) الإعلامية في تقريرها لشهر تموز فقد أكدت المجموعة: "أن حراس المسجد الأقصى وموظفي الإعمار لمْ يسلموا من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين الذين تعمّدوا خلال جولات الاقتحام استفزاز الحراس وتصويرهم، وفي ما يسمى (ذكرى الخراب)، حيث اعتدت قوات القمع على مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، وخمسة عشر حارساً بالضرب، من بينهم حارسة في الخمسينات من عمرها تعرضت للضرب المبرح أثناء اعتقالها مما أدى لإصابتها برضوض بجسدها، بالإضافة إلى موظَّفَين اثنين من الإعمار، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف فراس الدّبس.
وفي يوم (30-7) وأمام باب السلسلة اعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد الأقصى أثناء مغادرة المستوطنين الباحات بدون أي سببٍ يذكر مما أدى لتوتر الوضع في ساحات المسجد.