’إسرائيل’ تكشف وثائق سرية حول اهداف عدوان عام 1982 على لبنان
بعد مضي 33 عامًا من العدوان الصهيوني على لبنان عام 1982، سمحت "اسرائيل" في كشف أرشيف جيش العدو عن الأوامر العسكرية التي حملها العدوان والذي اطلقت عليه تسمية "عملية سلامة الجليل"، مبينة أهدافه العسكرية والتي بقيت طي الكتمان حتى يومنا هذا.
وجاء في الوثيقة التي كشف عنها "أرشيف" جيش العدو بحسب ما نقلت وسائل الاعلام العبرية أن "الجيش الإسرائيلي سيضرب المخربين ويهدم البنى التحتية الخاصة بهم من أجل منع إطلاق القذائف من الحدود الشمالية، ومن ثم سيتحالف مع القوات المسيحية ويدمّر الجيش السوري في لبنان".
وتابعت وسائل الاعلام "الاسرائيلية" سرد التفاصيل، فاشارت الى "انه في السابع من شهر أذار/مارس 1982 صدرت تعليمات بشن عملية "أورانيم الصغيرة" والتي كانت تهدف للإعلان عن إيذان بدء "العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وذلك بمشاركة القوات التي عملت تحت مسؤولية قيادة المنطقة الشمالية في الجيش "الإسرائيلي"".
وبحسب الوثيقة، فقد جاء في نص التعليمات العسكرية التي نشرت لأول مرة اليوم انه "ونتيجة لإطلاق القذائف على مستوطناتنا أو العمليات العدائية ضدنا فإن الجيش "الإسرائيلي" من المحتمل أن يبادر للإعلان عن بدء عملياته العسكرية في غضون 24 ساعة". وكانت التقديرات في تلك الأيام تشير -بحسب الوثيقة - إلى أنه إذا تم تحرك الجيش "الإسرائيلي" على نطاق ضيق، فإن السوريين سيمتنعون عن الرد لأنهم سيعتقدون أن الهجوم يستهدف القواعد العسكرية الخاصة بالفلسطينيين فقط".
وتضمنت "العمليات العسكرية" الأولى -بحسب موقع "يديعوت احرونوت"- القيام بعملية إنزال جوية من أجل السيطرة على مناطق في جنوب لبنان وذلك بين منطقتي "الليطاني" و"الزهراني" والمنطقة التي أطلق عليها اسم "فتح لاند"، وفي المقابل خطط الجيش "الإسرائيلي" للتقدم عبر قوات برية لتطويق مدينة صور في عملية استباقية قبل الإعلان عن شن الحرب ضمن خطة "أورانيم".
ويضيف الموقع نقلاً عن الوثائق المنشورة:"في شهر نيسان عام 1982 نشرت خطة "أورانيم" والتي كانت تهدف إلى احتلال لبنان والتحالف مع الفصائل المسيحية في منطقة بيروت وإبادة الجيش السوري في لبنان. وبحسب الخطة العسكرية "الإسرائيلية"، بعد 96 ساعة من بدء العمليات العسكرية كان من المفروض الانتهاء من احتلال بيروت والاستعداد للسيطرة أيضاً على طريق بيروت دمشق". ويتضح أيضاً أن القوات "الإسرائيلية" التي كان من المفروض أن يتم إنزالها عبر الجو كانت تهدف للسيطرة على مناطق مختلفة في جنوب لبنان من بينها القاسمية وبيصور والأولي واحتلال صيدا وصور.
ويتابع الموقع ان "المستوى السياسي والعسكري في "إسرائيل" بحث عن ذريعة لتسريع العمليات الحربية بما يسمح بالإعلان عن شن الحرب، وبالفعل، فقد أعطيت الأوامر لبدء الحرب في الثالث من شهر حزيران 1982، وذلك بعد أن حاول مسلحون فلسطينيون اغتيال سفير "إسرائيل" في بريطانيا، شلومو أرغوف. اما في السادس من حزيران فقد أعلن عن المرحلة التالية من العمليات العسكرية وأعطيت الأوامر لقيادة المنطقة الشمالية في الجيش "الإسرائيلي" للتخطيط لاحتلال جنوب لبنان حتى نهر الأولي والقيام بعمليات تهدف للقضاء على البنية التحتية للمسلحين من أجل منع المسلحين من إطلاق الصواريخ باتجاه "إسرائيل". وتضمنت العملية العسكرية إدخال قوات لتطويق مدينة صور والسيطرة على القاسمية ووقف تقدم الجيش السوري في منطقة البقاع. وقبل 72 من بدء العملية العسكرية "الإسرائيلية" تقرر في هيئة الأركان تغيير اسم العملية العسكرية في لبنان من "أورانيم" إلى عملية "شيلغ".
وفيما يتضح مما تقدّم اهداف العدو الصهيوني بعد مرور أكثر من 33 عاماً عليه والتي بقيت سرية حتى يومنا هذا. تشير وسائل الاعلام "الاسرائيلية" الى انه جاء ايضاً في التعليمات العسكرية ان "الحكومة "الإسرائيلية" قررت توكيل الجيش "الإسرائيلي" مهمة إخراج جميع البلدات في المنطقة الشمالية من مدى الصواريخ والنيران المركزة وخلال ذلك عدم توجيه ضربات للجيش السوري إلا إذا كشفت قواتنا"، وأكدت التعليمات أن "إسرائيل تواصل مساعيها للتوقيع على اتفاق سلام مع لبنان المستقلة من خلال الحفاظ على تكاملها الجغرافي". وشملت الخطة القيام بهجوم تدريجي من ثلاثة مراحل وبمساعدة سلاح الجو والبحرية من أجل السيطرة على جسر الزهراني، محاصرة مدينة صور والسيطرة على الليطاني و"فتح اند" وطريق بيروت دمشق.
وختمت وسائل اعلام العدو بالقول انه :"في الـ 29 من شهر ايلول/سبتمبر 1982 انسحبت القوات "الإسرائيلية" من بيروت وانتهت الحرب بشكل رسمي". اضاف :"صحيح أن الحرب اللبنانية الأولى نجحت في إجلاء مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس إلا أنها لم تنجح في إخراج الجيش السوري من لبنان، ومع انتهاء الحرب أعلن عن تأسيس حزب الله وقام بملء الفراغ في جنوب لبنان بعد خروج الفلسطينيين منه. وخسر الجيش "الإسرائيلي" في حرب لبنان الأولى 654 جندياً فيما خسر 1216 جندياً بين السنوات 1982-2000 يوم انسحاب "إسرائيل" من "الحزام الأمني" الذي أقامته في جنوب لبنان".