المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الرئيس إميل لحود لـ’العهد’: معادلة الجيش والشعب والمقاومة معادلة خلاصية بامتياز

لا يملّ رئيس الجمهورية السابق إميل لحود من الحديث عن ذكرى الانتصار والتحرير. يستحضرها كما لو أنها حصلت بالأمس. يعيشها بذاكرته لحظةً بلحظة. إن تسأله عن أكثر الصور تأثيراً في سجل حياته الشريف، يجبك بلا تردد: نصر عام 2000.  ابن بعبدات يُفاخر بعهد رئاسته المشرف الذي شهد تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر". تتسلّل الى ذاكرته أجمل مشاهد للانتصار، فيُشاركك بها ويطول معه الحديث.  حتى الجدران في منزل فخامة المقاوم احتضنت العديد من صور تلك الذكرى الخالدة في ذهنه. الدروع والأوسمة المُهداة له في رحاب عيد "المقاومة والتحرير" هي الأغلى على قلبه. يكتنزها كشيء ثمين لا يُمكن التفريط به مُطلقاً. في جُل مقابلاته الصحفية يستحضر المناسبة، يتحدّث عنها في حديث خاص مع موقع "العهد الإخباري" بلهفة وشوق. بابتسامته المعهودة يبدأ الحديث ويغوص في التفاصيل. معانقة سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله عقب التحرير مباشرةً هي الصورة الأحب على قلب العماد.

لا يُمكن أن يمر الكلام مع الرئيس لحود دون الحديث عن سر الانتصار المتمثّل بثُلاثية "الشعب والجيش والمقاومة". وفق قناعاته الراسخة، إنها من أركان قوة لبنان ومن روافد منعته واستمراريته بلداً يهابه الاعداء ويأمن اليه الاشقاء والاصدقاء. مشاركة المقاومة اللبنانية في سوريا هي مصلحة استراتيجية للبنان. بنظره، الحرب الكونية التي تخاض في بلاد الشام عابرة للحدود والاوطان والمكونات الشعبية.

وهنا نص المقابلة:

س. لدى استحضار ذكرى التحرير، ما هو المشهد الذي يحضر في ذهن فخامة الرئيس لحود؟ ما هي أبرز الذكريات العالقة في خاطره؟

ان اول ما يمتلك ذهني عند استحضار ذكرى التحرير هو انتقالي الفوري الى الارض المحررة، فور تلقي نبأ انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي ذليلاً من الجنوب، وكنت أرأس مجلس الوزراء، فاستقبلني الشعب الأبي واهالي الجنوب وقلوبهم تخفق اعتزازاً والفرح يسطع في وجوههم وعيونهم، وهم يستعيدون الارض بفعل مقاومتهم وجيشهم، حتى اني شربت من مياه الوزاني العذبة، وذقت طعها الذي لن انساه ابداً. عادت بي الذكرى الى يوم قلت فيه، وانا في سدّة قيادة الجيش، انه لا يمكنني ان امنع شعبا من ان يحرر ارضه بذاته، مهما كانت الاوامر والذرائع والاسباب، فصدق الحدس والحس الوطني وانتصر الحق على الباطل.

اما الصورة الأحب الى قلبي فهي معانقتي سيد المقاومة السيد حسن نصر الله عند زيارته لي في القصر، فكانت التهنئة مشتركة، واللحظة قوية ومؤثرة.

س.بعد مرور 15 عاماً على التحرير، كيف تطورت قراءتكم للحدث؟

بعد مرور 15 عاماً على التحرير، يؤسفني ان العبر بدأت تتلاشى عند البعض منا، وان معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي مكّنت من هذا التحرير، ومن اخراج الجيش الذي لا يقهر ذليلاً من وطني واستعادة اول ارض عربية بالقوة، اصبحت بنظر البعض معادلة خشبية، في حين انها معادلة خلاصية بامتياز. الا ان القيمين على هذه المعادلة والمؤمنين بها يبرهنون كل يوم، في الميدان والديوان، انها المعادلة الامثل لانتصار لبنان على اعدائه.


س.برأيكم. بعد كل هذه السنوات، هل لا تزال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة بذات الأهمية؟

ان ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة هي من اركان قوة لبنان ومن روافد منعته واستمراريته بلداً يهابه الاعداء ويأمن اليه الاشقاء والاصدقاء، وان هذه الثلاثية تسقط على اعتابها سياسات النأي بالنفس والاعلانات الزائفة التي لا قيمة وطنية لها على الاطلاق.

س.هناك انقسام حول دور المقاومة خاصة بعد مشاركتها بالأحداث بسوريا. بصفتك رئيس جمهورية سابقاً وقائد جيش سابقاً، ما هي الأهمية التي تعطيها  لهذه المشاركة؟

اما انهم يفقهون ويستمرون في التجاهل والتآمر، واما انهم يجهلون وحان لهم ان يعرفوا. وأقصد قادة الرأي ومن هم في سدّة المسؤولية الذين ينتقدون بشكل لاذع المقاومة لأنها تحافظ على ذاتها وقوتها وممانعتها وخيارها الاستراتيجي، وهي روافد قوّة لبنان بوجه اعداء لبنان والطامعين به وبصيغته وبوحدته الوطنية. اما عدو لبنان فهو ثلاثي: الكيان الغاصب والارهابي التكفيري ومن يرعاهما. ماذا تفعل المقاومة في سوريا؟ يقولون بخبثهم المعهود، وقد كانوا في احضان سوريا ثم خرجوا عنها وعليها يوم خرجت من لبنان ذلك ان غايتهم هي استمرارهم في مصادرة السلطة والتسلّط وجمع الاموال على ما يتيسر لهم.

ان المقاومة في سوريا هي ضمانة للبنان اولاً بإبعاد خطر الحرب الارهابية عنه، استباقياً وميدانياً، كما هي ضمانة للخط الممانع الذي ينتهجه الرئيس الشقيق الدكتور بشار الاسد بأن لا تكون سوريا، كما كان لبنان في السابق، الخاصرة الرخوة في دول الطوق، بعد ان تم تحييد بعضها عن الصراع الاسرائيلي-العربي وعن قضية فلسطين. ان المقاومة في سوريا هي مصلحة استراتيجية للبنان، ذلك ان الحرب الكونية التي تخاض في سوريا وضد سوريا، هي عابرة للحدود والاوطان والمكونات الشعبية، بدليل ما يحصل ايضاً في العراق وليبيا وسيناء واليمن، حتى ان عبور الفكر الارهابي والممارسة العدمية وصل الى قلب اوروبا واقدم على مجازر ادركت معها القارة الهرمة خطأ رهانها وخطيئة سياستها الخرقاء في المسألة السورية كما بالنسبة للمقاومة اللبنانية .

س.يمر لبنان بظروف تكاد تكون الأصعب في تاريخه. كيف يمكن للمقاومة أن تُساهم في إخراج لبنان من الأزمات الراهنة؟ وهل هناك إمكانية ليتفق اللبنانيون على الاستفادة من عنصر القوة هذا؟

المقاومة تنقذ لبنان بمجرد ان تبقى مقاومة، اي متجذرة في اقتناعاتها وراسخة في خياراتها ومستمرة في نهجها. وعلى الآخرين المشككين من القلّة ان يأتوا اليها تائبين، كي تتحقق الوحدة الوطنية الخالصة عن سابق تصور وتصميم، فيتحصن الوطن ويخرج من الازمنة الرديئة التي نعيش جميعاً فيها. المقاومة تنصر شعبها وتمسك بيد من تاه منه وترده الى الصواب عند الحاجة. عملها تكاملي مع الجيش، وهما من رحم واحد.

س. لا شك أن عام 2000 كان عاماً تأسيسياً في تاريخ ما يُعرف اليوم بمحور المقاومة بالمنطقة. الرئيس السوري بشار الأسد قال مؤخرا خلال استقباله مستشار العلاقات الدولية لسماحة الإمام علي الخامنئي (دام ظله) الدكتور علي أكبر ولايتي " محور المقاومة تكرس على الصعيد الدولي ولم يعد بإمكان أي جهة تجاهله". كيف ترى مستقبل هذا المحور؟

ان ما قاله الرئيس الشقيق الدكتور بشار الاسد عن محور المقاومة هو واقع معاش في سوريا البطلة ولبنان الرائد في الانتصار على الاعداء. ان محور المقاومة ليس سلعة سلطوية لا على صعيد الاوطان ولا على صعيد الاقليم، بل هو نهج اثبت جدواه على اكثر من صعيد، كما انه محور متماسك، واستراتيجي الاهداف، ومنتصر على الذات المنكفئة وعلى كواسر الاعداء. ان المقاومة فعل ايمان بالحق ونبذ الظلم والتسلّط وسياسة الترهيب والتطبيع والاذعان. تعرفون الحق والحق يحرركم، على ما ورد في انجيلنا، ومن عرف الحق وسعى اليه، بلغه. هذا هو مستقبل محور المقاومة.


فاطمة سلامة - موقع العهد
24-أيار-2015

تعليقات الزوار

استبيان