الفلسطينيون يحيون اليوم ذكرى النكبة: 67 عاماً والجرح الفلسطيني ينزف
يعيد الخامس عشر من مايو/أيار التذكير بالجرح الفلسطيني النازف منذ سبعة وستين عاماً؛ فعلى الرغم من أن النكبة وقعت في ذاك التاريخ؛ إلا أن فصولها ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا؛ بل إن البعض يرى أن ما هو حاصل الآن يفوق من حيث الخطورة ما جرى آنذاك، في ظل زيادة المساعي الصهيو-غربية لإغلاق هذا الملف دون أي تغيير للأمر الواقع الذي فرضه الكيان الغاصب طوال هذه العقود، مستغلاً سنوات المفاوضات على نحو خاص في تمرير المزيد من مخططاته التهويدية والعدوانية.
وفي إطار هذه الرؤية، دعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد العوري إلى تقييم المرحلة الماضية، من أجل تفادي تكرار "الأخطاء" السابقة.
وقال "العوري" لموقع "العهد" الإخباري :"إننا وبعد كل هذه السنوات بحاجة لوقفة مع الذات كفلسطينيين؛ وبحاجة أيضاً لصياغة استراتيجية وطنية تعتمد المقاومة كخيار في مواجهة الاحتلال".
ودعا القيادي في "الجهاد" إلى مراجعة "النهج التفاوضي" الذي تتبناه السلطة الفلسطينية، واصفاً إياه بأنه "عقيم".
النائب في المجلس التشريعي عن حركة "فتح" أحمد أبو هولي، هو الآخر رأى أن الواقع المزري الذي يعيشه الفلسطينيون عشية ذكرى النكبة يحتاج إلى وقفة مع الذات لجهة تقييم البرامج النضالية بعيداً عن لغة التشكيك أو التبرير أو التخوين، وصولاً إلى معرفة الأخطاء التي وقعت كي يتم تجاوزها في المرحلة المقبلة بما يتماشى مع المتغيرات المتسارعة على المستوى الإقليمي والدولي، وبما يكافئ التضحيات الجسيمة التي يبذلها الإنسان الفلسطيني دفاعاً عن أرضه ومقدساته.
من جهتها، أكدت النائب عن كتلة "التغيير والإصلاح" البرلمانية التابعة لحركة "حماس" هدى نعيم أن حق العودة لا يسقط بالتقادم، بوصفه من الحقوق الوطنية والأخلاقية والإنسانية.
وشددت "نعيم" على أن توالي المحاولات الرامية لإلغاء هذا الحق لا يمكن أن تبلغ مرادها في ظل وعي الشعب الفلسطيني، وثبات فصائله المُقاومة، داعية في ذات الوقت إلى إبقاء قضية اللاجئين حاضرة على كل الصعد بالتزامن مع وضع حد لمسيرة التسوية التي شجعت المحتل على المضي في حربه التهويدية.
أما الناطق باسم "لجان المقاومة" أبو مجاهد؛ فطالب بالحفاظ على الثوابت الفلسطينية؛ وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها قبل سبعة وستين عاماً.
وأكد أن هذه الثوابت كانت وستظل حاضرة لدى فصائل المقاومة التي لطالما تعهدت بالعمل على حمايتها من أي تفريط أو تضييع، داعياً في معرض حديثه إلى إنجاز ملف المصالحة من أجل توحيد الطاقات والإمكانات وتسخيرها في معركة التحرير القادمة.
من ناحيتها، أكدت "الجبهة الشعبية" لتحرير فلسطين على ضرورة رفض التسليم بنتائج النكبة، والعمل على مواجهة المشاريع التصفوية التي تستهدف القضية الوطنية.
ولفتت الجبهة إلى أن نهج المفاوضات أضعف مكانة الحق الفلسطيني على المستويين الإقليمي والدولي؛ الأمر الذي يستدعي قطع الطريق على أية مساع للعودة إليه، والتحرك باتجاه استبداله بالعمل على تدويل الصراع، والإسراع في إنهاء الانقسام الداخلي، مع تعزيز حركة مقاطعة الكيان.
وفي ذات السياق، طالب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" بضرورة توسيع الجهود والاتصالات السياسية وتكثيفها مع كل الأطراف ذات الصلة، سواء لدى الحكومة السورية أو لدى الأمم المتحدة، ووكالة الأونروا، من أجل ضمان تحييد أبناء المخيمات في سوريا ويلات النزاع الدموي الذي يشهده هذا البلد الشقيق.
كما دعا الاتحاد إلى تعاون جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي في مخيمات لبنان إلى التزام الحذر والتنبه إلى كل محاولة من جانب المجموعات التكفيرية للدخول إلى هذه المخيمات من أجل جعلها وكراً لها ومنطلقاً لأعمالها الإرهابية.