خطاب السيد نصر الله بعيون الصحافة: رسائل ايجابية ومواقف واضحة
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء، حيث أطلق سماحته رسائل داخلية ايجابية اهمها استمرار الحوار مع تيار "المستقبل" والاتفاق على استراتجية محلية لمكافحة الارهاب، فيما وضعت كلمة السيد نصر الله حول الوضع الإقليمي حزب الله على طاولة الكبار ليفرض الحزب نفسه لاعباً كبيراً على طاولة المنطقة.
وتنعقد الجلسة السادسة من الحوار بين حزب الله والمستقبل غداً، فيما يواجه مجلس الوزراء مأزق الية العمل الحكومي، وقد اشار السيد نصر الله الى انفتاح حزب الله للتعاون من أجل الوصول الى اتفاق حول آلية لعمل الحكومة والحفاظ عليها.
"السفير": نصرالله في "بيت القصيد": تعالوا إلى طاولة الكبار
وحول ما تقدم، قالت صحيفة "السفير" انه "في خضم الفراغ المتمادي في الداخل رئاسة وحكومة ومجلساً نيابياً.. وسياسة، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب مهرجان «الشهادة والوفاء»، ليطلق سلسلة مواقف محددة وواضحة، اتسمت بالإيجابية في شقها اللبناني، وخصوصاً بالتشديد على أهمية استمرار الحوار مع «تيار المستقبل»، عشية الجلسة المقررة غداً، وتوجيه تحية خاصة لمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وتلقف دعوة الرئيس سعد الحريري إلى وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب".
واضافت الصحيفة انه "في الشق الخارجي من الخطاب، وهو «بيت القصيد»، فقد اتسم بتقديم حزب الله نفسه لاعباً كبيراً على طاولة المنطقة، داعياً اللبنانيين إلى أن يكونوا رياديين في الانخراط في معركة مواجهة الإرهاب، مثلما كانوا رياديين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من دون انتظار لا إستراتيجية وطنية ولا قومية. وبين هذا وذاك، بدا حزب الله متصالحاً مع جمهوره لا بل قادراً على تحديد خياراته الإستراتيجية. هذا الجمهور الذي لم يخيب بالأمس قيادته بامتثاله الصارم بقرار منع إطلاق الرصاص في الهواء".
ولفتت الى انه "إذا كان «خطاب شهداء القنيطرة»، مخصصاً للشأن الإسرائيلي بامتياز، وتمحور حول «قواعد الاشتباك» الجديدة للصراع المفتوح مع إسرائيل، عبر جعل الجبهة اللبنانية السورية جبهة واحدة في المواجهة مع إسرائيل وعملائها التكفيريين، فإن «خطاب القادة الشهداء» جعل لبنان جزءاً من جبهة مفتوحة ممتدة من بيروت حتى الموصل، وقوامها مواجهة إرهاب فالت من عقاله، بدليل المشاهد المصورة من حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة إلى ذبح العمال المصريين في ليبيا".
واضافت ان "حزب الله الذي خرج من عملية مزارع شبعا، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بأكثر مما كان يتوقع، والمنخرط في معركة «الجبهة الجنوبية» في سوريا بطريقة نوعية، قد فاجأ اللاعبين على ملعب المنطقة، في خطاب الأمس، بنبرة تتسم بالثقة إزاء الخيارات الكبرى:
ـ في سوريا «خلصت اللعبة»، ومن قرر أن يضرب رأسه بالجبل حتى تتدمر سوريا عن بكرة أبيها، عليه أن يعيد النظر بخياراته الخاطئة، فالنظام هناك جاهز للوصول إلى تسوية مع المعارضة الوطنية، وها هو مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا يعلن بالفم الملآن أن الأسد جزء من الحل.
ـ دول الخليج هي التي ستدفع الثمن. من هنا، على بعض هذه الدول أن تحسم خياراتها، على قاعدة أنها عُرضة للتهديد والخطر قبل غيرها من دول المنطقة، فهدف الإرهاب «الداعشي» الحقيقي هو مكة والمدينة وليس بيت المقدس.
ـ إذا كانت موجبات «الأمن القومي» تفرض على بعض البلدان في أوروبا (مثال إيطاليا)، الانخراط في مواجهة الإرهاب التكفيري في المنطقة وهي على بعد مئات الكيلومترات، فكيف هو الحال مع بلدان وشعوب المنطقة التي صار الخطر عند حدودها وفي دواخلها، فهل يجب انتظار العاصفة حتى تهب علينا ونسلم أمرنا إليها أم نستعد لمواجهتها بما يتوافر من إمكانات؟
واشارت الصحيفة الى انه "في الشق اللبناني، فقد تميز الخطاب بعناوين وإشارات إيجابية كثيرة:
ـ التوجه بالتحية الى عائلة رفيق الحريري وجمهوره في ذكرى استشهاده العاشرة.
ـ تأيدد دعوة سعد الحريري في خطاب «البيال» الى وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وصولاً الى فتح الأبواب حول الآلية التنفيذية.
ـ التأييد المطلق للخطة الأمنية في البقاع على قاعدة استمراريتها وألا تكون موسمية كسابقاتها، وأن تُدعم بخطة إنمائية أولاً، وحل قضية الاستنابات القضائية التي تطال عشرات آلاف البقاعيين ثانياً، وبالاستعداد لمواجهة الخطر الآتي عبر الحدود الشرقية بعد ذوبان الثلج ثالثاً.
ـ للمرة الأولى، تم إعطاء التفاهم بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» غداة ذكراه التاسعة، بُعده الإقليمي وليس اللبناني وحسب، والدعوة الى تعميقه وترسيخه، كما الى تحصينه بتفاهمات موازية على المستوى الوطني.
ـ الدعوة غير المباشرة الى استئناف الحوار بين العماد عون والرئيس الحريري من خلال الحث على «معاودة الجهد الداخلي الوطني (في الموضوع الرئاسي) ومفهوم أين وكيف ومع مَن. يعني لا يوجد داع «نغمّق» ونفصّل، مفهوم، أصحاب العلاقة كلهم يعرفون».
ـ مواصلة الحوار مع «المستقبل» للوصول الى خاتمة جيدة ومعقولة وتحت سقف التوقعات وفي الوقت نفسه، تشجيع القوى الأخرى على الانخراط في الحوار، في إشارة غير مباشرة الى تأييد «حزب الله» المسعى القائم حالياً بين الرابية ومعراب من أجل جمع العماد عون وقائد «القوات» سمير جعجع.
"الاخبار": بين خطابين
صحيفة "الاخبار" رأت أن "المكابرة والكيدية وفعل النكاية صفات يتّسم بها خصوم تيار المقاومة في لبنان والمنطقة. وهي لا تعبّر عن حقد أو عجز فحسب، بل تؤشر الى حال من القصور السياسي. وها نحن، من حيث نرغب أو لا نرغب، سنضطر الى المقارنة بين خطابين، كما هي حالنا في كل شباط من كل عام. وفي هذه الحال، لا مجال للمجاملات أو مراعاة الخواطر، بل لا مجال إلا للأخذ بالعناصر الجديدة من المعادلات المتشكّلة أمامنا، وهي معادلات تسمح لنا، في كل مرة، بالتمييز بين الصغير والتابع والقاصر، وبين الكبير والمستقل والناضج. بين ما قاله الرئيس سعد الحريري من جهة، وما قاله السيد حسن نصرالله من جهة ثانية، لأن الآتي من الأيام يفرض علينا اتخاذ الموقف الذي لم يعد يتحمّل المداورة والمناورة".
ولفتت الى انه "في الشكل، بات لزاماً على الرئيس الحريري إدخال تعديل جوهري على آلية إعداد خطابه. وبات على الحريري التخلي عن كتبته، وإحالتهم على تقاعد سريع، وإلغاء عقود الخدمات غير المجدية مع شركات التواصل مع الجمهور. وليس من باب المزاح، يمكن الحريري أن يحدث فرقاً كبيراً جداً لو أنه استعان فقط بالممثل وسام سعد (أبو طلال الصيداوي) الذي سيمنحه شفافية وصدقية وفعالية تحاكي غالبية شعبية لا تهتم بالمسرح المفتعل والاضاءة البراقة، بينما لا يعلق في ذهنها كلمة واحدة من الخطاب".
واشارت الى انه "في المضمون، بات على الحريري العودة الى الناس، والتعامل مع الوقائع كما هي، لا كما يحلو له أن تكون، أو كما يرغب آخرون في أن تكون عليه. وهو إن فعل ذلك، فقد يبدو متواضعاً، لكنه، بالتأكيد، سيبني قصراً من حجر، لا قصوراً من الرمل لا تصمد أمام موجة صغيرة. وهو سيكون واقعياً عندما يرفع الشعارات ويضع المهمات، ولا يدفع جمهوره الى عوالم مفترضة، فيصطدم القوم بجدار الحقيقة، وتكون النتيجة الفشل ومراكمة الإحباط، لأن هذه الحالة تقود هذا الجمهور الى حيث الاستعراض الهوائي، الى حيث الجنون بعينه، هناك، حيث يقوم التيار التكفيري ببناء ثقافة الدم والموت على أطلال ثقافة الحياة التي ظلت الى اليوم مجرد لافتة وشعار لا أكثر".
لكن ماذا عن السيد؟
وقالت الصحيفة "لا يزال للرجل توهّجه. يكفي التدقيق في حجم الاستنفار الشخصي والجمعي عند الاعلان عن موعد لخطاب له، حتى تدرك أن الناس تنتظر جديداً يقوله. ويكفي مراقبة استنفار خصومه حتى تعرف أن هناك ما لا يمكن تجاهله تحت أي ظرف. ثم إن الرجل صار أستاذاً في فن الخطابة، لكنه لا يتجاوز الاصول. فلا يترك لأحد أن يكتب له خطاباً براقاً، وهو ابن مدرسة علم الكلام، لكنه لا ينزوي بنفسه متجاهلاً الحقائق والمعطيات وعمليات التقييم وآليات إنتاج الموقف التي تقوم بها مؤسسة بكاملها، قبل أن يعمد هو الى صياغتها في عبارات أو عناوين مكتوبة تكون أساس خطابه، وهو يعرف كيف يخاطب ناسه والآخرين، وقادر على أخذهم الى حيث العقل، وبرغم احترامه الكامل لعواطفهم، لا يترك لانفعالاتهم أن تسيطر عليه".
واشارت "لا يزال السيد مصدر تعبئة وإلهام لحشد كبير من المناصرين، ولجيش كبير من السياسيين والمتحدثين والمحللين، يرمي في وجههم عناصر التحدي للنقاش والتفكر والتبحر، ويزودهم بمواد للنقاش والتفسير والتعليق، ويعرض أمامهم معطيات ووقائع كانت غائبة عنهم، ويطلق المواقف التي تتحول الى زاد معنوي في مواجهة آلة الإحباط الضخمة المتنقلة في الفضاء. وهو، فوق كل ذلك، لا يتحدث من مكان بعيد عن الواقع، بل من قلب الحدث، لا يفوته تفصيل ضروري، ولا يتجاهل معطى ولو كان مضاداً لفكره واقتناعه، لا يهرب بعيداً عن الاستحقاقات الداهمة، ولا يحمل حجارة أكبر من حجمه".
ورأت الصحيفة ان "التمايز الأبرز بين الخطابين هو تلك القاعدة التي تميز بين نهجين وواقعين؛ يعكس الحريري حالة الفريق الذي يمثله، حالة من هو في موقع المتلقّي وصاحب الرد الانفعالي، بينما يمثل السيد نصرالله الفريق القادر على التعامل بواقعية مع ما يحصل".
"النهار": نصرالله متمسّكاً بالحوار مع "المستقبل"
من ناحيتها صحيفة "النهار" قالت انه "إذا كان تأكيد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المضي في الحوار مع "تيار المستقبل" لم يفاجئ أحداً بل بدا الوجه المرن الايجابي الذي قابل به مرونة الرئيس سعد الحريري، فإن جوانب أخرى من خطابه أمس اكتسبت دلالات مماثلة في أهميتها لخطاب الحريري من موقع الخلافات الجذرية بين الفريقين. في الشكل أولاً، اتخذت المناسبتان المتعاقبتان بعداً نادراً لجهة القاء كل من الزعيمين خطابه وسط حضور الرئيس الحريري في بيروت منذ السبت الماضي وكذلك وسط التحفز لعقد الجولة السادسة من الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" غداً في عين التينة، بما يثبّت القرار السياسي للفريقين بالمضي في "حوار الضرورة" هذا".
واشارت الى ان "السيد نصرالله سارع في مستهل خطابه الى اطلاق رسالتين ايجابيتين الى "المستقبل" وزعيمه من خلال توجيهه "مشاعر المواساة والعزاء" في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن ثم تأكيد تأييده الدعوة الى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب، ولو انه غمز من قناة عدم الاتفاق على استراتيجية مماثلة لمواجهة "اسرائيل". وإذ مر بالاستحقاق الرئاسي من باب دعوته الى "معاودة الجهد الداخلي وعدم انتظار المتغيرات في المنطقة والخارج"، أعلن "اننا سنواصل الحوار مع تيار "المستقبل" الذي انتج بعض الامور الايجابية، ونأمل في ان نتوصل الى نهاية ايجابية". وفي ما بدا رداً مركزاً على موقف الرئيس الحريري من تورّط الحزب في سوريا والعراق، ساق السيد نصرالله المبررات لتدخل الحزب في سوريا، قائلاً إن "لبنان متأثر اليوم بما يجري في المنطقة اكثر من أي وقت مضى... وهناك مصير شعبنا وبلدنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا"، ووصف الكلام على تحييد لبنان والنأي بالنفس بأنه "غير واقعي ولا يمكن تحييد لبنان عما يجري".
وقال قيادي بارز في "تيار المستقبل" لـ"النهار" ان الحوار رسم سقفاً لكلمة الرئيس الحريري في" البيال" السبت الماضي، كما رسم سقفاً لكلمة السيد نصرالله أمس. فلو جاءت كلمة الرئيس الحريري من غير أن يكون هناك حوار قائم بين التيار والحزب لكان السقف أعلى ولجاءت كلمة السيد نصرالله أمس أعلى أيضاً. ولفت الى أن ما يهم الحريري هو تثبيت أوضاع التيار في مناطقه بعيداً من تأثير الارهاب وتفعيل قوى 14 آذار وحماية الاستقرار الداخلي".
وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان هناك مأزقاً حكومياً جديّاً حتى لو كانت ثمة أكثرية وزارية تؤيد اعتماد آلية عمل جديدة بإعتبار ان هناك حاجة الى اجماع في هذا المجال. ومثلما إحتاج اعتماد الآلية الحالية الى إجماع لتطبيقها، فإن أية آلية أخرى في حاجة الى إجماع أيضا وهو أمر متعذر حالياً. ولفتت الى ان الاتصالات التي جرت حتى الآن لا تشير الى وجود توافق على اقتراح تعديل الآلية المعتمدة.
"الجمهورية": نصر الله يُلاقي الحريري
صحيفة "الجمهورية" بدورها قالت إن "الأمين العام لـحزب الله السيّد حسن نصر الله عبّر بوضوح عن منطقِه السياسي، تماماً كما فعلَ الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وعلى رغم إقرار نصرالله بوجود «منطقَين مختلفين في لبنان» على غرار الحريري الذي ظهّرَ في خطابه وجودَ رؤيتين للبنان، إلّا أنّ الخلاف في المنطق والرؤية لم ينعكس على إرادة الطرفين باستكمال الحوار الذي باعترافهما حقّق نتائج إيجابية. وأبعدُ من السجال أيّدَ نصرالله دعوة الحريري إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، وجدّد تأييدَه المطلق للخطّة الأمنية في البقاع، وأكّد دعمَه لمواصلة الحكومة عملَها، وتوجَّه إلى عائلة الشهيد الحريري ومحبّيه وتيّاره وأنصاره بالعزاء. أمّا في الملفات الخلافية، فدعا إلى التنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري، وبين الحكومتين اللبنانية والسورية، كما دعا منتقدِي تدخّلِه في سوريا إلى الذهاب للقتال إلى جانبه في سوريا والعراق وأيّ مكان، لمواجهة الإرهاب، ودعا أيضاً إلى تعميم التفاهم بين حزب الله و»التيار الوطني الحر".
واشارت الى انه فيما يستكمل الحوار جلساته بعد تقاطعِ الطرفين مجدّداً على أهمّيته، من المتوقع أن تنجحَ مساعي رئيس الحكومة تمّام السلام في الاتفاق على آليّة جديدة، في ظلّ تقاطع الحزب و«المستقبل» أيضاً على ضرورة استمرار الحكومة.
واضافت الصحيفة "لا تزال جرائم «داعش» ومحاربتها، البند الأوّل على الأجندة الدولية، خصوصاً بعدما أثارت المجزرة الجديدة التي ارتكبَتها بإعدام 21 قبطياً مصرياً في ليبيا ذبحاً بعد خطفهم، موجة غضب عارم واستدعت استنكاراً واسعاً، فدانت واشنطن ما سمّتها الجريمة «الدنيئة والجبانة»، ووصفتها باريس ولندن بالعمل البربري، في حين ردّت مصر باستهداف معسكرات للتنظيم ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر، تزامناً مع إعلان الجيش الليبي بدء عملية عسكرية ضده غرب البلاد".
وفي لبنان الذي هاله ما جرى، أجمعت المواقف الصادرة عن المسؤولين والقيادات على وصف ما جرى بأنه عمل وحشيّ جبان، ودعت الى تضافر الجهود الدولية الإقليميّة لاستئصال الإرهاب ومحاربة الجماعات التكفيرية.
ولفتت الى انه في انتظار موعد الجلسة الحوارية السادسة بين تيار «المستقبل» وحزب الله، وبعدما أكّد الرئيس سعد الحريري مضيَّه في هذا الحوار كونه حاجة إسلامية وضرورة وطنية، أعلن السيّد نصر الله انّ الحزب سيواصل الحوار مع تيار«المستقبل» الذي أنتجَ بعض الأمور الإيجابية التي كانت ضمن توقّعاتنا ونأمل ان نتوصّل إلى نهاية إيجابية. كما نجدّد تشجيعنا وتأييدنا لأيّ حوار بين المكوّنات اللبنانية كافة».
وتوقّع عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر لـ"الجمهورية" ان تنعقد الجولة السادسة من الحوار غداً الاربعاء، وقال لـ«الجمهورية»: «سنستكمل مناقشة جدول الاعمال نفسه وتقييم الخطة الامنية في البلاد عموما».
وهل يتوقع ان تكون الجلسة المقبلة ساخنة بعد المواقف التي اطلقها الرئيس سعد الحريري في مهرجان «البيال»؟ أجاب الجسر: «لا أعتقد، فكلام الرئيس الحريري كان كلاماً صريحاً حول المستجدّات، وهذا أمر طبيعيّ، وهو أعلن تمسّكه بالحوار، ثمّ لقد تمّ الاتفاق على تحديد موعد الجلسة بعد ذكرى 14 شباط.
وفي الملف الرئاسي، يبقى مجلس النواب غداً الاربعاء على موعد مع جلسة انتخابية جديدة، في جلسة تحمل الرقم 19 لانتخاب رئيس جمهورية جديد، وسط أجواء لا توحي بأيّ جديد يمكن ان يؤدّي الى انتخابه.
وقد طالبَ السيّد نصرالله أمس «بمعاودة الجهد الداخلي في موضوع الإستحقاق الرئاسي»، وقال «لكلّ الحريصين على منع الفراغ أقول لا تنتظروا المتغيّرات في المنطقة والخارج، لأنّ المنطقة متّجهة إلى مزيد من المواجهات والأزمات».
إلى ذلك، تبقى جلسات مجلس الوزراء معلّقة نتيجة إصرار رئيس الحكومة تمّام سلام على عدم الدعوة الى ايّ جلسة جديدة قبل التوصّل الى آليّة جديدة لاتخاذ القرارات.
وواصلت القوى السياسية والحزبية البحث في الآليّة الجديدة التي اقترحَها سلام، وهي تقتصر على عنوانين: الثلثان زائداً واحداً للبت في أيّ أمر كان يحتاج الى النصف زائداً واحداً، على أن تتّخذ القرارات بالقضايا الأساسية الميثاقية والتي تلامس التعديل الدستوري بالإجماع.
وكشفَت مصادر وزارية أنّ البحث في بعض الدوائر الحزبية لا يشجّع على التوصّل الى الصيغة التي يقترحها رئيس الحكومة تمام سلام، خصوصاً انّها صيغة لا تُبّت إلّا بإجماع حكومي ما زال مفقوداً.
وقالت المصادر لـ"الجمهورية" إنّه وفيما تتريّث الأحزاب المسيحية في كلمتها النهائية في الآليّة الجديدة، فُهِم أنّ تيار «المردة» اتّخذَ قراراً برفضِها، مُفضّلاً الإبقاءَ على صيغة الإجماع الذي أثبتَ أنّها الضمان الأقوى للتضامن الحكومي في حَدّه الأدنى.