تستضيف العاصمة الإيرانيّة طهران يومي 9 و10 كانون الأول الجاري، مؤتمر "عالم خال من العنف والتطرف"، الذي يكتسب أهميته من وصفه على لسان رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية الشيخ حسن روحاني بـ"أكبر مؤتمر لمحاربة العنف والتطرف في العالم".
ويركّز المؤتمر الذي ينعقد في أسوأ وأخطر مرحلة تعيشها المنطقة على احترام الاستقلال السياسي والمساواة في السيادة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الذي يشكل انتهاكاً لروح ميثاق الأمم المتحدة، وللسلام والأمن الدوليين، مستنداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2625 المتعلق بذلك.
ويهدف المؤتمر أيضاً إلى التشديد على حلّ الخلافات بالوسائل السلميّة، عن طريق التفاوض على أساس السلام بين الأمم، وإبعاد قضايا حقوق الإنسان عن الدوافع والغايات والمصالح السياسية، وكذلك التشديد على مكافحة الإرهاب.
في هذه الأثناء، عقد وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي وصل الى طهران فجر اليوم الاثنين، لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين الايرانيين والمشاركة في المؤتمر.
وقد دان ظريف باسم دولته الاعتداء الصهيوني على سوريا أمس، لافتاً الى أن العدوان يواكب ممارسات المجموعات الارهابية المتطرفة.
وأكّد ظريف دعم إيران المستمر للشعب السوري، مطالباً بإنهاء إراقة الدم والوصول الى حل سياسي، معتبراً ان "لا حلّ في سوريا سوى بتجفيف منابع الإرهاب".
من جهته، قال المعلم ان "اسرائيل" أغارت أمس على موقعين سوريين لرفع معنويات الإرهابيين بعد هزيمتهم في دير الزور وصمود السوريين في عين عرب ونبل والزهراء والقلمون وحلب "، وأضاف " سكان نبل والزهراء قدموا نموذجاً للبطولة الوطنية في التصدي لإرهاب "جبهة النصرة"".
وتابع المعلم " سوريا ستواصل صمودها ولا خيار لها إلّا الانتصار على الارهاب"، مضيفاً "الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وبعض الدول الاوروبية يدفعون الارهاب الى بلدانهم عبر دعمهم للجماعات المسلّحة".
وفي سياق متصّل، أكّد المعلم أنّ " اتصالات سورية مع العراق مستمرة وتتطلع الى تنسيق كامل لأننا في خندق واحد في مواجهة الارهاب ".
وأردف المعلم "جئنا لشكر الامام الخامنئي والرئيس روحاني والقيادة الايرانية على الدعم المتواصل للشعب العربي السوري ".
ولفت المعلم الى أنّ "إيران لن تتردّد في دعم الجهود لإنجاح فكرة الحوار السوري السوري في موسكو ".
وكان ظريف قد عقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً ايضاً مع نظيره العراقي، ابراهيم الجعفري، في ختام لقاء جمع بينهما بطهران، فلفت الى أن "توصل بعض دول المنطقة الى قناعة بأن العصابات التكفيرية قد تحقق لها بعض المصلحة المؤقتة، الا انها على المدى البعيد تشكل خطراً وتضر بالمصالح، سيترك أثره على أداء اصدقائنا".
وأضاف "يسرني أن استضيف صديقاً قديماً، وهو ليس فقط وزيراً لخارجية العراق، بل هو من أهم واقوى الساسة ومن المناضلين لحرية العراق"، لافتاً الى أن" الجعفري ما زال يؤدي دوراً فريداً في وحدة المجتمع العراقي، وكان وما زال دوره مؤثراً سواء عندما كان رئيساً للوزراء او رئيساً للتحالف الوطني او في الدور الحالي وزيراً للخارجية، وانني على ثقة من أن هذا الدور سيؤدي الى التقارب بين الشعب العراقي وشعوب المنطقة".
وبيّن ظريف ان ايران والعراق بلدان صديقان وشقيقان ولديهما مشتركات عديدة على الصعيد السياسي والعقيدي والديني ويواجهان تحديات وفرصا اقليمية وثنائية مشتركة، وقال "تحدثنا بشأن مواجهة التطرف والطائفية والارهاب في سوريا والعراق".
ووصف ظريف انتصارات الحكومة والشعب العراقي في مواجهة تنظيم "داعش" الارهابي بأنها تبعث على السرور والارتياح، واضاف انّ" الحكومة والشعب العراقي يعلمان ان ايران حكومة وشعباً تقف الى جانبهما وتساندهما من اجل تقدم العراق".
وفي جانب آخر من حديثه بشأن الاتفاقات الثنائية والمساعدات العسكرية والتعاون مع التحالف ضد "داعش"، قال ظريف "اننا نريد علاقات سليمة ومشتركة وأخوية مع المنطقة بأسرها، ونؤمن بأن التهديدات تمس الجميع، واعتقد انه رغم انهم متأخرون، الا ان اصدقاءنا في المنطقة توصلوا الى هذه النتيجة بأن "داعش" يهدد كل المنطقة".
وأضاف ظريف ان "اول دولة بادرت لمساعدة الشعب العراقي في محاربته للتطرف والارهاب، هي الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي تصدت لهذا الخطر المشترك انطلاقاً من واجب الجوار".