اردوغان يندد بـ’الوقاحة’ الاميركية و’المطالب اللامتناهية’ في الأزمة السورية!
متخلياً عن اللهجة الديبلوماسية، ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء بما قال إنه "وقاحة" و"مطالب لا متناهية" للولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية. وجاء هذا الموقف شديد اللهجة بعد ايام على زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى انقرة ما يكشف عن استمرار الخلافات بين "الحليفين" ورفض واشنطن الرضوخ لطلب انقرة بـ"فرض حظر جوي" في شمال سوريا مقابل مزيد من الانخراط في محاربة "داعش" ضمن التحالف الدولي الذي تقوده إدارة البيت الابيض . كما تزامن تصعيد لجهة أردوغان مع موقف واضح من حلف الاطلسي بأنه لا يدرس فرض "منطقة حظر جوي" في سوريا.
وفي تصريح لافت،أجاب أردوغان أمام مجموعة من رجال الأعمال المجتمعين في أنقرة رداً على سؤال حول المطالب التي وجهتها واشنطن الى تركيا في مجال محاربة "داعش": " اود ان تعلموا اننا ضد الوقاحة والمطالب اللامتناهية".
وأضاف "لماذا يقطع شخص ما مسافة 12 ألف كلم ليأتي ويبدي اهتمامه بهذه المنطقة؟"،في اشارة إلى زيارة بايدن في نهاية الاسبوع الماضي الى اسطنبول!
وأضاف اردوغان "لقد اكتفوا (الاميركيون) بأن يكونوا مجرد مشاهدين عندما قتل الطاغية (الرئيس السوري) 300 الف شخص. بقوا صامتين امام وحشية الاسد والآن يتلاعبون بمشاعر الرأي العام الدولي حيال مصير كوباني".
وخلص الرئيس التركي الى القول "لن نحل مشاكلنا بمساعدة فكر متعال بل بواسطة شعبنا بالذات".
وتزامنت مواقف أردوغان مع إعلان القائد الجديد للقيادة المركزية للقوات البرية في حلف الاطلسي اللفتنانت جنرال جون نيكلسون أن "إقامة منطقة حظر جوي مهمة عالية التكاليف."
وتابع ْنيكلسون في مقابلة مع "رويترز" في مقره بمدينة أزمير الساحلية التركية "هذا ليس أمرا نبحثه حاليا في هذا السياق."مضيفاً إن "حلف شمال الأطلسي يتابع الأحداث في الشرق الأوسط ولكن لا يعتزم القيام بدور نشط هناك".
وقال "أنا واثق بعد أن حاربت لسنوات لمكافحة التمرد (في أفغانستان) وبعد دراسة هذا التهديد إلى الجنوب أن الحلف سيكون قادرا بشكل كبير على التعامل معه... (لكننا) نضع خططا فقط بناء على طلب الدول الأعضاء وهو أمر لا نعمل عليه الآن."
ويؤكد موقف الجنرال نيكلسون ان العديد من "حلفاء" تركيا لا يشاركونها قناعاتها في ما يتعلق بـ"الحظر الجوي"، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس هذا الأسبوع وإن أعرب هو عن تأييده للفكرة "الحظر الجوي" لكنه قال إنه "يجب إقناع كثيرين".
وقد أكدت زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن إلى انقرة في الاونة الاخيرة انه لم يحدث أي تحول كبير في السياسة الاميركية تجاه المطالب التركية، وخلال الزيارة اعترف مسؤول أمريكي بالتحدي المتمثل في وجود النظام السوري ومسلحي "داعش" قرب حدود تركيا لكنه حذر من تركيز الاهتمام على الكلمات الطنانة مثل "منطقة حظر جوي".