إستراتيجية التحالف الأميركي لمحاربة ’داعش’ لا تسير كما هو مطلوب
يطرح الإعلان عن تنفيذ الجيش الأميركي لـ85% من الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" تساؤلات، حول قدرة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية على النجاح في مواجهة "داعش"، ومدى إمكانية استمرار الولايات المتحدة في هذه الضربات في حين أن حلفاءها لا يشنون سوى 15% منها، وهو ما يشير إلى تفرد الولايات المتحدة في قيادة هذا الحلف من جهة، ويبين عدم جديّة حلفائها في محاربة التنظيم الإرهابي فضلاً عن كونه تلميحا مباشرا إلى ان هناك ثمناً لهذه الضربات لا بد ان يسدد.
وقد أعلنت وزارة الحرب الأمريكية أن "الولايات المتحدة تشن 85% من الضربات الجوية على داعش"، وقال الكولونيل باتريك ريدير، المتحدث باسم القيادة الاميركية المكلفة الشرق الاوسط واسيا الوسطى، ان الشركاء العرب في التحالف برئاسة الولايات المتحدة ضد "داعش" شنوا 56 من اصل 393 ضربة جوية على سوريا في حين شن الشركاء الغربيين للاميركيين 70 من اصل اكثر من 470 غارة جوية على العراق.
وإستراتيجية محاربة التحالف الدولي لـ"داعش"، ستطرح للنقاش خلال الاجتماع الذي يعقده 200 ضابط من أكثر 30 بلدا في التحالف خلال اجتماع يستمر 10 أيام في قاعدة عسكرية بالولايات المتحدة.
وقال الجيش الأميركي إن الضباط الـ200 المسؤولين عن العمليات ضد تنظيم "داعش"، بدأوا الأربعاء مباحثاتهم التي ستستمر حتى 21 نوفمبر في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بفلوريدا.
وقالت القيادة الأميركية المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إن "المؤتمر مناسبة لشركاء التحالف لتوطيد علاقاتهم، وتطوير وتحسين حملتهم العسكرية الرامية لإضعاف" "داعش" و"الانتصار عليه".
وقبل شهر، عقد اجتماع ضم كبار الضباط ورؤساء الأركان في دول التحالف في قاعدة "أندروز" الجوية، وسط شكوك حول الاستراتيجية المعتمدة ضد الإرهابيين الذين كانوا في حينها يحرزون تقدما على الأرض.
الجنرال لويد أوستن: التحالف "هو من سينهي" مهمة القضاء على "داعش"
والاجتماع الجديد يشكل "مرحلة رئيسية" أخرى، حسب القيادة الأميركية التي أكد رئيسها، الجنرال لويد أوستن، أن التحالف "هو من سينهي" مهمة القضاء على "داعش" و"بشكل جيد وبأسرع وقت ممكن".
ويأتي هذا الاجتماع بعد أكثر من ثلاثة أشهر بدء الغارات الجوية في الثامن من اب/اغسطس ضد "داعش" في العراق ثم في سوريا منذ 23 ايلول/سبتمبر، حيث نفذ التحالف حوالي 9020 طلعة جوية بينها الالاف خصصت للتموين او للرصد، حسب اخر تعداد للجيش الاميركي.
ولا تقدم مجموعات مستقلة مخلتفة اية ارقام محددة حيال عدد المدنيين الذين قتلوا خلال هذه العمليات. وتقول القيادة الاميركية الوسطى انها لا تستطيع تأكيد مقتل اي مدني.
وتشارك السعودية والامارات والاردن والبحرين الاميركيين في سوريا في حين تشارك استراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك وفرنسا وهولندا الاميركيين في الضربات الجوية على مواقع "داعش" في العراق.
وفي تصريحات تؤكدد الشكوك حول استراتيجية التحالف الدولي في مواجهة "دعش"، أكد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين، أن الحرب التي تخوضها أمريكا والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش،" لا تسير كما هو مطلوب.
وأضاف السيناتور عن الحزب الجمهوري : "داعش" ينتصر على الأقل بنظر المتطرفين الأصغر سنا في الشرق الأوسط". وتابع إن "ما يحصل الآن من زيادة الانخراط التدريجي يذكرني بحرب أخرى قبل وقت طويل، حرب فيتنام عندما قمنا بزيادة انخراطنا بشكل دوري".
وبين ماكين الذي يعتبر من أكثر المعارضين للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما أن خطة الإدارة الأمريكية لن توصل للأهداف التي ننشدها والتي تسعى لهزم المجموعات الإرهابية، لافتا إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من المدربين وعناصر القوات الخاصة.