هل يكون موسكو 1 بديلا عن جنيف 3؟
في تطور مهم في مسار الأزمة السورية تسعى روسيا ومصر إلى عقد مؤتمر للحوار بين الحكومة السورية وبعض معارضيها في الداخل بهدف جمعهم تحت سقف حكومة انتقالية هدفها محاربة الإرهاب. وستحمل الدعوة التي تطلقها روسيا للحكومة السورية وجزء من معارضيها إلى طاولة حوار في موسكو، تحت عنوان "موسكو 1"، بدلاً من مؤتمر "جنيف 3".
ويطرح المقترح الذي يجري إعداده بالتنسيق بين الخارجية الروسية والسلطات المصرية، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، بدعوة وفدين إلى الحوار في العاصمة الروسية. يضم الأول وفد الحكومة السورية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، فيما يضم الثاني وجوهاً معارضة كالرئيس السابق لـ"الائتلاف السوري المعارض" أحمد معاذ الخطيب ورئيس حزب الإرادة الشعبية النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء قدري جميل، وعدداً من "الخارجين من الائتلاف"، إضافة إلى هيئة التنسيق وحزب "الاتحاد الديمقراطي" (الكردي السوري) برئاسة صالح مسلم الذي تقاتل وحداته ضد "داعش" في الشمال والشرق السوريين.
وقالت مصادر روسية وأخرى أممية، لـ"الاخبار" إن "جدول أعمال الحوار الذي سيُقام بين الوفدين، يتضمن قيام حكومة انتقالية سورية، بصلاحيات واسعة، لكن مع بقاء سلطة الرئيس السوري بشار الأسد على الجيش والمؤسسات الأمنية. وستضم الحكومة ممثلين عن النظام وشخصيات معارِضة، كالخطيب وجميل، على أن تتولى رئاستها شخصية غير مستفزة. وسيكون من مهمات الحكومة تأليف هيئة تأسيسية (إما انتخاباً أو تعييناً) تتولى تعديل الدستور السوري تعديلاً جذرياً. وبعد نحو سنتين من تأليف الحكومة الانتقالية، ستُجرى انتخابات برلمانية، ثم انتخابات رئاسية يمكن الرئيس الأسد الترشح إليها.
وأضافت مصادر القوى التي تشارك في الإعداد لمؤتمر "موسكو 1"، أن صد الزحف الإرهابي في سوريا يجب أن يكون سريعاً، ومن دون انتظار نتائج غارات التحالف الغربي. ويرى المسؤولون الروس والمصريون أنّ من الضروري الحفاظ على بنية الجيش السوري، على أن تستوعب لاحقاً آلاف الضباط والجنود الفارين أو المتخلفين عن الالتحاق بمراكز عملهم أو المنشقين الذين لم ينضموا إلى التنظيمات "القاعدية".
كذلك سيستوعب الجيش، بحسب وجهة نظر منظمي المؤتمر، المقاتلين الذين سيشاركون في قتال "داعش" و"النصرة" والتنظيمات الرديفة لهما.
وأجرت موسكو والقاهرة اتصالات بعدد من الشخصيات السياسية والحزبية المعارضة، واستقبلتا وفوداً من داخل سوريا ومن خارجها، أبرزها وفود عشائرية تمثل كبرى العشائر في الشمال والشرق السوريين. وتريد العاصمتان ضمان تأييد أوسع شريحة ممكنة من السوريين لهذا الحوار.
وفيما رأت مصادر أممية أن الرئيس السوري سيوافق على هذه المبادرة، وأن المطلوب هو إقناع حليفته إيران بها، نفت مصادر سورية ذلك، مؤكدة أن الحوار بين موسكو ودمشق في هذا الخصوص لم يصل إلى خواتيمه بعد.