المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

ثلاثة ملايين ونصف زائر في كربلاء يجددون عهد البيعة لسيد الشهداء


بغداد ـ عادل الجبوري

شارك اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون زائر في احياء مراسم ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي عليهما السلام في مدينة كربلاء المقدسة.

وشهدت المدينة المقدسة التي تحتضن مرقدي الامامين الحسين والعباس عليهما السلام، الثلاثاء، واحداً من اكبر التجمعات الجماهيرية الذي تكلل بركضة طويريج الشهيرة، وهي من بين ابرز الشعائر والطقوس الحسينية السنوية، حيث يشارك فيها عشرات الالاف من الزائرين، وينطلقون كما هو متعارف عليه من منطقة قنطرة السلام التي تبعد مسافة ثلاثة كيلومترات عن مركز محافظة كربلاء، لتمر من باب طويريج، وتصل الى مرقد العباس عليه السلام، ومن ثم الى مرقد الامام الحسين عليه السلام لتنتهي عند المخيم الحسيني، تعقبها مراسيم احراق الخيام.

والى جانب الزوار العراقيين، شارك ما يقارب مائة الف زائر عربي واجنبي في احياء ذكرى واقعة الطف، من ايران ولبنان والسعودية والكويت والبحرين ودول الخليج الاخرى، وباكستان وافغانستان والهند واستراليا واميركا وكندا وعدد من الدول الاوربية.

لوحة عاشورائية معبرة

ولم تقتصر مظاهر الاحياء العاشورائي على كربلاء المقدسة، بل شملت المدن المقدسة الاخرى كالنجف الاشرف والكاظمية وسامراء، والمناطق التي توجد فيها اضرحة دينية لذرية ائمة اهل البيت عليهم السلام، والتي شهدت توافد ملايين الناس اليها، واقامة مراسم العزاء، كقراءة المصرع الحسيني، والتشابيه ومواكب اللطم والزنجيل والسبايا والمشاعل.

حشود الزوار في كربلاء المقدسة

حشود الزوار في كربلاء المقدسة

فضلاً عن ذلك فإن الصوت الحسيني لم يغب في المناطق ذات الاغلبية السنية، والمناطق الكردية والمناطق التي تقطنها اقليات دينية كالمسيحيين والصابئة المندائيين، رغم تهديدات الجماهات الارهابية المسلحة، لا سيما تنظيم "داعش" الذي نفذ خلال الايام القلائل الماضية سلسلة عمليات ارهابية استهدفت المواكب والهيئات الحسينية في العاصمة بغداد ومدن اخرى.

وخلت مناطق كثيرة من العاصمة بغداد ومدن أخرى من حركة الاسواق والمتبضعين احتراماً لقدسية الذكرى ومكانة وعظمة صاحبها.  
وكان يوم التاسع (تاسوعاء) قد شهد تجمعات حسينية حاشدة في مناطق مختلفة، كان ابرزها التجمع الجماهيري الذي اقامه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في ملعب نادي الصناعة ببغداد، والقى فيه رئيس  المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم كلمة تطرق فيها الى جملة من القضايا  المبدئية والعقيدية في قضية الامام الحسين عليه السلام، اضافة الى تناوله آخر المستجدات في الشأن العراقي والشأنين الاقليمي والدولي.

ارقام لها دلالات

وبحسب الجهات الامنية ساهم أكثر من خمسة وعشرين الف عنصر تابع لوزارتي الدفاع والداخلية وجهازي مكافحة الارهاب والاستخبارات في تنفيذ الخطة الامنية لحماية الزائرين، الى جانب مساهمة مؤسسات حكومية عديدة في مقدمتها وزارة النقل في عملية تسهيل عودة الزائرين من كربلاء الى مدنهم.    

الى ذلك، تشير بعض التقديرات الى ان عدد المواكب والهيئات الحسينية التي شاركت بإحياء المناسبة تعدى الخمسة وثلاثين ألف موكب وهيئة في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى. بيد أنه لا توجد آلية دقيقة للوقوف على العدد الحقيقي لاعداد المواكب والهيئات الحسينية، لانها في تزايد مستمر، والبعض منها يمارس نشاطه الحسيني دون ان يصار الى تسجيله عند الجهات المعنية.  

حشود الزوار في كربلاء المقدسة
حشود الزوار في كربلاء المقدسة

ولعل ارقام المواكب والهيئات الحسينية، واعداد عناصر الاجهزة  الامنية والمشاركين في احياء ذكرى الامام الحسين عليه السلام، تنطوي على معان ودلالات مهمة وعميقة جداً.

رسائل واشارات مهمة

واذا كانت مراسم وطقوس عاشوراء لهذا العام في العراق لم تختلف عنها في الاعوام الماضية، وهذا امر طبيعي جداً، فإن هناك جملة قضايا وشواهد تخللت ذكرى عاشوراء الاخيرة، يمكن أن نشير الى البعض منها:

اولاً : تزايد اعداد المشاركين مقارنة بالعام الماضي والاعوام السابقة له، رغم الاوضاع الامنية المضطربة في عدد من المدن والمناطق بسبب تهديدات تنظيم "داعش" الارهابي وسيطرته على بعض المناطق.

ثانياً : جرت مراسم إحياء عاشوراء في ظل اجواء انفراج سياسي واضح، وبدايات  مرحلة سياسية جديدة، تبدو آفاقها جيدة وتبشر بالخير.
وقد ركز الكثير من خطباء المنبر الحسيني هذا العام على جملة من المفاهيم والثوابت الوطنية، من قبيل الوحدة الوطنية، والمحافظة على المشروع السياسي الوطني، ونبذ الفرقة والتناحر، والتصدي للاجندات والمشاريع الخارجية.

وتسليط الاضواء على القضايا السياسية الراهنة ارتبط بتناول وتحليل الابعاد الانسانية والاخلاقية والاجتماعية والسياسية للثورة الحسينية، وما افرزته من معطيات وما رسخته من معان ودلالات، عبر التأكيد على ان رسالة الثورة الحسينية هي رسالة الحياة  لا رسالة الموت، في إشارة الى المبادئ العظيمة التي اراد الامام الحسين عليه السلام ترسيخها من خلال ثورته وتضحياته واهل بيته واصحابه.    

ثالثا : تعرضت بعض المواكب والهيئات الحسينية وزوار الامام الحسين عليه السلام لعمليات ارهابية بالسيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة في مناطق من العاصمة بغداد ومدن أخرى، تسببت باستشهاد وجرح عدد من الزوار وخدمة المواكب والهيئات، بيد أن تلك العمليات الارهابية، لم تثن محبي وانصار سيد الشهداء من مواصلة مراسم العزاء الحسيني.

رابعا : عكست المشاركة الواسعة والكبيرة للزائرين من دول عربية واجنبية، رغم الاوضاع غير المستقرة نسبياً في العراق، عمق التعلق والاندكاك بمبادئ الثورة الحسينية، والاستعداد لتحمل مختلف المصاعب والتحديات والمخاطر من أجل ايصال رسالة التضحية الحسينية الى اوسع نطاق ممكن.
05-تشرين الثاني-2014

تعليقات الزوار

استبيان