5 ملفات رئيسية تناولها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمته خلال مراسم إحياء الليلة العاشرة من عاشوراء 2014، التي أقيمت في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلى أهمية المخاطر والتحديات التي تتهدّد المنطقة، شدد السيد نصرالله الذي شارك شخصياً أمام الآلاف من محبيه في المراسم العاشورائية، على أن الصراع في المنطقة ليس صراعا بين السنة والشيعة فهو صراع سياسي بامتياز، مؤكداً "اننا غير معنيين بتحويله مذهبياً فمعركتنا هي مع التكفيريين الذين يريدون سحق الجميع ومع "اسرائيل" وليست مع الطائفة السنية".
وفي الشأن الداخلي، أكد السيد نصرالله جهوزية حزب الله لخياري الإنتخابات الرئاسية والتمديد، مبدياً في هذا الإطار رفضه دخول البلاد في الفراغ النيابي، والاستعداد "للقيام بأي شيء يمنع هذا الفراغ".
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية دعا سماحته القوى السياسية إلى العمل لاستعادة هذا الملف من القوى الاقليمية وعدم الرهان على تغيرات إقليمية، وحثهم على إيجاد مسعى داخلي جدي لحل الشغور الرئاسي مدخله الحوار مع مرشحنا المعروف العماد ميشال عون الذي يتبناه فريقنا السياسي".
وحول أحداث الشمال الأخيرة، رأى سماحته أن الجيش اللبناني والقوى الامنية الرسمية تشكل الضمانة الحقيقية لبنان وأن الجيش اللبناني قادر على تحمل هذه المسؤولية عندما تتوفر له الامكانيات المادية"، مثنياً في هذا الصدد على موقف أهل الشمال عموما الذي ساهم في تخطي البلاد لهذه المصيبة الكبرى.
وحول الهبة الإيرانية للجيش اللبناني، اعتبر السيد نصرالله أن "في قبول هذه الهبة غير المشروطة مصلحة للبنان"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أننا "لا نريد ان نحرج أحدا".
السيد نصر الله يطل شخصياً من مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس
وفي تفاصيل كلمته، قال السيد نصرالله: "أبلغنا كل حلفائنا وأصدقائنا أننا جاهزون للإنتخابات وللتمديد ولكن لسنا جاهزين لأن يذهب البعض بالبلاد عن قصد أو غير قصد إلى الفراع، ونحن نعتبر أن الأصل هو إجراء الإنتخابات لكن نحن مستعدون للقيام بأي شيء يمنع الفراغ".
وأردف سماحته: "وصلنا إلى نقطة حساسة جدا يتوقف عليها مصير مؤسسة مجلس النواب، ونحن جميعا معنيون بأن نقدم المساعدة للرئيس بري لاخراج البلد من هذا المأزق الكبير، فالفراغ النيابي يشكل ضربة كبيرة إذا أضفناه إلى الفراغ الرئاسي".
* الانتخابات الرئاسية
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية قال سماحته: "قناعتنا تقول انه لا يوجد أحد في البلد يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية، نريد بأسرع وقت ممكن ان يكون هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا، أدعو القوى السياسية إلى العمل إلى استعادة هذا الملف من القوى الاقليمية. بعض الدول الاقليمية هي حليفة لنا والبعض هم حليفة للفريق الآخر، من جهتنا هذا الموضوع محلول لا علاقة بالدول الاقليمية بالتعطيل القائم من جهتنا.
وقال السيد نصرالله أن "سوريا قالت إن ما يقبل به حلفائنا في لبنان سنمضي به، والعديد التقوا مسؤولين ايرانيين وقالوا للجميع ان هذا شأن لبناني داخلي، وفي نهاية المطاف إيران تريد ان يتحقق هذا الاستحقاق. إذا نحن كفريق سياسي في البلد بالنسبة لفريقنا الاقليمي مرتاحون. البعض حاول ان يربط ملف الرئاسة بالملف النووي، وهذا خطأ لأن إيران ترفض أن يربط ملفها النووي بأي ملف آخر".
وتابع سماحته أن "فريقنا يملك القرار الداخلي الوطني وتفويض إقليمي وهذا ما يجب ان ينجز لدى الفريق الآخر. وبالنسبة لنا نحن ندعم ترشيحا معينا ومحددا وكل العالم تعرفه وهذا الترشيح يتمتع بأفضل تمثيل مسيحي وأفضل تمثيل وطني والبعض يقول انه يجب التخلي عن دعم هذا الترشيح وهذا غير منصف. أقول للبنانيين وللقوى السياسية اللبنانية إذا كنتم تنتظرون تغيرات إقليمية فستنتظرون طويلا، يجب ان يكون الحوار الاساسي مع المرشح الطبيعي الذي يتبناه فريقنا السياسي".
وتابع السيد نصر الله أنه "من المؤكد أنه لا أحد في لبنان يريد الفراغ وإذا كانت الإنتخابات الرئاسية خرجت من ايدي اللبنانيين الى يد القوى الإقليمية فلنستعيده"، لافتاً في هذا الإطار إلى أن سوريا رغم انشغالها بقضاياها الداخلية أعلنت قبولها بما يتفق عليه اللبنانيون حول الإنتخابات الرئاسية.
ورأى سماحته أن "من يربط الإنتخابات الرئاسية بملف إيران النووي لا يعرف عن الملف شيئاً وأن ايران ترفض أي تسويات جانبية الى جانب مفاوضاتها النووية، مشدداً على أن الملف الرئاسي اللبناني يحلّ بالتواصل وليس بالرهان على متغيرات إقليمية ودولية لأن المنطقة دخلت بصراعات ستستمر لسنوات.
ودعا السيد نصرالله لحصول "مسعى داخلي جدي لحل الشغور الرئاسي، مضيفاً "نحن مستعدون للحوار وليكن المدخل لذلك عبر الحوار مع مرشحنا المعروف العماد ميشال عون".
* أحداث الشمال
وعن أحداث الشمال، لفت السيد نصرالله الى أنه "من خلال المعطيات والمعلومات والتحقيقات أصبح واضحا حجم ما كان يحضر لطرابلس وللشمال"، معتبرا أنه "مما لا شك فيه أن الذي تحمل العبء الأول في هذه المواجهة هي مؤسسة الجيش اللبناني وتحمل الجيش الاساءات وواصل عمله وتحمل مسؤولياته ونجح".
وأكد سماحته "الثقة والايمان بأن الجيش اللبناني والقوى الامنية الرسمية تشكل الضمانة الحقيقية لبنان وبقائه. فقد أثبت الجيش جدارته في أكثر من تحد خطر وهو قادر على تحمل هذه المسؤولية عندما تتوقر له الامكانيات المادية"، مشيرا الى أن "العامل الاساسي الذي ساهم في تخطي لبنان لهذه المصيبة الكبرى هو موقف أهل الشمال عموما والمرجعيات الدينية والسياسية في الطائفة الاسلامية السنية الكريمة في لبنان، ولو لم يكن هذا الموقف لأخذت الأمور في الشمال وطرابلس منحى أخر"، معربا عن تقديره لـ"هذا الموقف وهذا السلوك وهذا الأداء".
وأشار سماحته الى أنه "في هذا السياق وجهت دعوات إلى الحوار في وسائل الاعلام، وإذا أردنا ان نحيد البلد يجب ان نتحاور مع بعض"، كاشفا أنه "خلال الاسابيع الماضية كان هناك جهات حليفة وجهات صديقة تحدثوا معنا وسألونا أما آن الأوان لحوار بين المستقبل وحزب الله، وقلنا أنه لا مانع لدينا".
وأعلن السيد نصرالله "اننا مستعدون لهذا الحوار وجاهزون له وهذا الموضوع قيد المتابعة"، مؤكدا أننا "مع كل دعم يقدم للجيش اللبناني، في هذا السياق كانت الهبة الإيرانية وخلال كل المدة الماضية كان يقال أن إيران لم تقدم شيء ولم تساعد ولذلك أتى وفد إيران وقدم الهبة التي ستكون بوابة لهبات إيرانية مستمرة". مشددا على أن "هذه الهبة غير مشروطة، إيران تريد أن تساعد ونحن كفريق لبناني نقول اننا لا نريد ان نحرج أحدا وهي مصلحة للبنان".
أما في موضوع العسكريين الرهائن، فأكد السيد نصرالله "أننا في حزب الله لنا خصوصيتنا ووجودنا في سوريا ونفضل ان لا نقارب هذا الموضوع اعلاميا. هذه القضية في عقلنا وقلبنا، والحكومة اللبنانية تتابع هذه المسألة بجد وهي مسألة معقدة"، داعيا أهالي العسكريين إلى "مزيد من الصبر وإلى مزيد من الدعم للحكومة لأنه في مسألة معقدة من هذا النوع نحتاج إلى التكاتف والتعاون"، مطالبا الحكومة أن "لا تغفل الملفات الحياتية والاجتماعية للناس، الجهة الوحيدة القادرة والمعنية بمعالجة هذه الملفات هي الحكومة والدولة فقط لا غير".
* الصراع في المنطقة ليس سنياً - شيعياً
وعن ما يشاع عن صراع سنّي ـ شيعي في المنطقة، قال سماحته: "نسمع دائما في لبنان وعدة مناطق ان في المنطقة هناك صراعات كبيرة وخطيرة وتحديات وأخطار وان هناك بلدات تدمّر ويقولون ان هذا الصراع سني ـ شيعي"، معتبرا أن "تصوير الصراعات بالمنطقة بأنها مذهبية خطأ كبير يرتكب بحق المنطقة وما يحصل فيها".
ورأى أن "هناك خطأ في فهم وتشخيص الصراعات وهذا ما يعقد الحل والانتهاء منها". وأن " ما يحصل الآن في المنطقة يرسم مصير ومستقبل وشعوب هذه المنطقة ولا أحد يمكن ان يقول ان ما يجري في المنطقة لا يعنيه، فهناك خطر كبير في المنطقة"، متسائلا "ألا يستحق هذا الخطر ان ننظر إلى اسبابه؟".
وشدد السيد نصرالله على أن "الصراع في ليبيا يعكس صراع محورين اقليميين وليس صراعا بين السنة والشيعة، هناك محور تركي قطري يدعم جبهة في ليبيا ومحور إماراتي سعودي يدعم جبهة أخرى"، متسائلا: "هل صراع جبهة "النصرة" في سوريا مع باقي الجماعات المسلحة في سوريا صراع سني شيعي، هل المعركة في كوباني هي صراع سني شيعي؟ هل استهداف المسيحيين في العراق وسوريا إلى حد الابادة له علاقة بالصراع السني الشيعي؟ هل استهداف بقية الاقليات له علاقة بالصراهع السني الشيعي؟".
وأكد سماحته أن "هذا التشخيص هو تشخيص خاطىء، وأن ما يجري بالمنطقة صراع سياسي بامتياز، هناك قوى سياسية وقوى شعبية تناضل وتعمل لتحقيق هذا المشروع ان كان حق أم باطل"، لافتا الى أنه "يجب أن نفهم وأن نستوعب أن الصراع ليس مذهبيا واننا معنيين بأن لا نحول هذا الصراع إلى مذهبي".
وتوجه سماحته إلى المسلمين الشيعة قائلا: "معركتنا هي مع التكفيريين الذين يريدون سحق الجميع ومع "اسرائيل" وليست مع الطائفة السنية"، داعيا "السنة الى الحذر والوعي في ما يحصل في المنطقة"، مشددا على أن "هذه المرحلة بحاجة الى الوعي وإلى مستوى عال من المسؤولية".
كما توجه الى المسيحيين قائلا إن "عداء التكفيريين ليس فقط للشيعة وانما لكل ما عداهم ومن عاداهم. وهناك دول تسعى لتقديم الصراع على انه مذهبي لتستقطب أتباع مذهب معين ضد الآخر"، مشددا على أن "الكل في دائرة الاستهداف وعلى الكل ان يتحمل مسؤولية وعلى المسيحي ان لا يقول ان ما يحصل لا يعنيه".
* السيد نصر الله: لأوسع مشاركة في مراسم العاشر من محرم
وفي الختام دعا سماحته الى المشاركة في احياء مراسم عاشوراء وقال: "غدا يوم الفداء والعطاء بلا حدود والاخلاص والوفاء والثبات والعزم والشوق، غدا يوم اللهفة يوم الدم المسفوح يوم الدمعة الساكبة والغصة الدائمة لكنه أيضا يوم الحماس والالهام، غدا يطل أبا عبدالله الحسين عليه السلام على العالم من جديد وهو يخوض معركة الدفاع عن اسلام جده محمد وعن الأمة ووجودها وكرامتها ليطلق نداءه الخالد "أما من ناصر ينصرني".
ودعا سماحته الى "المشاركة الكثيفة في احياء مراسم العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت، لنجدد للحسين بعهدنا وميثاقنا بأننا معه ولن نتركه مهما حصل"، مشددا على أننا "غدا سنثبت للعالم وللحسين في عليائه أننا فوق التهديد وفوق الاخطار وفوق التحدي".