القدس المحتلة ـ شذى عبد الرحمن
اغتالت قوات الاحتلال، فجر الخميس، الأسير المحرر معتز حجازي بعد محاصرته في منزله الكائن بحي الثوري في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك. وادعى الاحتلال أن الشهيد معتز هو منفذ عملية اغتيال رئيس أمناء "جمعية الهيكل" يهودا غليك مساء الأربعاء.
الشهيد معتز حجازي
وذكر الإعلام "الإسرائيلي" أن غليك أصيب بثلاث رصاصات في الصدر، وتم نقله إلى مشفى شعار تصيدك، مشيرة إلى أن وضعه خطير ولكن مستقر.
ويهودا غليك (50) عاماً، يعتبر مهندس اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، حيث يقود اقتحامات المستوطنين للمسجد، كما ويطالب بهدم المسجد وبناء ما يسمى بالهيكل المزعوم.
* الشهيد حجازي
وقال أحد أقرباء الشهيد حجازي لـ"العهد الإخباري" إن معتز كان المسؤول عن عمليات حرق وتخريب ممتلكات المستوطنين في القدس المحتلة خلال العامين الماضيين اللذين تليا إطلاق سراحه من سجون الاحتلال.
وبين أنه أثناء اعتقاله ضرب اثنين من السجانين بشفرة رداً على شتمه بسب الذات الإلهية، وقد أدى ذلك لإصابتهما بجروح في الوجه، كما وقام بضرب محقق كان يقوم بتعذيبه خلال التحقيق.
جثمان الشهيد معتز حجازي
وأضاف أنه تعهد يوم الإفراج عنه بأن يكون شوكة في حلق المستوطنين وألا يسمح لهم بالاقتراب من المسجد الأقصى، مشيرا إلى أنه كان دائم الرباط والصلاة في المسجد الأقصى. فيما أكد إعلام العدو أن معتز هو منفذ عملية إطلاق النار على الشرطة "الإسرائيلية" قبل شهرين في جبل المكبر في مدينة القدس.
سلطات الاحتلال تعتقل شقيق الشهيد معتز حجازي
وتابع القول :"إن سلطات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد بالتزامن مع اعتقال شقيقه ووالده".
قوات الاحتلال لحظة قتل الشهيد معتز حجازي
* عمليات نوعية
ومساء يوم الأحد 26 أكتوبر/تشرين الأول، شُيّع الشهيد عبد الرحمن الشلودي بصمت بعد منتصف الليل، فمدينة القدس حرمت من توديعه بما يليق به كشهيد، بعد أن فرضت محكمة الاحتلال قرارها بدفنه في مقبرة الأسباط بحضور (60) شخصا من عائلته فقط، في ظل تواجد مكثف لقوات الاحتلال وعناصر المخابرات.
وادعى الاحتلال أن الشلودي (24 عاما) قتل مستوطنين اثنين وأصاب تسعة آخرين في عملية دهس نفذها قرب القطار الخفيف في مدينة القدس، حيث قام بعدها بمحاصرته وإطلاق النار عليه حتى فارق الحياة.
وقالت والدة الشهيد عبد الرحمن إن "نجلها لم يعد إليها كما كان وخاصة بعد اعتقاله في المرة الثانية، عبد الرحمن شعر أنه مظلوم، وخاصة أنه لم تعرض المحكمة لائحة اتهام بحقه، كما وكانت تعقد جلسات محاكمة سرية منعتنا والمحامي من الاطلاع عليها".
وأوضحت والدته أن عبد الرحمن إنسان بسيط ومحبوب في الحي وبين أفراد العائلة، وقالت، "عبد الرحمن كان يسعى ليعيش حياته إلا أن الاعتقال المتكرر والاستدعاءات والمخالفات عرقلت سير مخططاته".
وأضافت أن مخابرات الاحتلال كانت تستدعي عبد الرحمن كثيرا لإخضاعه للتحقيق، كما أن مؤسسات سلطات الاحتلال كانت تحرر الكثير من المخالفات المالية بحقه بذرائع وبأسباب مختلفة، مبينة أن مخابرات الاحتلال كانت كلما يمتلك هاتفا أو سيارة جديدة تقوم باحتجازها.
* انتفاضة القدس
مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب قال، إن ما يجري في مدينة القدس ليس بالجديد وهو استمرار لمسلسل التهويد والاعتداءات في سياق مخططات الاحتلال لإحكام السيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى عبر الاقتحامات اليومية وما يكشف من مقترحات ساعية لإلغاء سيادة الأردن عن المسجد الأقصى.
وأضاف، أن الاحتلال يشن حملة ممنهجة وارهابا منظما تجاه القدس والمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن "إسرائيل" تستغل الأجواء الاقليمية والعربية المنشغلة عن مدينة القدس والغائبة عن الوجدان العربي وهو الذي خلق مناخا للاحتلال لينفذ فصله الأخير من مخططاته في مدينة القدس.
وعن التحركات الدولية، أوضح شهاب أن ما يبذل من جهود دبلوماسية في قضية القدس وملف الأسرى لا يرتقي للمستوى المطلوب وهي تحركات غير جادة، في حين يوجد تحركات بقضايا هامشية تشهد تفاعلا دوليا.
وأكد على أن ما يمكن تقديمه للمدينة القديمة هو تصعيد الانتفاضة لكبح جماح الاحتلال، حتى تتوافر مناخات عربية لتوجيه طاقات الأمة لحماية القدس واستعادتها وتحريرها، وقال،" نقف فخراً وإجلالاً لانتفاضة القدس، والتي جاء في إطارها محاولة اغتيال المتطرف يهودا غليك الساعي لهدم المسجد الأقصى".
وبين أن حركة الجهاد الإسلامي تطلق دعوتها مجددا لتجديد الانتفاضة، مؤكدا أن الشعب في حالة استجابة وهو ما تعكسه المواجهات اليومية التي يجب أن تمتد لكافة المدن والقرى الفلسطينية.
ومن ناحيتها ، اعتبرت الهيئة القيادية العليا للأسرى أن دماء الشهيد "حجازي" ، ومن قبله الشهيد "عبد الرحمن الشلودي" مؤشر على جرح القدس الغائر.