الموسوي: نتحمل اليوم مسؤولية القضاء على الفكر التكفيري
رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي إن "انقاذ الإسلام لا يمكن أن يتحقق اليوم إلاّ بتعريف العالم على حقيقة استشهاد الإمام الحسين (ع)، وأنّ أمضى سلاح يمكن أن نشهره في وجه الحملات المغرضة على الإسلام والتي تستغل أفعال التكفيريين إنما يكون بأن نحدث العالم لماذا خرج الإمام الحسين وقدم ما قدم من تضحيات، فإن الدم الحسيني اليوم هو القادر وحده على أن يجلو عن الإسلام المحمدي الأصيل صدء التكفيرية البغيضة التي شوّهت الإسلام وتشوّه صورة المسلمين".
وفي كلمة له خلال المجلس العاشورائي المركزي في مجمع أهل البيت (ع) في بنت جبيل، أشار الى أن "الإعتماد على أي أسلوب كان للدفاع عن الإسلام لم يعد مجدياً اليوم بغير الإستشهاد بواقعة كربلاء، ومهما قلنا للعالم سيأتون بفتاوى من هنا وهناك لفقهاء عرفهم التاريخ بفتاويهم التي تحثّ على الذبح، وسيقولون إن إسلام التكفيريين هو الإسلام الصحيح وإن الإسلام الذي تقدمونه هو إسلام رياء لكي تخفوا صورة الإسلام الحقيقي التي هي صورة الذبح والقتل والسبي، ومسؤولية جلاء دين محمد (ص) تقع علينا نحن، فمثلما تحمّل الإمام الحسين (ع) مسؤولية استقامة هذا الدين ومسؤولية بعث محمد(ص) وآله ومسؤولية الإصلاح في أمة جدّه (ص) نحن اليوم بإتياننا إلى هذه المجالس نقوم بتكرار ما قام به الحسين (ع) في سبيل الدفاع عن دين جده وإعادة تظهير صورته".
ولفت الى أن "الإمام الحسين (ع) لو لم يستشهد لما كان بإمكاننا اليوم أن نقف ونقول إن إسلام التكفيريين ليس هو الإسلام الحقيقي، ونحن أولياء سبط رسول الله (ص) الحسين ابن علي ابن فاطمة (ع) قادرون أن نقف بكل نزاهة وشفافية وصدقية أمام العالم ونقول لا ليس هذا هو دين محمد، وسيكون العالم قابلاً لقولنا لأننا نتحدث عن سبط رسول الله وعن من نزل الوحي في بيت أبيه وأمه، ونتحدث عن من هو أمين على رسالة جده، واليوم نحن في هذا الزمان نكتشف معنى مهماً جداً لاستشهاد الإمام الحسين (ع)".
وأضاف "إننا نتحمل اليوم مسؤولية القضاء على الفكر التكفيري الذي يشكل تهديداً للبنانيين جميعاً ويشكل تهديداً للمنطقة بأسرها، ومن هنا وجب أن يكون في لبنان نهضة وطنية شاملة من أجل خلاص الفكر التكفيري وتجريمه واعتبار الناشر لهذا الفكر إرهابياً وقاتلاً لأنه بالفعل شريك في تكوين شخصية القتلة والجرمين، والذين أطلقوا النار على الجيش اللبناني بالأمس ولا زالوا يطلقونها اليوم، هؤلاء لم ينشأوا من فراغ ولم يأتوا طفرة، بل إنهم الثمار السيئة للفكر التكفيري الذي جعل هؤلاء المجرمين لا يرون في شركائهم في الوطن إلاّ كفرة مباحي الدم والعرض المال".
وشدد على أن "المسؤولية عن الجرائم التي تحصل بحق لبنان والجيش اللبناني اليوم تقع على عاتق أصحاب الفكر التكفيري الذين نشروا في لبنان ثقافة كراهية الآخر وتكفيره وحرضوا الشباب على أن يرتدوا أحزمة ناسفة ويفجّروا أنفسهم في شركائهم وأشقائهم اللبنانيين في الوطن، فالقتلة والمجرمون الذين يحملون السلاح هم بشكل من الأشكال ضحايا للمحرّضين على الكفر والتكفير الذين جعلوا لبنان كلّه ضحية للفكر التكفيري والإرهابيين التكفيريين"، سائلاً "أليس من الواجب أن تلاحق الأجهزة الأمنية اللبنانية كل من يعتلي منبراً ويحثّ على الإنشقاق عن الجيش اللبناني أو يحضّ على تكفير اللبنانيين لأن النتيجة من قوله هو تحويل هذه الأقوال الفتنوية إلى أفعال جرمية؟
وفي هذا الإطار نحن لسنا بحاجة إلى اجتراح قوانين جديدة من أجل معاقبة المحرّضين على التكفير لأن القانون اللبناني يعتبر أن المحرض على الجرم شريكاً فيه ومسؤولاً عنه، فلبنان التعددي لا يحتمل الفكر التكفيري لأنه قائم على أن نقبل بعضنا بعضاً رغم اختلافنا، ونحن مع اعتزازنا بهويتنا الفكرية الخاصّة لطالما أكدنا على أننا نريد أن نعيش مع أتباع الطوائف والديانات والأحزاب المختلفة في لبنان كما نريد له أن يكون لوحة إنسانية تشهد على إمكان الإختلاف تحت سقف الرحمة الإلهية".
وتوجّه الى "شركائنا في الوطن ولا سيما في الفريق الآخر" بالقول "ما عاد يجوز اليوم صمتكم عن التكفيريين، ويجب جعل المهمّة الأولى تنقية لبنان من حملة الفكر التكفيري لنتمكن من إدارة الخلاف السياسي بيننا على قاعدة تنوع الآراء الذي لا يصدّع الوحدة الوطنية، ولذلك نطالب الفريق الآخر بأن يرفع جميع أشكال الدعم عن أصحاب الفكر التكفيري وعن المجموعات التكفيرية وأن يتوقف الدعم المقدم لهؤلاء، كالدعم الاعلامي كالذي نراه عند بعض وسائل الإعلام اللبناني التي تتصرف بطريقة معادية للجيش اللبناني حين تتحدث عن مسار العمليات العسكرية، ومن هنا نرى أن الأوان قد آن لبعض الإعلام اللبناني أن يرتقي إلى المسؤولية الوطنية لكي يحافظ على قدرات الجيش اللبناني وعلى وحدته وهيبته لا أن ينال منها ببعض الإستعراضات التي لا تحقق سوى رفعاً لمستوى الإستماع في هذه الساعة أو تلك لأن المسؤولية الوطنية أهمّ من ذلك بكثير".
وأكّد النائب الموسوي أنه "من الواجب علينا أن نعمل معاً بصورة عاجلة لخلاص الفكر التكفيري أكان فكراً أو مجموعات، ولذلك لا يجوز تقييد أيدي الجيش اللبناني كما أنه لا يمكن نقل مشكلة التكفير والمجموعات الإرهابية التكفيرية من مدينة إلى قرية لبنانية بل إن التعاطي ينبغي أن يكون تعاطياً لخلاص المشكلة من جذورها وليس أن نخرجهم من هذا المكان ليذهبوا إلى المكان الثاني، فما عاد يجوز توفير ملاذات آمنة للمجموعات التكفيرية أو التكفيريين ولا تقديم أي تغطية سياسية وإعلامية وأمنية لهم، وذلك من موقع حرصنا على لبنان كوطن تعددي ومن موقع مسؤوليتنا الشرعية في المحافظة على هذا الدين ناصعاً كما أتى به محمد (ص) لا كما شوهه التكفيريون بأفعالهم".