عبد الرحمن الشلودي المقدسي الرابع الذي يستشهد خلال أشهر
حوّلت شرطة الإحتلال الصهيوني صباح الخميس القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية؛ مستعينة بالطائرات المروحية في رصد المواجهات العنيفة التي اندلعت في مختلف أحياء المدينة عقب الإعلان عن استشهاد الشاب عبد الرحمن الشلودي (20 عاماً)؛ متأثراً بجراح حرجة أصيب بها برصاص مستوطن صهيوني في منطقة "التلة الفرنسية"، بحجة محاولته دهس عدد من المستوطنين قرب محطة للقطار الخفيف.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر جثة الشهيد الشلودي بعد أن تعمد الاحتلال تأخير عملية إسعافه، ليصبح بذلك المقدسي الرابع الذي يرتقي خلال النصف الثاني من العام الجاري، بعد محمد أبو خضير ومحمد سنقرط ومحمد جعابيص.
هذا وأفادت مصادر لموقع "العهد الاخباري" أن "الشرطة الصهيونية ووحداتها الخاصة استخدمت الرصاص الحي خلال المواجهات التي شهدها حي "الطور"، مشيرةً إلى أن "حملات الاعتقال التي شنتها شرطة العدو في أعقاب عملية الدهس جرت بالتنسيق مع جهاز "الشاباك" ، وطالت "عز الدين" الشقيق الأصغر للشهيد عبد الرحمن، وابن عمه "جلال".
إلى ذلك أغلقت قوات "حرس الحدود" الصهيونية فجر اليوم مدخل قرية "العيسوية" بالمكعبات الإسمنتية؛ وفق ما ذكر شهود عيان.
تصريحات
بدوره، طالب محافظ "القدس" المحتلة عدنان الحسيني في حديث لموقع "العهد" بضرورة وضع حد لسياسة التسرع المتبعة لدى الاحتلال في التعامل مع الفلسطينيين، مؤكداً أن التهور والمبادرة إلى قتل المدنيين على أيدى عناصر الشرطة الصهيونية فيه ظلم كبير.
ومن ناحيته، قال أمين سر حركة "فتح" في القدس عمر شلبي إن "أحياء وبلدات المدينة تشهد انتفاضة حقيقية جراء الممارسات الصهيونية العنصرية"، مشيراً إلى أن هذه الانتفاضة باتت تؤرق قادة الاحتلال"، واضاف أن "اتهامات العدو للسلطة الفلسطينية بالتحريض هي محاولة لحرف البوصلة عن الجرائم التي تُرتكب بحق القدس وأهلها".
من جهتها، قالت حركة "المجاهدين" في تصريح صحافي "إننا وإذ ننعى الشهيد عبد الرحمن الشلودي، نؤكد أن المقاومة هي خيار كل الشعب الفلسطيني".
سلطات الإحتلال في "تل أبيب"، وكعادتها، سارعت إلى قلب الحقيقة للتغطية على جريمة استشهاد الشلودي. وفي هذا الإطار قال زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف "نفتالي بينيت" إن "حادث الدهس جاء نتيجة "تهاون" الشرطة مع ملقيي الحجارة من الفلسطينيين، و"التنازل" عن فرض ما دعاها بـ"السيادة الإسرائيلية" على المدينة".
ومن جهته اعتبر وزير الحرب "موشيه يعالون"، ما جرى نتيجة لتبني السلطة الفلسطينية ما أسماها ثقافة التحريض ضد اليهود، والدعوة لقتالهم.
وسائل الإعلام العبرية لم تغب عن المشهد، وفي هذا الإطار قالت صحيفة "هآرتس" إنه "على الحكومة الإسرائيلية أن تعمل على تخفيف التواجد الأمني في القدس، وأن تبحث عن سبل للتهدئة، مشيرة إلى أن عملية الدهس التي أسفرت عن مقتل مستوطنة، وجرح 9 آخرين كان الدافع خلفها هو "العنف". ووفقاً للصحيفة فإنه إن لم يتم التعامل على هذا الأساس فإن الأحداث والمواجهات ستمتد إلى خارج المدينة.
ومن ناحيتها، بادرت واشنطن عبر المتحدثة باسم خارجيتها لإدانة عملية الدهس المزعومة في حي التلة الفرنسية بالقدس المحتلة ، مشيرة إلى أن المستوطنة الصهيونية القتيلة تحمل جنسية الولايات المتحدة.