صرخات مقدسية مع اشتداد الخناق على الأقصى
إنتهى عيد العرش اليهودي وتنفس المقدسيون الصعداء بعد حرمانهم لأيام من دخول المسجد الأقصى الذي كان مباحا لعشرات المستوطنين والمئات من قوات الاحتلال، لتنذر هذه الأيام بسعي الاحتلال لتنفيذ مخططات تهويدية خبيثة وفرضها على المدينة تتضمن تقسيم المسجد الأقصى زمانيا وتحديد مواعيد للزيارة للمسلمين وأخرى لليهود.
المقدسيون وفلسطينيو الأراضي المحتلة عام 48 كانوا خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى ومدينة القدس، فبالرغم من إفراغ ساحات المسجد بالكامل إلا أن عددا من الشبان المرابطين استطاعوا التمركز داخل المصلى القبلي للدفاع والذود عنه، وخاضوا مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال التي حاولت اقتحامه، ما اسفر عن أضرار جسيمة في المصلى.
ودمرت قوات الاحتلال حجرة الهندسة الصوتية في المسجد الأقصى والتي يرفع منها الآذان بعد تلقيها معلومات عن نية المرابطين النداء عبر المكبرات لحشد المقدسيين، كما وحطمت أبواب المصلى القبلي وكسرت زجاج نوافذه لتطلق من خلالها القنابل والرصاص تجاه المرابطين فيه، ما أدى لإصابة العشرات والتسبب بحريق سجاد المصلى.
المسؤولون يحذرون من انتهاكات الاحتلال
رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، حذر من النتائج الخطيرة للغاية التي يمكن أن تترتب جراء مواصلة سلطات الاحتلال، بفرض حصار عسكري خانق على المسجد الأقصى وإغلاقه أمام المصلين، في ظل تصريحات عنصرية لقيادات حكومة الاحتلال تسعى لتنفيذ أوسع اقتحامات للمسجد الأقصى لمناسبة اختتام عيد المظلة أو العُرش العبري.
وأشار قريع إلى خطورة مناقشة شرطة الاحتلال إمكانية تفعيل طائرات بدون طيار في سماء المدينة المقدسة، إضافة إلى مناطيد مزودة بكاميرات تصوير، ووسائل تكنولوجية أخرى، وذلك لجمع المعلومات الاستخبارية ومتابعة ورصد تحركات المواطنين المقدسيين والمرابطين والمصلين الذين يتصدون لاقتحامات الأقصى، ومن يواجهون قوات الاحتلال الإسرائيلي وتمنعهم من دخول باحات الأقصى المبارك للصلاة فيه.
من جانبه، دعا مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إلى المشاركة في النفير العام كل يوم للتصدي للمؤامرات الإسرائيلية لاستهداف الأقصى، ونقل صورة ما يحدث إلى العالم، محذرا من مواجهات مستمرة محتملة، في ظل وجود مكثف لقوات الاحتلال.
وقال حسين في تصريحات صحافية إن "الأمور صعبة للغاية، وواجب على العالمين العربي والإسلامي أن ينهضا للدفاع عن المسجد الأقصى بكل المستويات السياسية والقانونية، واستعمال كل ما يمكن من طرق لحماية المسجد الأقصى".
ووصف المفتي الإجراءات الإسرائيلية بأنها "تعسفية وظالمة ضد المسجد الأقصى"، وقال إنه "من الواضح أن هناك نوايا سيئة لمحاولة فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، ولكنها إجراءات مرفوضة فالمسجد الأقصى للمسلمين وحدهم".
اعتداءات الاحتلال تطال موظفي الأوقاف
من جانبه، لفت مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إلى خطورة سياسة الاحتلال بالاعتداء على موظفي الأوقاف والمسجد الأقصى كمحاولة لفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على المسجد.
وكانت قوات الاحتلال اعتدت على الكسواني خلال اعتقال مهند ادريس أحد حراس المسجد الأقصى بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح في باحات المسجد وعلى مرأى كاميرات المراقبة.
وبين الكسواني أن كل من يعمل في المسجد الأقصى مستهدف، معتبرا أن "الاحتلال لا يحترم أي انسان في المسجد الأقصى ويتعامل بعربدة وقوة".
وأكد على أن حراس المسجد الأقصى دائمًا يدفعون الثمن ومعرضون للخطر ولإجراءات الاحتلال القمعية كالإبعاد والضرب والاعتقال أمام المصلين والناس.
هذا وأبعدت قوات الاحتلال حراس المسجد الأقصى وموظفي الأوقاف 100 متر عن المسجد خلال تصعيدها إجراءات محاصرته لتأمين اقتحام المستوطنين، وأوضح أحد حراس المسجد الأقصى أن قوات الاحتلال تعاملت بطريقة عنجهية وغير لائقة مع موظفي الأوقاف واعتدت عليهم بالضرب والدفع، مشيراً إلى أنها منعت الموظفين من اجتياز الحواجز التي أقيمت في أنحاء بلدة القدس القديمة.
وقال إن قوات الاحتلال حصلت على ضوء أخضر للتعامل بصرامة مع الموظفين ومنعهم من الدخول مهما كلف الأمر، بهدف تأمين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى.
المقدسيون غير راضين عن التحرك المحلي والدولي
تصريحات رسمية وشجب وإدانة صدرت عن بعض الحكومات العربية، في حين لم تجر أي تحركات دولية رسمية لوقف انتهاكات الاحتلال في باحات المسجد الأقصى، على الرغم من اعتبارها مخالفة للقانون الدولي.
وأعرب المقدسيون عن استيائهم من ضعف وتأخر التحرك المحلي في محافظات الضفة، والتي أوعز بها القيادي في حركة حماس حسين أبو كويك مشيرين إلى إلى عدم وجود استراتيجية وطنية واضحة على المستوى الرسمي للدفاع عن المسجد الأقصى والحفاظ عليه ودعم المرابطين فيه "عدم وجود عدد كبير في الوقفة لا يعني تخلي الفلسطينيين عن المسجد الأقصى، وإنما بسبب انشغال الشارع الفلسطيني أهمها عدم تنفيذ أي خطوات عملية لإنهاء الانقسام، واستمرار التنسيق الأمني ووجود تيارات تتملص من مواجهة الاحتلال".
وعلقت المقدسية هيام الشريف "المسجد الأقصى ليس فقط للمقدسيين ولا للفلسطينيين، إنه لكل المسلمين والعرب وعليهم نصرته قبل فوات الآوان"، لافتة إلى أنهم يلمسون تقصيرًا عربيًا وإسلاميًا كبيرًا تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى.
أما المقدسية سميحة الريماوي، فقالت "الأقصى في خطر، الاحتلال يهوّد حجرا تلو حجر حتى يبني هيكله مكانه"، مؤكدة على أن المسجد الأقصى يتعرض لهجمة شرسة من الاحتلال وسط صمت دولي وعربي.
وتساءلت " أين تحرك العالم؟ هل ينتظرون أن يُهدم الأقصى؟ أين الدول العربية والإسلامية مما يجري في المسجد الأقصى؟"، مطالبة بضرورة التحرك العربي والإسلامية لإنقاذ المسجد الأقصى قبل فوات الآوان.