مرة جديدة جهوزية المقاومة تحمي القرى البقاعية من "الإرهابيين"
حسين مرتضى
هي ليست المرة الأولى التي يحاول فيها ارهابيو "داعش" وجبهة "النصرة" في المنطقة الحدودية الجبلية من جهة السلسلة الشرقية التسلل الى بعض القرى اللبنانية في محاولة منهم لتغيير قواعد الميدان والدخول الى هذه البلدات البقاعية، حيث تصاعدت وتيرة هذه المحاولات في الآونة الأخيرة بعد فقدان هذه المجموعات العمق الاستراتيجي الذي كانت تتحرك من خلاله من عرسال باتجاه قرى القلمون السورية. تغيّر الواقع الجغرافي والميداني جعل المجموعات المسلحة تعيش في الاونة الاخيرة حالة من الضياع. فتم تضييق الخناق عليها وقضم المساحة الجغرافية التي كانت تتحرك من خلالها. لذلك سعت من خلال هذا الواقع للبحث عن عمق لها ومنافذ تستطيع من خلالها ان تؤمن دعمها اللوجستي بالاضافة الى الهدف الاساس وهو السيطرة على بعض المناطق البقاعية والتي تستطيع من خلالها ان تؤمن عمقا استراتيجيا يمتد الى جرود الزبداني وصولا لمنطقة المصنع الحدودية ومنها الى بعض قرى البقاع الغربي.
وعلم موقع "العهد الاخباري" أن الهجوم الذي حصل خلال الساعات الماضية على بعض المناطق الجردية في البقاع كانت تجري الاستعدادت له منذ عدة أسابيع خصوصاً وأن أطرافاً كانت تنقل بعض التعليمات والخطط للمجموعات المسلحة من خلال الزيارات التي تمت مؤخراً الى عرسال والجبال المحيطة، في ظل الدور المشبوه لبعض الوسطاء وهم بالاساس من أهم الممولين لهذه المجموعات.
جهوزية حزب الله تحمي القرى البقاعية من "الارهابيين"
وتحركت هذه المجموعات من جرود بعض المناطق اللبنانية والجبال المشتركة وبأعداد كبيرة مع القيام بعمليات تمويه لإشغال بعض المحاور، بهدف الوصول الى جرود بريتال للتمدد باتجاه وادي الزبداني. عمليات الرصد والجهوزية لحزب الله حالت دون حدوث هذا الخرق الخطير والذي لو نجح لامتد على أكثر من منطقة بقاعية، حيث أكّدت مصادر خاصة أن "ارهابيي النصرة وداعش كانوا يتهيّأون للنزول الى هذه القرى وصولا الى منطقة رأس بعلبك والقاع".
وفيما استمرّت الاشتباكات لعدة ساعات، وكانت في بعض النقاط على بعد امتار استخدمت فيها كل انواع الاسلحة الرشاشة والثقيلة، تم استخدام تكتيك العبوات الناسفة التي زرعتها المقاومة في بعض التلال والطرقات الجبلية. وفي الوقت الذي كانت تحاول هذه المجموعات التقدم كانت بعض مرابض المدفعية تقوم باستهدافها حيث تم قتل أعداد كبيرة منهم.
وبعد حالة الضياع التي بدأت تشعر بها هذه المجموعات تحرك الجيش السوري مع حلفائه من ناحية الأراضي السورية لاستهداف ما تبقى من المسلحين الذين حاولوا التراجع باتجاه المناطق الجردية في القلمون، وبدأت الامور بالعودة التي طبيعتها تدريجيا مع الاستمرار بعمليات القصف المدفعي لبعض التحركات في المناطق الجبلية، حيث تكبّد ارهابيو "النصرة" و"داعش" عشرات القتلى والجرحى، في وقت أكّدت مصادر موقع "العهد" أن جلّهم من المقاتلين العرب المتواجدين في تلك المنطقة.
وتضيف المعلومات لموقع "العهد" أن حالاً من الخيبة والاحباط تسود ارهابيي "النصرة" وداعش" وباقي المجموعات الارهابية بسبب فشل الهجوم الذي كانوا يحضرون له منذ مدة طويلة، والذي كان مترافقاً مع وعود من كبير ارهابيي "النصرة" في القلمون المدعو أبو مالك التلي بأن هذا الهجوم سيفك أسرهم وسيكون بمثابة العيديّة لهم، الا أن السحر انقلب على الساحر بفضل يقظة وسواعد مجاهدي المقاومة الاسلامية.