القطيف: 30 ألفاً يشيعون الشهيد القديحي
شُيع آلاف السعوديين من أبناء محافظة القطيف شرق المملكة جثمان الشهيد باسم علي محمد القديحي الذي قضى برصاص الأمن السعودي خلال عملية أمنية استهدفت قمع مسيرة احتجاجية نظمت مساء الجمعةالماضي وجرح خلالها نحو 10 آخرين.
وشارك في جنازة الشهيد نحو 30 ألف شخص، ووري القديحي في مقبرة جزيرة تاروت وسط نداءات مناوئة للنظام السعودي، وشعارات غاضبة ضدّ السلطات الحاكمة كـ"الموت لآل سعود"، إضافة الى هتافات التنديد بممارسات الأجهزة الأمنية السعودية ضد المتظاهرين السلميين.
وكانت السلطات قد أخرّت تسليم جثمان الشهيد القديحي خلال اليومين الماضيين فيما بدا أنه محاولة لتشتيت مستوى التفاعل الشعبي، وإرباك عملية الحشد الجماهيري للمشاركة في مراسم التشييع.
وتداول النشطاء عبر الصفحات الاعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر مستوى الاصابات في جسد الشهيد، والتي أظهرت اصابته بنحو 24 طلقة في أنحاء متفرقة من جسده كالرأس والصدر واليدين والساقين، فيما أظهرت صور أخرى آثار كدمات، في إشارة الى تعرضه للتعذيب بعد إصابته.
كما كشفت الصور عن تعرض اليد اليسرى للشهيد إلى كسر مضاعف في عظمة الساعد.
وبينما يدّعي المتحدث الرسمي باسم الداخلية السعودية أن الشهيد القديحي واجه رجال الأمن بالسلاح، تظهر الصور المنشورة لجثمان الشهيد أن عدة رصاصات أصابت القديحي من الخلف واحدة على الأقل منها في الرأس، ما يشير إلى تناقض تصريحات المتحدث باسم الداخلية.
وكانت مصادر أهلية قد ذكرت أن الشهيد القديحي نقل بعد إصابته إلى مستشفى الزهراء(ع)، حيث سارعت قوات الامن الى محاصرته وأقدمت على اعتقال القديحي وبقية المصابين قبل تلقيهم الاسعافات الأولية.
حركات حقوقية تدين تعسف السلطات السعودية
بموازاة ذلك،أصدرت عدة جهات حقوقية وحركات سياسية بيانات إدانة للنظام السعودي وأعلنت عن تضامنها مع الشهيد وعائلته محملة النظام المسؤولية عن تدهور الأوضاع الأمنية جراء إصراره على منع حق التظاهر السلمي والاستمرار في ملاحقة وتصفية نشطاء الانتفاضة عبر الاعدامات الميدانية.
وأكدت "مجموعة التضامن الإسلامية" في بيان لها استمرار الحراك "ولا تظن السلطات الجائرة أننا سنتوقف عن مطالبنا وحراكنا بل إنّ كل قطرة دم تُسفك تغرس فينا روح الصمود والكرامة والعزة, فكما قيل أنّ دم الشّهيد إذا سقط فبيد الله يسقط، وإذا سقط بيد الله فإنه ينمو".
بدوره، كشف "ائتلاف الحرية والعدالة" في بيان له عن إستغلال النظام السياسي السعودي انشغال الرأي العام العالمي بالحرب الدولية ضد "الإرهاب" في شن حملات التصفية ضد النشطاء، وقال "يظن آل سعود أنهم يستغلون فرصة انشغال العالم بقضية التحالف المزعوم ضد الإرهاب كي يخنقوا كل صوت يعارض طغيانهم وينتقد فسادهم واستبدادهم في أرض الجزيرة العربية، فيما يغفلون عن حقيقة مهمة وصارخة يدركها العالم كلّه بأنهم هم رعاة وصنّاع وداعمي الارهاب في العالم وناشري الفتن ومحتضني القتلة وسفاكي الدماء!".
من جهتها، اعتبرت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية أن "ما زعمه بيان وزارة داخلية الكيان السعودي هو بعيد كل البعد عن الحقيقة ولا يمكن ان يصدقه من ملئت أسماعه أكاذيب النظام، الذي اعتاد على ممارسة الانتهاكات الفادحة بحق المواطنين الشيعة وبكل وقاحة واستهتار وعدم حرمة لدم الأبرياء".
ودأبت السلطات الأمنية السعودية على إستخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين ما أسفر عن استشهاد 21 شاباً وطفلا كان آخرهم الشهيد "القديحي" إضافة إلى شهيد قضى بعد نحو اسبوع من الافراج عنه متأثراً بما تعرض له من التعذيب داخل سجن المباحث.