يبدو أن الإدارة الأميركية باتت تحتسب بدقة تكاليف الحرب على "داعش"، ففي حين يعلن قيادي عسكري أميركي بدأ تدريب "المعارضة السورية"، واستمرار استهداف مواقع التنظيم في سوريا والعراق، تكشف وزارة الحرب الاميركية عن صفقات عسكرية بمليارات الدولارات للدول العربية، أبرزها السعودية. ما يفتح الباب أمام تساؤلين، إما أن أميركا تبيع دول الخليج سلاحاً لتغطية كلفة الحرب؟ أو إنها تبيعهم السلاح ليقاتلوا بصفها ويضربوا تنظيماً هدد مصالحها؟
وفي هذا السياق، أعلن منسق التحالف الدولي للحرب على "داعش" الجنرال الاميركي جون آلن أن عملية تدريب مسلحي "المعارضة السورية المعتدلة" قد بدأت، لكنها ستكون عملية بعيدة الأمد. وفي مقابلة مع محطة "سي ان ان" قال آلن إن العملية بدأت مع تحديد مواقع لمعسكرات التدريب والشروع في جمع العناصر من السوريين الذين سيذهبون الى هذه المعسكرات، لكن الأمر سيستغرق ربما عدة سنوات.
واضاف آلن أن الرد الدولي على "داعش" اتاح قيام شراكات جديدة. كما تطرق الى دور ايران في التصدي لـ"داعش"، معتبراً أن "لإيران دوراً تلعبه، وحين يكون هذا الدور بناء فان واشنطن سوف تشجعه".
من جهة ثانية، اعلنت وزارة الحرب الاميركية أن "الولايات المتحدة ستبيع بطاريات صواريخ باتريوت للسعودية بقيمة 1,75 مليار دولار وشاحنات قاذفات صواريخ لدولة الامارات بقيمة 900 مليون دولار". وجاء في بيان للوكالة الفدرالية الاميركية المكلفة مراقبة بيع الاسحلة أن "السعودية طلبت شراء 202 صاروخ باتريوت من نوع "بي آي سي-3" وهي الصيغة الاكثر تقدماً في انظمة الصواريخ المضادة للصواريخ وتجهيزات اخرى من هذا النوع".
وقالت الوكالة أن "عرض البيع هذا من شأنه ان يساعد على تجديد صواريخ باتريوت الحالية في السعودية التي يصعب الاحتفاظ بها بسبب عمرها ومحدودية توفر قطع الغيار". واضافت ان هذه الصفقة ستساهم ايضاً "في السياسة الخارجية والامن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة على تحسين امن شريك كان ولا يزال قوة مهمة من اجل الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الشرق الاوسط".
وقد اشترت قطر والكويت في الماضي هذا النوع من الصواريخ المعد لتدمير صواريخ بالستية في الجو وكذلك طائرات العدو. وكذلك ابلغت وزارة الحرب الكونغرس بعملية بيع مقررة لـ 12 شاحنة قاذفة صواريخ متعددة لدولة الامارات لزيادة حماية منشآتها الاساسية"، حسب الوكالة.