بعد أقلّ من 24 ساعة على عودته الى المنامة، اعتقلت السلطات البحرينية مدير مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب مساء أمس بعد أن وجهت له تهمة "إهانة هيئة نظامية"، والمقصود بها وزارة الداخلية، وأحالته للنيابة العامة.
وزعمت الوزارة في بيان رسمي أمس أن رجب أقر بما نُسب إليه، فيما قالت المحامية جليلة السيد لصحيفة "الوسط" إن "العقوبة بموجب قانون العقوبات قد تصل إلى السجن ثلاث سنوات، أو دفع غرامة، إذا أدين شخص بالإساءة بأي طريقة علانية إلى المؤسسات الرسمية والجيش والمحاكم والسلطات".
رجب الذي عاد من جولة أوروبية استمرّت لأكثر من شهرين، كان قد كتب على حسابه الخاص على موقع "الانستغرام": "بدأت رحلة عمل قبل أكثر من شهرين وشملت بريطانيا وإيرلندا ولبنان وبريطانيا مرة أخرى ثم الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا وسويسرا وبلجيكا، ثم رجعت الآن إلى بريطانيا للمرة الثالثة - وهذا هو يومي الأخير في هذه الرحلة، وأنا أجهز إغراضي الآن للانطلاق إلى المطار والرجوع إلى بلدي البحرين".
وأضاف "مع كل حبي وتقديري للذين طالبوني بالبقاء خارجاً خوفاً عليَّ، ومع كل احترامي لأستاذي ومعلمي وأخي الروحي عبدالهادي الخواجة الذي طالبني أيضاً بالبقاء خارجاً لفترة مؤقتة حفاظاً عليَّ وعلى عملي ونشاطي الذي يعتقد الكثيرون أنني أكثر قدرة على إدارته وأنا في الخارج، وأنا أقدر كل هذه المحبة والاهتمام، لكن ضميري سيعذبني على عدم العودة، فقد خلقت من الناس، وعشت بين الناس، وأريد أقضي بقية حياتي في أرضي وبين ناسي".
وقد نشر رجب قبل اعتقاله صوراً للحظة تسلمه استدعاء المثول أمام محققي الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني، كما نشر صورة له وهو يغادر منزله وهو يجرّ حقيبة ملابس، وعلق عليها قائلاً: "مغادر للتحقيقات وشنطة السجن حليفتي".
ومن التغريدات التي كتبها رجب على حسابه على "تويتر" قبيل توقيفه "لن أتألم لو تم سجني او قتلي، لكن سيؤلمني كثيرا لو أن أحدا تنازل عن حقوق الناس، أو انحنى للظالم وانكسر".
وتابع "لا أعلم ما إذا كان النظام يضمر أي شيء ضدي أو ما إذا كانت هناك نية لاعتقالي، لكنني لم أعد أثق في هذا النظام ونواياه"، وأضاف "مهما كانت الظروف والتداعيات إلا أنني مصمم على الرجوع ومقتنع أن للحرية والكرامة والعدالة ضريبة، وأنا مستعد لدفعها من حياتي لكن دون التنازل عن مطالب شعبي".
وتابع رجب " نحن أمام أنزه وأنقى ثورة سلمية عرفها التاريخ وتواجه أبطش نظام مستبد ودموي"، مردفاً "أنا على قناعة أن سلميتنا ستهزم دمويتهم".
يذكر أن رجب كان قد خرج من المعتقل في أيار/مايو الماضي بعد ان أمضى فيه عامين بتهمة المشاركة في تظاهرات غير مرخص لها.