"داعش" تتكيف مع ضربات التحالف الدولي وتواصل زحفها نحو عين العرب!
واصل التحالف الغربي توجيه ضربات جوية لمراكز وقواعد تابعة للتنظيم الارهابي "داعش" في شمال سوريا ليقتل مدنيين ويدمر مرافق ومنشآت نفطية سورية، في وقت بدأ التنظيم يكيف نفسه مع الغارات، ما يشير إلى عدم جدوى الضربات الجوية في القضاء على التنظيم، لا بل إنها لم تفلح حتى في وقف زحف المسلحين إلى مدينة عين العرب (كوباني) ثالث مدن الكردية شمالي سوريا وبات مسلحو "داعش" على مسافة تبعد عدة كيلومترات عن المدينة.
وقال "المرصد السوري" المعارض إن الضربات الجويّة الاخيرة أصابت مطاحن ومناطق لتخزين الحبوب في بلدة منبج في شمال سوريا ما أدى إلى مقتل اثنين على الأقل من العمال المدنيين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن ضربات استهدفت مبنى على طريق يؤدي إلى خارج المدينة وقتلت أيضا عدداً من مسلحي "داعش".
كما استهدفت الغارات الجويّة في ريف مدينة تل ابيض بالرقة(مصفاة نفط في منطقة كوع غزيلة ـ عين عروس ـ مصفاة نفط في قرية البديع)، وكذلك ريف اليعربية وقرى جزعة شرق الحسكة، فيما استهدفت غارات اخرى معاقل لـ"داعش" في ميناس وبوبان في غرب كوباني شمالي حلب.
فشل الضربات في وقف تقدم داعش إلى كوباني
وفشلت الضربات الجويّة التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن في وقف تقدم مسلحي "داعش" شمالي سوريا صوب بلدة كوباني الكردية على الحدود مع تركيا. وضيّق مسلحو "داعش" الخناق على مدينة عين العرب الكردية المتاخمة للحدود بين تركيا وسوريا.
وبات مسلحو التنظيم على بعد 5 كلم فقط من عين العرب (كوباني بالكردية) التي تعتبر المدينة الكردية الثالثة في سوريا بعد القامشلي والحسكة، في اقرب مسافة يصلون اليها منذ ان شنوا هجومهم عليها في منتصف ايلول/سبتمبر.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنهم على بعد خمسة كلم الى جنوب وجنوب شرق كوباني، انها اقرب مسافة وصلوا اليها" منذ 16 ايلول/سبتمبر الحالي. واكد ان "قذائف التنظيم الصاروخية اصابت للمرة الاولى مركز المدينة" . ولفت عبد الرحمن الى ان "16 قذيفة صاروخية على الاقل اصابت مركز المدينة للمرة الأولى ما اسفر عن مقتل شخص وجرح اخرين"، معتبراً انه "القصف الاعنف على المدينة". واضاف ان القذائف الصاروخية "طالت كذلك الحدود التركية" في شمال المدينة.
"داعش"
ولم تسمح تركيا لمواطنيها الأكراد بالعبور للانضمام إلى المعركة. وقال مسؤول تركي عند الحدود حيث جرى تشديد إجراءات الأمن "إذا كانت معهم بطاقة هوية أو جوازات سفر تركية فيمكنهم الذهاب. السوريون فقط وليس الأتراك." كما وفرقت الشرطة العسكرية التركية مئات الأكراد باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنعهم من العبور إلى سورية لمؤازرة رفاقهم وعوائلهم في قتال "داعش".
اسبوع من الغارات
وألحق أسبوع من الغارات الجوية خسائر بشرية ومادية بـ"داعش" ولكن لا توجد إشارة على أن دفة الحرب قد تحولت، وقال الميجر جنرال جيفري هاريجيان إن مسلحي "داعش" يغيرون خططهم في مواجهة الضربات الجويّة في العراق وسوريا ويتخلون عن التشكيلات الكبيرة مثل القوافل التي يسهل على الجيش الأمريكي استهدافها.
وأضاف الميجر جنرال جيفري هاريجيان خلال مؤتمر صحفي في وزارة الحرب (البنتاغون) "انهم خصم ذكي.. ورأوا ان ذلك ليس فعالا بالنسبة لنجاتهم.. ولذا فهم الآن يفرقون انفسهم." وقال إن هذا "يستلزم منا العمل بجدية أكبر لتحديد مواقعهم ثم تطوير الوضع لاستهدافهم بصورة مناسبة."
4100 طلعة جوية
وقام الجيش الاميركي بـ 4100 طلعة جوية منذ الثامن من آب/اغسطس، تاريخ بدء الضربات لتنظيم "داعش". وتضاف اليها اربعون طلعة جوية قامت بها مقاتلات تابعة للدول العربية الخمس التي انضمت الى التحالف بقيادة واشنطن منذ 23 ايلول/سبتمبر.
واوضح المسؤول المذكور انه من اصل الطلعات الاميركية الـ4100، هدفت نحو 1400 طلعة الى التزود بالوقود للمقاتلات يوم 27 ايلول/سبتمبر، من دون ان يحدد عدد طلعات المراقبة. والهجوم الاميركي الذي يشمل أيضا 1600 جندي على الأرض ولكن من دون مهمات قتالية، كلف ما بين 780 و930 مليون دولار حتى 24 ايلول/سبتمبر، بحسب تعداد قام به مركز ابحاث متخصص.