رفض الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان يكون لبنان جزءاً من التحالف الدولي الذي تقوده اميركا، قائلاً "نحن غير معنيين ان نقاتل او نؤيد تحالف دولي من هذا النوع يخدم مصالح اميركا بمعزل عن الشعوب"، ومؤكداً ان اللبنانيين قادرون على مواجهة أي خطر ارهابي. وطالب "من يريد مساعدة لبنان بوقف تمويل وتسليح الجماعات الارهابية والاسراع في دعم الجيش والقوى الامنية ومساعدة لبنان بحل مشكلة النازحين".
وفي كلمة متلفزة عبر شاشة المنار، أكد الامين العام لحزب الله ان قضية المخطوفين قضية انسانية ووطنية واخلاقية لا تخص لا منطقة ولا لجهة ولا طائفة ولا مذهب وهي قضية تعني جميع اللبنانيين"، مشدداً على انه يجب ان يكون هدف الجميع استعادة العسكريين المخطوفين بأسرع وقت"، متمنياً "ان نضع قضية العسكريين المخطوفين خارج المزايدات وتصفية الحسابات وتسجيل النقاط".
وشدد سماحته على ان "موقفنا ان تأتي الجهة المفاوضة بمطالب الخاطفين وتدرسها وتعرضها للنقاش وهناك آليات لاتخاذ القرار ومن يقول غير ذلك كاذب ومخادع ومنافق وهناك توحش سياسي بهذا الموضوع"، وحذّر ان "لبنان أمام تحد حقيقي وبعد انتهاء ملف المخطوفين لكل حادث حديث"، مجدداً التأكيد على ان "موقفنا واضح من المجموعات التكفيرية وضرورة محاربتها".
السيد حسن نصر الله
ولفت السيد نصر الله الى انه "تعاطينا وما زلنا نتعاطى على ان هذه القضية مسؤولية السلطة السياسية في لبنان وعلى الجميع ان يدعم ويساند الحكومة في معالجة هذه القضية"، وأشار الى انه "للاسف حوّل البعض قضية العسكريين المخطوفين الى مادة للسجال وتصفية الحسابات السياسية"، معتبراً ان "لبنان يعيش اذلال حقيقي منذ اسابيع بسبب هذا الاداء السياسي للعديد من السياسيين".
وتوجّه الامين العام لحزب الله بأحر آيات العزاء لعوائل شهداء الجيش الذي قتلهم الارهابيون مقدراً مواقف عائلاتهم الوطنية، متمنياً أن يرقى السياسيون إلى مستوى هذه العائلات. وقال السيد نصر الله "نقف بكل صدق إلى جانب عائلات العسكريين الرهائن، نعيش ونفهم هذه المشاعر الخاصة ونحن أكثر من نعلم هذه المشاعر، وهذه المعاناة نحن جزء منها ونحيي تضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية".
وأضاف "الكل يعلم ان الجماعات الارهابية المسلحة قامت بالاعتداء على الجيش بحجة توقيف عماد جمعة مما أدى بهذا العدوان الواسع الذي لم يكن ابن ساعته إلى استشهاد العديد من الضباط والجنود وأسر العديد منهم"، ولفت الى انه "أصبح لبنان أمام قضية انسانية وطنية وأخلاقية لا تخص منطقة أو حزب أو طائفة إمام قضية اللبنانيين جميعاً وتعني الجميع".
وبخصوص التفاوض في ملف المختطفين العسكريين، وفيما أوضح الامين العام لحزب الله انه "نحن لم نرفض على الاطلاق مبدأ التفاوض بشأن العسكريين المخطوفين ومن حق السلطة السياسية ان تفاوض"، لفت الى انه "طالبنا بالتفاوض بشأن العسكريين المخطوفين من موقع القوة والحكومة اللبنانية تعرف ما هي اوراق القوة الموجودة لديها"، وأشار الى ان "التفاوض من موقع الضعف سيؤدي الى كارثة على العسكريين". وخلص الى انه "اذا كان هناك أمل بأن يعود هؤلاء العسكريون الى عائلاتهم فمن خلال الموقف القوي والعزيز والمسؤول".
واذ قال سماحته "لا اعتقد ان هناك دولة وجيش ومؤسسات تقبل بأن تستمر الامور بصيغة التهديد بالذبح"، جدّد التأكيد ان "المجموعات المسلحة هي من تريد نقل المعركة الى لبنان وهي تسعى لنقل الحرب في الليل والنهار".
وفي موضوع الخطف المضاد، رأى الامين العام لحزب الله ان "الخطف المضاد الغير جائز شرعاً وقانوناً غير مجد ويحقق اهداف المسلحين"، وشدد على انه "لا يجوز المس بأي بريء بالنازحين السوريين وغيرهم ولا يجوز ان يحمل احد جرائم الخاطفين"، وطالب سماحته بـ "ضبط المشاعر وردات الفعل والحفاظ على النسيج الوطني".
وانتقل السيد نصر الله الى المحور الثاني من كلمته حول التحالف الدولي ضد "داعش"، وأعلن انه "نحن غير معنيين ان نقاتل او نؤيد تحالف دولي من هذا النوع يخدم مصالح اميركا بمعزل عن الشعوب"، وقال "نحن ضد التدخل العسكري الاميركي وضد التحالف الدولي سواء كان المستهدف في سوريا النظام او "داعش"، وأضاف "أصل الارهاب بمنطقتنا سببه وجود "اسرائيل" التي تحظى بدعم اميركي مطلق".
وتابع قائلاً "نحن لا نؤيد ونحن نرفض ان يكون لبنان جزءاً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية"، وأضاف "نحن غير معنيين ان نقاتل او نؤيد تحالف دولي من هذا النوع يخدم مصالح اميركا بمعزل عن الشعوب".
وأردف سماحته "نطالب من يريد مساعدة لبنان بوقف تمويل وتسليح الجماعات الارهابية والاسراع في دعم الجيش والقوى الامنية ومساعدة لبنان بحل مشكلة النازحين".
وفيما اعتبر السيد نصر الله ان "اللبنانيين يجب ان يكونوا يداً واحدة خلف الحكومة والدولة والجيش بمواجهة الارهاب وهم يستطيعون ان يدفعوا خطر الارهابيين عن بلادهم"، أكد انهم قادرون على مواجهة اي خطر ارهابي يستهدفهم".
وفي ختام كلمته، بارك الامين العام لحزب الله للشعب الفلسطيني في غزة بالانتصار الكبير الذي تحقق وهو انتصار عسكري حاسم وكبير عطّل كل الاهداف المعلنة والمضمرة تجاه غزة، كما بارك للشعب اليمني "العزيز الاتفاق السلمي والشراكة الوطنية الذي يشكل فرصة تاريخية لاخراج اليمن من مشاكله المعقدة"، وحيّا سماحته الشعب البحريني الذي يواصل تضحياته من اجل الوصول الى حقوقه وأهدافه.