بعد ذبح تنظيم "داعش" الصحفي الأمريكي جيمس فولي وقطع رأس الأمريكي الاخر ستيفن سوتلوف ومن ثم ذبح عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هاينز، يبدو أن "داعش" يتجه مباشرة نحو الفرنسيين. فالتنظيم الإرهابي يبدو أنه نجح باختطاف مواطن فرنسي في الجزائر وهدد بذبحه إذا لم توقف باريس الضربات الجوية في العراق! هو السيناريو نفسه ومهلة اربع وعشرين ساعة يمكن معرفة نتيجتها سلفاً مع هذه الجماعة التي تبدو متعطشة للدماء، وما يعزز هذا الانطباع دعوة ما يسمى المتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني لذبح المدنيين التابعين لدول التحالف الدولي.
وقد أعلنت مجموعة "جند الخلافة" المرتبطة بـ"داعش" الاثنين في شريط فيديو خطف فرنسي في الجزائر وهددت بقتله في الساعات الأربع والعشرين المقبلة اذا لم توقف فرنسا ضرباتها الجويّة ضد التنظيم في العراق.
وظهر في الشريط المصور الرهينة إيرفيه بيار غورديل وهو يطلب من الرئيس الفرنسي انقاذه من هذا الوضع. وبدا غورديل جالسا على الأرض يحيط به رجلان ملثمان ومسلحان ببندقيتي كلاشنيكوف. وقال الرهينة انه يتحدر من نيس وانه دليل سياحي، موضحاً أنه وصل السبت الى الجزائر وخطف مساء الاحد.
وأمهل متحدث في شريط الفيديو الرئيس الفرنسي 24 ساعة لوقف الضربات الجوية والا سيكون مصير ايرفي غورديل الذبح".
واكدت الخارجية الفرنسية في بيان "ان مواطنا فرنسيا تم خطفه في منطقة تيزي وزو التي كان يزورها".
وقالت الوزارة انه "يتم بذل كل الجهود للعثور على المواطن الفرنسي وانه تم حشد السلطات، ولا يتم استبعاد اية فرضية"، مضيفة "نحن على اتصال دائم مع السلطات الجزائرية التي تتعاون معنا وتدعمنا بشكل تام".
من جهتها، أكدت الداخلية الفرنسية صحة شريط الفيديو، مشيرة في بيان لها إلى أن الرهينة الفرنسي هو بيار غوديل، واقد اختطف في الجزائر في ولاية تيزي وزو الأحد.
وأضاف البيان أن "التهديدات التي أطلقها الخاطفون، تظهر أعلى مراتب الوحشية التي تمتع بها داعش".
واعلنت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس فرنسوا هولاند اتصل برئيس الوزراء الجزائري عبد المالك السلال، مضيفة ان "هناك تعاوناً تاماً بين فرنسا والجزائر في محاولة العثور على الرهينة الفرنسي والافراج عنه".
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية حذرت الفرنسيين المقيمين في نحو 30 دولة او المضطرين الى التوجه اليها بتوخي "اقصى درجات الحذر".
وبناءً على طلب وزير الخارجية لوران فابيوس، ارسلت الوزارة هذه التعليمات الى سفاراتها في "نحو 30 دولة" لابلاغها للفرنسيين المقيمين في هذه الدول او المترددين عليها وخصوصا في المغرب العربي والشرق الاوسط وافريقيا.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان ان "الفرنسيين المقيمين في الدول المعنية مدعوون لابلاغ قنصلية فرنسا الاقرب اليهم اذا كانوا لم يقوموا بهذا الامر حتى الان، والفرنسيين العابرين مدعوون من جهتهم الى التعريف عن انفسهم بتسجيل اسمائهم على الانترنت" عبر نظام "اريان" التابع للوزارة.
وجاء اعلان تبني عملية الخطف بعد بضع ساعات على دعوة وجهها "داعش" الى قتل المدنيين وخصوصا الاميركيين والفرنسيين والبلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شُكل لمحاربة الإرهابيين في العراق وسوريا. وقال ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي تم بثه باكثر من لغة، مخاطبا عناصر "داعش": "اذا قدرت على قتل كافر اميركي او اوروبي واخص منهم الفرنسيين الانجاس او استرالي او كندي او غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الاسلامية، فتوكل على الله واقتله بأي وسيلة او طريقة كانت".