قتل وجرح العشرات من مسلحي "داعش"، في أولى ضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية ضد أهداف للتنظيم في سوريا، فجر الثلاثاء. وقد جاءت هذه الضربات بعدما ابلغ الجانب الاميركي مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة بأنه سيتم توجيه ضربات للتنظيم الارهابي في الرقة.
وقد اعلن البنتاغون الاثنين ان الجيش الاميركي و"شركاء" شنوا للمرة الاولى غارات على مواقع لـ "داعش" في سوريا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي في بيان "استطيع أن اؤكد ان الجيش الاميركي وقوات الدول الشريكة قاموا بعمل عسكري ضد ارهابيي "داعش " بواسطة مقاتلات وقاذفات وصواريخ عابرة للقارات توماهوك".
وأضاف المتحدث "نظرا لأن هذه العمليات جارية لسنا في وضع يسمح لنا بتقديم تفاصيل إضافية في الوقت الراهن".
مصادر سورية رسمية لـ"العهد": الابلاغ الأميركي لسوريا بضرب مواقع لـ"داعش" ينسجم مع رغبة سوريا
وذكرت وزارة الخارجية والمغتربين أن الجانب الأميركي أبلغ أمس مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري بأنه سيتم البدء بتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في الرقة.
وأكدت مصادر سورية رسمية لـ"العهد" تعليقاً على هذه الضربات أن "الابلاغ الأميركي لسوريا بأنهم سيضربون مواقع لـ"داعش" هو بحد ذاته ينسجم مع رغبة سوريا وسلامة الأراضي السورية وحفظ سيادتها".
وأضافت المصادر أن "الأميركيين فعلاً أبلغونا ليلاً بأنهم سيقومون بقصف مواقع لـ"داعش" في الرقة، وقد تم تنفيذ الغارات على مواقع خطيرة للتنظيم الإرهابي".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان القصف الاميركي في سوريا استهدف الرقة والحدود بين سوريا والعراق.
طائرات حربية وصواريخ توماهوك استخدمت في توجيه الضربات
وأكدت مصادر عسكرية أميركية لـ"سكاي نيوز"، الثلاثاء، أن صواريخ توماهوك التي أطلقها الطيران الأميركي ودول حليفة، انطلقت من المدمرة الأميركية "أر لي بورك". أما الضربات الجوية من الطائرات الحربية فانطلقت من حاملة الطائرات جورج بوش التابعة للبحرية الأميركية وحددت هذه المصادر أنواع الطائرات بـ F16, F22, FA18.
وقالت مصادر "سكاي ينوز"إن "الطيران الأميركي شن في الساعة الرابعة فجرا بتوقيت دمشق 18 غارة على مواقع "داعش" في محافظة الرقة شمال سوريا، توزعت على مبنى المحافظة وسط المدينة، وحاجز ومبنى الفروسية غربي المدينة، معسكر الطلائع جنوبي المدينة، مبنى فرع أمن الدولة بجانب المشفى الوطني".
وتوزعت خمس غارات أخرى على مطار الطبقة العسكري وأطراف المطار الشرقية في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وثلاث غارات جوية على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بالإضافة إلى ثلاث غارات جوية استهدفت اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
وأوضحت المصادر أن "مسلحي داعش أخلوا أغلب مقراتهم وانتشروا خارج المدينة منذ منتصف الليل الماضي".
استهداف مواقع لـ"جبهة النصرة"
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض أن التحالف الدولي شن غارات على مواقع تابعة لتنظيم "جبهة النصرة" ذراع تنظيم القاعدة في سوريا بالتوازي مع الغارات ضد مواقع تنظيم "داعش".
وذكر المرصد ان "ثلاثة مقرات لـ"جبهة النصرة" على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب تعرضت للقصف فجر اليوم ما أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 7 مسلحين من جبهة النصرة، و 8 مدنيين".
وقد أذن أوباما بشن ضربات جويّة ضد أهداف "داعش" في سوريا قبل نحو أسبوعين واطلع على خطط الحرب الأمريكية الأسبوع الماضي من القيادة المركزية للجيش الأمريكي.
وقال الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء إن شركاءه في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" بينهم الأردن والبحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة.
البنتاغون: الضربات الجوية لتعطيل هجوم وشيك
وأضاف في بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية أن الجيش الأمريكي اتخذ إجراءات لتعطيل "هجوم وشيك" على مصالح أمريكية وغربية من مسلحين من تنظيم "القاعدة" وجدوا ملاذا آمنا في سوريا.
وقال البيان إن الولايات المتحدة شنت ضربات من سفن في المياه الدولية في البحر الأحمر وشمال الخليج.
وتابع أن البحرين والأردن وقطر والسعودية والامارات "شاركت أيضا أو دعمت الضربات الجوية ضد أهداف. وغادرت كل الطائرات بسلام المناطق التي نفذت فيها الضربات".
من ناحيته قال الجيش الاردني يوم الثلاثاء انه شن غارات جوية ضد "جماعات ارهابية" تخطط لشن هجمات على الاردن، ولم يحدد البيان موقع الهجمات.
وأذاع التلفزيون الاردني بياناً قال فيه ان "تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني قامت بتدمير عدد من الاهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الارهابية والتي دابت على ارسال بعض عناصرها الارهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة الأردنية الهاشمية".
وفي ما يبدو انه اول تعليق أولي على الغارات الاميركية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون عدم جواز شن غارات جوية على قواعد إرهابيي تنظيم"داعش" على الاراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية.