يبدو أن الهدوء بدأ يرافق الجانب الروسي في عمليته السياسية. ففي حين أُعلن مساء الجمعة عن توقيع مذكرة تسوية بين السلطات في كييف والمعارضين في مينسك، تقضي بوقف إطلاق النار، أكدت دول مجموعة العشرين برئاسة استراليا ضرورة مشاركة موسكو في قمتها بتشرين الثاني/نوفمبر.
وفي هذا السياق، وقع ممثلو كييف والمعارضون الاوكرانيون السبت في مينسك مذكرة تنص على وقف اطلاق النار واقامة منطقة منزوعة السلاح على عرض 30 كلم بينما لا تزال الهدنة هشة في شرق البلاد.
وبعد مفاوضات استمرت سبع ساعات، اعلن الرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشما ممثل كييف في المحادثات التي بدأت الجمعة توقيع مذكرة من تسع نقاط تنص على وقف اطلاق النار وسحب المدفعية الثقيلة من الجانبين لمسافة 15 كلم من "خط التماس" بينهما. واضاف كوتشما "ستكون فرصة لاقامة منطقة وقف اطلاق نار بعرض 30 كلم على الاقل".
وكان كوتشما شارك في مباحثات جديدة بدأت بعد ظهر الجمعة في مينسك بحضور السفير الروسي الى اوكرانيا ميخائيل زورابوف وممثلة منظمة الامن والتعاون في اوروبا هايدي تاليافيني وممثلين عن الانفصاليين.
واتفق اطراف النزاع على عدم استخدام اسلحة ثقيلة في المناطق السكنية ومنع المقاتلات الجوية والطائرات بدون طيار من التحليق فوق المنطقة المنزوعة السلاح التي ستكون تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا، حسبما اوضح كوتشما. كما تنص المذكرة على عدم دخول "كل المجموعات المسلحة والمعدات العسكرية والمقاتلين" الى هذه المنطقة المنزوعة السلاح.
واعلن ايغور بلونتسكي ممثل "جمهورية لوغانسك الشعبية" انه "من المفترض اقامة منطقة امنة بالكامل"، مضيفاً ان المباحثات لم تشمل الوضع في منطقتي لوغانسك ودونيتسك الخاضعتين لسيطرة المعارضين.
ومنذ توقيع "بروتوكول وقف اطلاق النار" الذي احدث مفاجأة شاملة بين كييف والمعارضين في عاصمة بيلاروسيا في الخامس من ايلول/سبتمبر، عرض الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان يضمن "وضعاً خاصاً" موقتا للمناطق المؤيدة لروسيا في الشرق، على ان يترافق ذلك مع انتخابات محلية في كانون الاول/ديسمبر. وقد تبنى النواب هذه العروض في خضم المفاوضات.
من جهة ثانية، اعلنت استراليا السبت ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب ان يشارك في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها في تشرين الثاني/نوفمبر في بريسبان بناءً على طلب قسم كبير من دول هذه المنظمة وبالرغم من سياسة موسكو في اوكرانيا.
وقبيل بدء اجتماع وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لمجموعة الدول العشرين في كايرنز على الساحل الشرقي لاستراليا، اعلن وزير المالية والاقتصاد الاسترالي جو هوكاي انه تم التوصل الى تفاهم لمشاركة روسيا في قمة رؤساء الدول والحكومات في تشرين الثاني/نوفمبر في بريسبان.
وقال "في حال وجب اقصاء اي من المشاركين ولأية اسباب يجب ان يكون ذلك بموافقة جميع دول مجموعة العشرين". واضاف "اجرينا مشاورات مع عدد كبير من الدول وكان الجواب واضحا باننا ننتظر بالتأكيد مشاركة روسيا في قمة مجموعة العشرين". وكشف ان وفدا روسيا وصل الى كايرنز.