الزهار: نشكر "إيران" على دعمها العسكري والسياسي والمادي
قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية إن "ما أثير حول إمكانية خوض الحركة مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل" مستقبلاً خدعة كبيرة استخدمها الإعلام، وهي غير صحيحة"، وأضاف "لا نفاوض "إسرائيل" مباشرة مع أنه لا يوجد مانع شرعي أو سياسي من ذلك، لكن سياستنا عكس ذلك.
من كان يفعل ذلك هو أبو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس)، وهو أيضاً إن ساعدنا في التفاوض غير المباشر مع الاحتلال خلال مباحثات وقف النار في القاهرة، فإننا لم نخوله أن يفاوض "إسرائيل" على برنامج سياسي ولا على حدود عام 1967، ولا على أي شيء آخر. عباس كان يفاوض لرفع الحصار وفي القضايا الإنسانية كإدخال المواد والبضائع إلى غزة".
ورداً على سؤال عن موعد استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، أجاب الزهار "لهذه اللحظة لم نبلغ بشيء، لكن الاتفاق نص على أن تكون العودة إلى القاهرة في غضون شهر بغرض تثبيت التهدئة والبحث في الأمور العالقة كالحدود والأميال البحرية والإعمار. بالمناسبة، إن وقف إطلاق النار مستمر، وليست مدته شهراً، لكن إن اعتدى الاحتلال فسنرد عليه. أما الميناء والمطار، ففي تصوري يجب ألا نأخذ إذن الاحتلال لبنائهما، لأنه وفقاً لاتفاق أوسلو، كان هناك مطار دمرته إسرائيل عام 2000. إن قررنا داخلياً أن نبني مطاراً واعتدت عليه إسرائيل، فسنضرب مطارها.
أيضاً كان هناك قرار لبناء ميناء، لكن الخلاف على مكان بنائه، لذلك يمكن أن يبنى في أي مكان في القطاع ضمن قرار فلسطيني، وكذلك فإن موافقة إسرائيل لن تعنينا هنا، لأننا دفعنا ثمنهما (المطار والميناء) في اتفاق أوسلو باعتراف المنظمة بـ"إسرائيل" على حساب الشعب الفلسطيني".
وحول دور الجمهورية الإيرانية في دعم المقاومة في غزة، أكد الزهار أن "الحركة لم تقل لأحد شكراً، ولم توزع جوائز على أحد بعد الحرب"، وأردف "الناس يعرفون من وقف معنا ومن كان في برنامجنا. البعض شكر قطر وتركيا لموقفهما من الأزمة الأخيرة أثناء العدوان. لكن إن أردنا الحديث عن برنامج المقاومة، فثمة جهات كثيرة نقدم إليها الشكر، وفي مقدمتها إيران التي قدمت الدعم العسكري والسياسي والمادي طوال المرحلة الماضية. لن أرد على الحديث عن وقف التمويل الإيراني لـ"حماس" بعد أزمة سوريا، لأن المستفيد هو "إسرائيل". صحيح أن هناك افتراقاً خفيفاً بعد أحداث سوريا التي حافظنا فيها على الوقوف بحياد، لكن كان علينا بعد الخروج من دمشق أن نتوجه إلى بيروت، فهناك شعب فلسطيني يمكن أن تعيش وسطه وأن تؤطر لبرنامج حقيقي بالتنسيق مع الجهات الموجودة هناك. أما لماذا لم نذهب إلى بيروت؟، فيجب سؤال الذين ذهبوا إلى الدوحة ولم يذهبوا إلى لبنان. رغم ذلك، من يعتقد أن التوجه إلى قطر يعني أن "حماس" ضد إيران، فهذا ليس صحيحاً. اللعب في محاور الدول مدمر، لذلك يجب أن تكون علاقتنا بسوريا وإيران وكل الدول طيبة.
الزهار أوضح أن "لا خصومة بيننا وبين مكونات سوريا"، وتابع "كنا ضيوفاً هناك ضمن برنامج مقاومة ترعاه الدولة المضيفة. غادرنا لأنه زجّ بنا في هذه الإشكالات. أؤكد أننا ضد أي نشاط للفلسطينيين في مخيم اليرموك أو غيره، لأن معركتنا ضد "إسرائيل" فقط".
وعن العلاقة مع القاهرة، أشار الزهار الى "أننا لسنا معنيين في دخول عراك سياسي أو عسكري مع مصر، وكل ما ادعي علينا كان كذباً، ولا يوجد دليل واحد على المزاعم بشأن قتل الجنود في رفح. كل التهم كانت لربطنا مع إخوان مصر ووصفهم على أنهم إرهابيون، لهذا نرحب بإعادة العلاقة مع مصر".