المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

إنتحاريون من طرابلس الى بلاد الشام

 سلّطت صحيفة "الحياة" السعودية في تقرير لها الضوء على ما أسمته "هجرة" الشباب الطرابلسي الى سوريا والعراق للقتال في صفوف التكفيريين، وفي هذا السياق انتقت بعض النماذج الحيّة من البيئة الطرابلسية لتبين مستوى التغرير بعدد من الشبان الطرابلسيين الذين ينفذون عمليات إنتحارية في بلاد الشام.

وذكرت الصحيفة أنّ" الأشهر الأخيرة التي سبقت مغادرة المدعو خالد الحاج (17 عاماً) الفتى اللبناني الطرابلسي المقيم في خان العطارين وسط المدينة إلى العراق ليلتحق بـ "داعش" في شهر نيسان (ابريل) الماضي، لاحظت والدته أنه يتأخر في العودة إلى المنزل، وعندما سألته عن سبب تأخره، قال "إنه يمضي وقتاً إضافياً مع الفتية الساهرين عند ساحة التربيعة التي تربط وسط المدينة بمنطقة أبي سمرا، هناك عند أسفل قلعة طرابلس. وذات يوم تعقبت الأم ابنها ليلاً، ووجدته فعلاً ساهراً مع فتية الحي عند تلك الساحة".

بعد أسابيع من تعقبها خالد، غادر الفتى إلى العراق بحراً عبر تركيا ومنها إلى مدينة الرقة السورية، حيث تولت هناك "داعش" إرساله إلى بغداد. وبعد أشهر أمضاها في العاصمة العراقية اتصل خلالها بوالدته مُطمئناً ومطمئناً، رن هاتف الوالدة ولم يكن المُتكلم خالداً، انما شخص أبلغ الأم أن ابنها نفذ عملية انتحارية في بغداد.


مقاتلون في صفوف "داعش"

وبحسب الصحيفة، تحرص "داعش" وقبلها "القاعدة" على إبلاغ الأهل بنبأ مقتل أبنائهم، فما جرى مع أم خالد يشبه ما جرى مع آلاف الأمهات ممن "خرج" أبناؤهم للقتال، لكن أم خالد من بين قليلات قررن أن يتكلمن، وأن يقلن أن ثمة من غرر بإبنهن، وأنهن كن يرغبن به حياً لا "قتيلاً"، وأن غولاً كبيراً بدأ يلتهم فتية الحي فيرسلهم تارة إلى العراق وتارة إلى سورية.

ولفتت الصحيفة الى أنّ" طرابلس تشهد هذه الأيام مرحلة مختلفة تماماً في علاقتها بـما أسموه "الجهاد"، فالمدينة كشفت لنفسها عن قابلية استثنائية وغير مسبوقة على الاستجابة لنداء "الخليفة"، ففي الأشهر القليلة الماضية التحق عشرات من أبناء الأحزمة الفقيرة في المدينة بتنظيم "داعش"، وقليلون من بينهم التحقوا بـ"جبهة النصرة" في سورية. حتى الآن سُجل من بين "المهاجرين الطرابلسيين" ثلاثة انتحاريين نفذوا عمليات في العراق، وسجل أيضاً بروز فتوات ومفتين في تنظيم "داعش" هم ممن غادروا طرابلس في الأشهر الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة أنّ" المهاجرين أبدوا قابلية على العنف لم تعهدها بهم المدينة، ذهول الطرابلسيين حيال مشاهدتهم عبر "يو تيوب" فتية يعرفونهم جيداً، وهم ينفذون مهاماً "داعشية" من بينها الذبح والإفتاء بالذبح".

ولفتت "الحياة" الى أنّ" سوق العطارين لوحده شهد مغادرة أكثر من 20 شاباً وفتى، معظمهم التحق بـ"داعش" في العراق أو سورية، وقليلون التحقوا بـ "جبهة النصرة". ويبدو أن ثمة ملامح لجيل "تكفيري" جديد، هو بمعظمه خارج المراقبة الأمنية والإجتماعية. فكثيراً ما تسمع في أزقة المدينة عن فتية لم يكن شيئاً فيهم يدل على احتمالات التحاقهم بـ"داعش". لم يكونوا يوماً سلفيين، لا بل أن بعضهم «هاجر» قبل أن تطأ قدمه عتبة مسجد".

وقد أعاد الداعية السلفي الشيخ حسن الشهال أسباب التحاق ابن شقيقه شاكر (21 سنة) بـ"داعش" ومغادرته إلى مدينة الرقة السورية قبل أشهر قليلة إلى "واقعة إحباط" أصابت الفتى. فهو كان على وشك الزواج، وجهز منزله لهذه الخطوة، إلا أنه اختلف مع والد خطيبته وفسخ الأخير الخطوبة، فغادر الشاب إلى الرقة".

شاكر ظهر في تسجيلات من الرقة يكشف فيها أن تنظيم "داعش" عينه قاضياً، ذاك أن الفتى طالب في معهد شرعي، وهو أنهى فيه المرحلة المدرسية. عمّه الشيخ حسن ينفي ما يتناقله طرابلسيون عن أن شاكر يعمل مفتياً في الرقة، ويقول:" أنا أعرفه، واستغرب ما يُقال عن أنه مفتٍ. كان يُساعدنا هنا في هذا المعهد، وله حصة في المعهد كونه وريث والده. درس هنا ووصل الى نهاية المرحلة الثانوية الشرعية، ولم يدخل إلى الجامعة، وتحصيله الشرعي لا يؤهله لأن يكون مفتياً"، ويشير الشهال إلى أن "تعظيم شأن شاكر عبر الإشاعات يستهدف إلحاق الأذى به وبالعائلة".

مئات المقاتلين

وبحسب الصحيفة، فان التقديرات تتفاوت بخصوص أعداد الشبان الذين غادروا طرابلس منذ شهر نيسان الماضي وحتى اليوم، فبين قائل أن عددهم لا يتجاوز المئتين، وقائل بأنه يزيد عن أربعمئة، يحسم الجميع أن "الخروج" ما زال مستمراً، عبر تركيا لمن لا مذكرات توقيف بحقه، ويمكنه المغادرة بشكل قانوني، وعبر بلدة عرسال البقاعية لمن هم مطلوبون من الأجهزة الأمنية والقضائية. ومن الصعب على متعقب هذه الظاهرة في عاصمة الشمال الوصول إلى خيوط حول الشبكات التي تتولى الصلة بين "داعش" و"النصرة" وبين هؤلاء.

الطريق التركية

وتفيد الصحيفة السعودية ان دروب "الهجرة إلى داعش" في طرابلس لا يبدو مهمة معقدة، بحسب الصحيفة، المدينة تضخ ما لا يُحصى من المعلومات المفضية إلى هذه الدروب، لا سيما الدروب التي اعتمدت في الأشهر الأخيرة. معادلات ما تُسمى "الهجرة" واضحة، فمن صدر بحقه مذكرة توقيف عليه أن "يهاجر" عبر جرود عرسال، ومن سجله الأمني نظيف عليه أن يُغادر عبر تركيا بحراً بسبب انخفاض كلفة السفر.
15-أيلول-2014

تعليقات الزوار

استبيان