لم يأت الرئيس الاميركي باراك أوباما في استراتيجيته لضرب "داعش" بمفاجآت جديدة، إذ إن الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية تم تسريبها لمعظم الصحف الاميركية الكبرى واشارت إلى امكانية توسيع الضربات لتشمل سوريا. لكن اللافت في استراتيجية اللا مفاجآت مفاجأة احياء أوباما للمعارضة السورية المعتدلة للاحتفاظ بالسيطرة على المناطق بعد دحر داعش منها خصوصاً في سوريا!
خطاب استراتيجية أوباما فجر اليوم، جاء متزامناً مع ذكرى الحادي عشر من ايلول /سبتمبر عام ألفين وواحد. في حينه بدأت واشنطن التمهيد لدخول العراق، وخطاب الفجر يكرس دخول واشنطن مجدداً إلى العراق بعد انسحابها منه عام 2011، وبالذريعة نفسها وهي محاربة الارهاب وتشكيل حلف دولي اقليمي لمواجهة "داعش".
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه "سيجيز للمرة الأولى شن ضربات جوية في سوريا وشن المزيد من الهجمات في العراق". مؤكداً "أن هدف استراتيجيته واضح، "سنضعف تنظيم "داعش" وندمره في نهاية المطاف من خلال استراتيجية شاملة ومتواصلة لمكافحة الارهاب"، مشيراً الى ملاحقة المسلحين "اينما كانوا".
أوباما خلال خطابه من البيت الأبيض
وأضاف أن هذا يعني "انني لن اتردد في اتخاذ إجراء ضد داعش في سوريا وأيضا في العراق. هذا مبدأ أساسي لرئاستي: اذا هددت أمريكا فلن تجد ملاذا آمنا".
كما اعلن أوباماً أنه سيرسل 475 مستشارا أمريكيا إضافيا لمساعدة القوات العراقية والانضمام إلى اكثر من ألف موجودين هناك بالفعل. وقال إن هؤلاء الافراد لن يشاركوا في القتال.
وقال أوباما "ستنفذ هذه الحملة لمكافحة الارهاب من خلال جهد راسخ لا هوادة فيه لمهاجمة تنظيم "داعش" اينما كان باستخدام قوتنا الجوية ودعمنا لقوات شركائنا على الأرض".
كما تعهد الرئيس الأمريكي بتسليح المعارضة السورية وتدريبها في إطار خطته لمحاربة "داعش" رافضا التعاون مع الحكومة السورية.
السعودية تستضيف معسكرات لتدريب المعارضة المعتدلة
وقال مسؤولون أمريكيون اليوم إن السعودية وافقت على استضافة معسكرات تدريب لمسلحي المعارضة السورية المعتدلين في إطار استراتيجية أوباما لقتال "داعش".
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين "ما لدينا الان هو تعهد من المملكة العربية السعودية...بأن تكون شريكا كاملا معنا في ذلك الجهد بما في ذلك استضافة ذلك البرنامج التدريبي."
وجاء القرار السعودي بعدما تحدث أوباما هاتفيا يوم الاربعاء مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.
وقال البيت الأبيض "اتفق الزعيمان على ضرورة وجود معارضة سورية أكثر قوة للتصدي لـ"داعش" ولنظام الأسد الذي فقد كل شرعيته."
كيري في السعودية
ويصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى السعودية اليوم قادما من العراق في اطار جولته الشرق اوسطية لحشد الدعم لبناء تحالف ضد "داعش" وسيجري محادثات مع مسؤولين كبار من مصر وتركيا والأردن ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان وقطر.
واعلن دبلوماسي اميركي الاربعاء ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيركز جهوده الخميس خلال مؤتمر اقليمي في السعودية على ضم دول الخليج والشرق الاوسط الى التحالف ضد "داعش" من خلال تعزيز خصوصا تعاونها العسكري.
اوباما يطلب ان يتبنى الكونغرس خطة مساعدة
وكان اوباما طلب من برلمانيين الاسراع في تبني برنامج مساعدة عسكرية "للمعارضين السوريين المعتدلين"، ويامل اوباما في ان يمنحه النواب اذنا رسميا بتجهيز وتدريب مقاتلي المعارضة عبر اضافة هذا البند الى قانون المالية الذي سيصوت عليه مجلس النواب الخميس.
وقال هال رودجرز رئيس اللجنة التي تهتم بقانون المالية للصحافيين "لقد اتصل بي الرئيس وطلب اخذ هذا الامر في الاعتبار. لكنني لا اؤيد البتة فكرة اضافة ذلك الى قانون المالية في اللحظة الاخيرة".
واثر الطلب الرئاسي، اعلن الزعماء الجمهوريون في مجلس النواب ان تصويت الخميس ارجىء حتى اشعار اخر بسبب الخطاب الذي سيلقيه اوباما مساء الاربعاء.
وقال كيفن مكارثي زعيم الغالبية الجمهورية الاربعاء "بالنظر الى خطورة الوضع وضرورة ان يقيم جميع الاعضاء طلب الرئيس، فان المجلس سيرجىء التصويت".
المعارضة السورية تدعم الخطة الاميركية
وسارع ما يسمى "الائتلاف الوطني السوري" المعارض إلى الترحيب بخطة اوباما وحث على التحرك ايضا ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
واعلنت المجموعة في بيان انها تدعم الخطة الاميركية لشن ضربات جوية في سوريا وتدريب قوى معارضة لكنها أوضحت ان "منطقة مستقرة وخالية من المتطرفين" تتطلب "اضعاف واسقاط نظام الاسد القمعي في نهاية المطاف".
وقال الائتلاف السوري المعارض انه "لطالما دعا الى مثل هذا التحرك وحذر تكرارا من التهديد المتزايد الذي تشكله هذه المجموعة المتطرفة".
واضاف البيان ان الجيش السوري الحر المعارض "يمكن ان ينجح، لكنه بحاجة للدعم اللازم الذي سيخوله تشكيل قوة يمكن الاعتماد عليها ومجهزة بشكل جيد".
واضاف الائتلاف ان محاربة الدولة الاسلامية فقط "لا يمكن ان يؤدي الى منطقة مستقرة وخالية من المتطرفين".