بعد الجريمة التي ارتكبتها القوات اليمنية، بحق المتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة في صنعاء، تضاربت الانباء حول التوصل إلى اتفاق بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحركة انصار الله. ففي حين أكد مصدر قريب من الرئاسة اليمنية لوكالة "فرانس برس" الخميس انه تم التوصل الى اتفاق تسوية لانهاء الازمة الحالية، نفى مسؤول في الحركة التوصل إلى اي اتفاق، لكنه أشار إلى استمرار المفاوضات .
وبحسب المصدر المقرب من الرئاسية فإن التسوية تشمل تسمية رئيس وزراء جديد في غضون 48 ساعة وخفض إضافي لاسعار الوقود مقابل رفع انصار الله مخيماتهم ومسلحيهم من صنعاء ومحيطها. وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" انه تم التوصل الى "اتفاق تسوية في وقت متأخر" من ليل الاربعاء الخميس.
وبحسب المصدر، فإن التسوية تتضمن "خفض 500 ريال اضافي ليصل مجموع الخفض على سعر صفيحة الوقود (20 ليترا من البنزين والديزل) 1000 ريال"، اي حسم اكثر من نصف الزيادة السعرية التي اعتمدتها الحكومة اعتبارا من نهاية تموز/يوليو.
ويتزامن الاتفاق مع عودة مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر الى صنعاء، بعد أن شهدت صنعاء في الأسابيع الأخيرة مظاهرات مليونية لإسقاط الحكومة.
مسيرات ضخمة في اليمن تندد بجريمة قتل المتظاهرين في صنعاء
مسيرات غاضبة في اليمن تنديدا بقتل المتظاهرين
ويوم أمس، خرجت مسيرات غاضبة في مختلف محافظات اليمن تنديداً بقتل المتظاهرين قرب مقر الحكومة في العاصمة صنعاء. وردد المحتجون في محافظة صعدة شمالي البلاد شعارات مناهضة للحكومة وحملوها مسؤولية مقتل عدد من المتظاهرين بصنعاء، بما في ذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه ينبغي إجراء تحقيق عاجل ومحايد في استشهاد ما لا يقل عن ستة أشخاص على أيدي قوات الأمن التابعة للحكومة في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال سعيد بومدوحة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "إن إرداء المحتجين السلميين بالرصاص في شوارع العاصمة أدى إلى زيادة المخاوف من تصاعد المواجهة الحالية هناك وتحوُّلها إلى نزاع عنيف مستمر".
وأضاف بومدوحة من المهم للغاية أن تراعي الحكومة احترام الحق في الاحتجاج السلمي، والامتناع عن استخدام القوة المفرطة لتفريق المظاهرات، وضمان تقديم جميع المسؤولين عن عمليات القتل غير القانونية إلى ساحة العدالة."
وسادت حالة من "الهدوء الحذر" العاصمة اليمنية صنعاء، مع استمرار إغلاق معظم شوارع المدينة، ومنع للمركبات الكبيرة من المرور، بعد يوم شهد مواجهات دامية بين القوات الحكومية والمتظاهرين، أسفرت عن سقوط سبعة قتلى، وإصابة عشرات آخرين.
وعززت قوات الأمن دوريات الحراسة في الطرقات المؤدية إلى منطقة السبعين حي رئاسة الجمهورية، وفي محيط السفارات والمؤسسات الحيوية، كما استحدثت نقاطاً أمنية مع انشار للجنود في عدد من المواقع، على خلفية الاحتجاجات على أسعار المشتقات النفطية، والمطالبة بإقالة الحكومة.
وشددت الحكومة اليمنية، خلال اجتماعها الأسبوعي الأربعاء، على أنها "لن تتهاون عن القيام بواجبها القانوني في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات رادعة، تجاه كافة التصرفات اللا مسؤولة وغير القانونية"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية " سبأ".
إشتباكات بين انصار الله ومسلحين من "حزب الإصلاح"
وتجددت الاشتباكات العنيفة،الأربعاء، بين جماعة أنصار الله، ومسلحين آخرين تابعين للجان الشعبية الموالية لحزب الإصلاح، بمديرية الغيل بمحافظة الجوف (شمال اليمن)، والمناطق الحدودية بين محافظتي مأرب والجوف، مخلفة أكثر من 14 قتيلاً وعدداً آخر من الجرحى من الجانبين.
كما دارت مواجهات متقطعة بين مسلحين يؤيدون الحكومة اليمنية وحركة انصار الله في الضاحية الغربية لصنعاء، فيما سادت أجواء توتر في العاصمة ومحيطها بحسب مصادر أمنية وشهود عيان.
ووقعت المواجهات في منطقة الصباحة على الطريق التي تربط صنعاء بمدينة الحديدة على البحر الاحمر، وهي منطقة تقيم فيها حركة أنصار الله مخيمات ضمن التحرك الاحتجاجي المناهض للحكومة، بحسب هذه المصادر التي لم تشر إلى أي حصيلة للقتلى.