كيري إلى المنطقة لبحث مواجهة ’داعش’..وأوباما بصدد اعلان استراتيجيته وقرار دولي بمجلس الأمن لكبح ’المقاتلين الأجانب’
تتحرك الولايات المتحدة الأميركية ظاهرياً نحو تشكيل حلف دولي لمواجهة خطر "داعش" في منطقة الشرق الأوسط، بينما يستعد الرئيس الاميركي للإعلان عن استراتيجيته لمواجهة هذا الخطر بما يحقق فقط مصالح واشنطن بغض النظر عن مصالح الأطراف المتضررة من هذا الخطر في المنطقة أو خارجها. ومع توسيع واشنطن لضرباتها الجويّة في العراق وإصرارها على استثناء محاربة "داعش" في سوريا، تبدو الاستراتيجية الاميركية قاصرة عن تحقيق الاهداف المرجوة.
وقد أعلنت واشنطن على لسان وزير الخارجية جون كيري أن 40 بلداً وافقوا على المشاركة بالتحالف الدولي ضد "داعش"، في حين استبعدت سوريا وإيران ، وهو ما يطرح تساؤلات وشكوكاً حول مدى جديّة مساعي البيت الابيض لمواجهة إرهاب "داعش" واقتصار الحلف الدولي المزمع عقده على "الحلفاء" في وقت لم يعد هناك أي فاصل جغرافي لانتشار "داعش" في سوريا والعراق واستثناء قوتين رئيسيتين في المنطقة.
أوباما يعلن خطته الأربعاء
ويعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خطته لمواجهة خطر "داعش"، في كلمة له، الأربعاء حيث يعتزم الضغط على الكونغرس لاتخاذ إجراء ضد "داعش". وقال مساعدون في الكونغرس إن مسؤولين من إدارة الرئيس باراك أوباما سيعقدون لقاءات هذا الأسبوع مع أعضاء الكونغرس.
وقال مساعد في مجلس النواب إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية سيعقدون لقاء مع جميع أعضاء المجلس البالغ عددهم 435 يوم الخميس. وقال مساعدون في مجلس الشيوخ إن جلسة مماثلة ستعقد مع جميع أعضاء المجلس المئة بحلول يوم الأربعاء.
ويلقي الرئيس أوباما كلمة موجهة للأمريكيين الأربعاء يعرض فيها خطته للتصدي لـ"داعش" من دون اثارة قلق عام من اتجاه البلاد إلى حرب شاملة أخرى.
ويجتمع أوباما الثلاثاء مع أربعة من قيادات الكونجرس هم هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ وميتش مكونيل زعيم الأقلية في المجلس وجون بينر رئيس مجلس النواب ونانسي بيلوسي زعيمة الأقلية في المجلس.
وقالت ديان فاينستاين رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للصحفيين إن مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان ومدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر سيطلعان اللجنة أيضا اليوم الثلاثاء على آخر التطورات.
وأعلنت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الاثنين أن وزير الحرب تشاك هاجل والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة سيدليان بشهادتيهما يوم 16 سبتمبر /أيلول بجلسة استماع تتناول السياسة الأمريكية إزاء العراق وسوريا والخطر الذي تمثله "داعش". ومن المقرر أن يدلي وزير الخارجية جون كيري بشهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في اليوم نفسه.
اوباما يؤكد للعبادي محاربة داعش
وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما اتصل هاتفيا برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الاثنين لمناقشة التزام الولايات المتحدة بالعمل مع حكومة بغداد الجديدة لمساعدتها في محاربة "داعش". واضاف البيت الأبيض في بيان"اتفق الرئيس ورئيس الوزراء على أهمية أن تتخذ الحكومة الجديدة خطوات ملموسة سريعا للتعامل مع التطلعات والمظالم المشروعة للشعب العراقي".
كيري يتوجه الى الشرق الاوسط اليوم
في هذا السياق، يصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الشرق الاوسط في جولة تشمل الاردن والسعودية لبناء تحالف دولي لمواجهة "داعش" وفق ما اعلنت الخارجية الاميركية الاثنين.
وقد رحب كيري بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة واعتبرها "مرحلة اساسية" من اجل دحر "داعش"، وقالت الناطقة باسم الخارجية جنيفر بساكي ان اكثر من اربعين دولة ستشارك بشكل أو باخر في هذا التحالف ضد "داعش".
وشدد كيري على ضرورة تشكيل "اوسع تحالف ممكن من الشراكة عبر العالم من اجل مواجهة واضعاف ودحر "داعش". مشيراً الى ان التحالف ضد "داعش" مرشح "للاستمرار اشهرا وحتى اعواما".
وجاء في بيان صادر عن بساكي انه خلال زيارته المعلنة لعمان وجدة بالسعودية سيبحث كيري مع نظرائه "الوضع الحالي في العراق".
مجلس الأمن لكبح "المقاتلين الأجانب"
هذا، وتعتزم الولايات المتحدة الأميركية استصدار قرار عبر مجلس الأمن الدولي يطالب "بمنع وكبح" تجنيد وسفر "المقاتلين الأجانب" للانضمام إلى الجماعات المسلحة المتطرفة مثل تنظيم "داعش" واعتبار ذلك جريمة جنائية خطيرة بموجب القوانين المحلية.
وقد وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار في وقت متأخر الاثنين على مجلس الأمن واعربت عن املها بأن يتم اعتماده بالإجماع في اجتماع رفيع المستوى برئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم 24 سبتمبر/أيلول.
واعلن مسؤول اميركي ان الرئيس باراك اوباما سوف يترأس في 24 ايلول/سبتمبر وليس في 25 كما اعلن سابقا، اجتماع قمة في مجلس الامن الدولي الذي سيخصص للتهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب في سوريا والعراق.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن "التاريخ قد تغير". وسوف يعقد هذا الاجتماع في نيويورك بعد ظهر 24 ايلول/سبتمبر على مستوى رؤساء الدول او الحكومات بالتوازي مع انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة حيث سيلقي الرئيس الاميركي خطابا صباح اليوم نفسه.
وأوضح ان الولايات المتحدة التي تترأس مجلس الامن الدولي هذا الشهر تعول على ان يتبنى المجلس في هذه المناسبة قرارا ملزما "يحدد اطارا شرعيا" لمواجهة التهديد الذي يشكله "المقاتلون الاجانب".
ويندرج مشروع القرار تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ما يجعله ملزما من الناحية القانونية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة ويعطي مجلس الأمن سلطة تنفيذ القرارات من خلال العقوبات الاقتصادية أو استخدام القوة. ومع ذلك لا يفوض مشروع القرار باستخدام القوة العسكرية لمعالجة قضية "المقاتلين الأجانب".
ويقول مشروع القرار إنه "ينبغي على جميع الدول ضمان أن قوانينهم ولوائحهم المحلية تؤسس لجرائم جنائية خطيرة كافية لتوفير القدرة على الملاحقة والمعاقبة بطريقة تعكس على النحو الواجب خطورة الجرم".